نشر بتاريخ: 18/03/2015 ( آخر تحديث: 18/03/2015 الساعة: 17:50 )
رام الله - معا - قال رئيس الشبكة العربية للتسامح، د. إياد البرغوثي، اليوم الأربعاء، إن تنظيم داعش ليس حالة استثنائية في التاريخ الإسلامي، وإن المشكلة تكمن في طريقة استخدام الفكر الديني، وهو ما يمارسه الإنسان استنادا لما يعتقد أن الدين مبني عليه، وإن النص الديني بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلّم- تحول إلى أيديولوجيا.
جاء ذلك خلال الندوة، التي نظمتها دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت بعنوان: داعش التاريخ، الدين، الصورة، في قاعة الشهيد كمال ناصر.
وأوضح د. البرغوثي أن هناك فرق بين العلماء والسياسيين في الحركات الإسلامية، فالسياسي الإسلامي أقل تطرفا، لأن العلماء مرجعهم هو النص وليس الواقع، وأن انتشار مفهوم القتال في أفغانستان وسوريا والعراق وغيرها من الدول، ألغى مفهوم الوطن مقابل مفهوم الدين.
بدوره، قرأ رئيس دائرة الإعلام في الجامعة، د. بسام عويضة، آخر إحصائية صدرت عن المركز الدولي لدراسة التطرف، والتي قالت إن نحو 12 ألف مقاتل أجنبي يقاتلون في سوريا والعراق تحت اسم داعش، وفدوا من 80 دولة، وإن عدد الفرنسيين المنضمين لداعش بلغ 1200 مقاتل، كما ارتفعت أعداد الوافدين لصفوف التنظيم من دول بريطانيا وبلجيكا ونيوزيلندا والسويد وفنلندا والدنمارك والنرويج، وسجلت السعودية العدد الأكبر للملتحقين في صفوف داعش بنحو 2500 مقاتل، تليها المغرب بـ1500 مقاتل، ثم ليبيا والأردن.
من ناحيته، اعتبر الكاتب وليد الهودلي أن التركيز على داعش هدفه إبعاد الأنظار عن القضية الفلسطينية وجرائم إسرائيل، وأن الفكر السياسي الإسلامي قطع شوطا طويلا في تقديم صورة مشرقة للإسلام، وحلا ومشروعا جيدا لمشكلات العصر، تسعى داعش لتخريبها، لأنها لم تقدم أي رسالة حضارية أو فكرية، وأنه يجري تشويه لصورة الإسلام بعد انتشاره بشكل كبير في أوروبا.
وقال إن الفهم الإسلامي متعدد وواسع ويحتمل الاختلاف، وعند التعاطي مع النص الديني فإن هناك من يذهب إلى تفسيره بطريقة متشددة، طريقة التطرف والتضييق، أما الإنسان الواعي فيفسره بطريقة أن مقاصد الإسلام هي خلق السعادة للناس والهدوء، وأنه لا يجوز إسقاط فتاوى ابن تيمية في عصرنا الحديث، وأن لا يكون الإسلام مُستغلا من قبل البعض لتحقيق أهداف غير واضحة.
بدوره، تحدث أستاذ الاعلام في جامعة بيرزيت، د. وليد الشرفا عن الصورة والنص الديني والتصورات التاريخية، والصورة الإعلامية، وقسم الصورة إلى دوائر:، وهي الدائرة الإنسانية، والدائرة الإسلامية في التعاطي مع الدائرة الغربية، والدائرة الإسلامية في التعاطي مع ذاتها.
وأوضح د. الشرفا أن كل حالة تظهر في التاريخ تبدأ وتمر عبر الدم، وفي التجربة الإسلامية هناك ثنائية النص والتاريخ، النص هو الوحي الذي انتهى بوفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والتاريخ وهو علاقات صراع وسلطة سياسة واقتصاد وآليات صناعة الحقيقة والمقدس.
وأضاف: تقدم داعش الصورة على مستوى الإعلام، كآلية انتقامية، بوسائل إخراج بدائية متواضعة لأنها لا تقدم مسافة بين التأمل والفعل، ولا تحضر القوة في الصورة، لأن القوة هي في الواقعية وفي الحقيقة نفسها، وتستخدم الأسود لون السيادة، واللون البرتقالي في الإعدامات التي تنفذها، هو انتقام ورد على لون غوانتنامو البرتقالي، لون الموت والانتقام يعود على من اخترعوه.
واعتبر د. الشرفا أن داعش رد على خيبة القاعدة، وأن النصرة رد على خيبة داعش، وأن كل صدمة في التاريخ الإسلامي ستنتنج نموذجا جديدا.