|
"التخت الشرق" تتجه للغرب الاوروبي
نشر بتاريخ: 21/03/2015 ( آخر تحديث: 22/03/2015 الساعة: 09:18 )
غزة- معا - يوسف حماد- في منزله بمدينة غزة تحت انظار العذراء مريم، ما زال رمزي يحتفظ بنفس الابتسامة التي كانت مسجاه على وجهه أثناء تقديم عرض "العمر" وسط حدقات امهر الفنانين والنجوم، فوق ألمع خشبات بيروت في برنامج " Arabs Got Talent" ذائع الصيت، مع مجموعة "التخت الشرقي" الفلسطينية والتي اصبحت اكثر شهرة من أي وقت مضى، حيث وصل بهم المطاف بانتظار دعوات فنية خارج أسوار قطاع غزة المحاصر لفرقة "التخت الشرقي" بعد العروض المميزة الى العنان الاوروبي الغربي في باريس، ثم الى اقصى غرب الكرة الارضية في أمريكا الجنوبية( القارة الجديدة)، ينتظروا ذلك على حمى جمرا وفرح بأمل يحبوا في حديث رمزي.
يزهر رمزي الفار اعوامه الـ 14 كما ربيع آذار الحالي، نحو تحقيق حلم شب على يدي ذويه بتعليمه مهارات فنية في الموسيقا والطبل والعزف الماهر من دبيب عمره بصدفة جميلة استمرت به الى أن أمسى علما بين اطفال الحي في منطقة "تل الهوى" جنوب مدينة غزة التي تعرضت خلال الحرب الاخيرة الاسرائيلية لرعب حقيقي لم يخفيه رمزي بصمته اثناء الحديث عن تلك اللحظات، مع نغمات صوته الموسيقية كما أنماله في العزف على آلة القانون وحبالها الرقيقة. يقول رمزي " لم اتوقع في حياتي أن أخرج الى عالم الفن بهذه الصورة(..) انها لحظة العمر ولن انساها ابدا لأني خرجت على شاشة (MBC) ثم رفعت اسم فلسطين وغزة مع فرقة "التخت الشرقي"، في عرض فني لفت انتباه العالم(..) فعلا انه شعور عميق ويثير الدموع من شدته". رغم عمره الصغير لم يمنعه ذلك من رسم امال كبيرة لمستقبله الفني خاصة وأنها يبرع على الآلات موسيقية مثل "الطبل ،القانون" بشكل فريد، يشهد على ذلك تميزه في مركز ادوار سعيد للموسيقا القريب من منزله بغزة. يكمل الفتى رمزي الذي يتابع بشغف كرة القدم الاسبانية وتحديدا نادي العاصمة ريال مدريد " سوف نذهب الى عروض فنية الى اوروبا وامريكا اللاتينية بعد أن تلقينا دعوات رسمية من الجاليات الفلسطينية هناك(..) علي واجبات مدرسية سوف انتهي منها وأحاول السفر لتقديم اسم فلسطين والهواية التي احب حتى استمر في رسم الابتسامة الكبيرة على وجه أسرتي". حاتم الفار 48 عاما والد رمزي اختلف مع زوجته على سنين عمره اثناء الحديث، ولكنهم اتفقوا على وقوفهم بشكل ثابت مع نجلهم الاصغر في رحلته الفنية التي لا تنسى من خلال هدير دموعهم اثناء تقديم كل حلقة ينثر فيها رمزي مع الفرقة اغنية جديدة على شاشة التلفاز. حيث جذب انظار الملايين اليهم عربا وعجما ومنهم المئات الذين عبروا عن ذلك لأسرة رمزي في غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي او بالاتصال على هاتفه الشخصي. أما السيدة سناء والده رمزي اكتفت بالقول انها يكفيها شرفا ان نجلها "اخر العنقود" خرج على الشاشة وقام بدور مبدع(..) يكفينا فخرا انه رفع نفسه واسرته وبلده واخرج منا دموع الفرح(..) لقد كان يذهب الى التدريب في اوقات الهدنة اثناء الحرب في غزة، وخرج بهذا الاداء انه عمل لا يضاهى". وحول الترتيبات القادمة لعروضهم خارج القطاع وتحديدا في فرنسا وامريكا الجنوبية قال حاتم الفار والد رمزي " لا نعرف تفاصيل كثيرة(..) لقد استعدينا للسفر وانتظر التفاصيل ولكن ما نعرفه انهم سيقدموا عروض لدى الجاليات الفلسطينية في دول عدة في اوروبا وامريكا(..) نتمنى كل شيء مفيد وجميل لرمزي". مسئول العلاقات الخارجية بغزة في حركة فتح مأمون سويدان قال "ان حركته كانت ولا زالت في صف المواهب الفلسطينية الفنية والثقافية في قطاع غزة وكل الاراضي الفلسطينية وحتى الشتات". ولفت سويدان والذين نسق سفر فرقة التخت الشرقي عبر معبر رفح وايرز وبقاءه حتى ساعات متأخرة كل ليلة بغية انجاح خروجهم " الرئيس ابو مازن ومكتبه دائما يولي اهمية عالية لكل نجاح لاشبال الوطن(..) نحن نقدم القليل للوطن وابناءه وما زلنا مقصرين نحو رسم المزيد من الفرح والرقي الفني والثقافي لمن يستحقه ونحاول جاهدين مساندة كل امل وطموح وهذا هو ما يحضنا على الاستمرار". وتابع حول خروج الفرقة لاوروبا" هناك دعوات وجهت للفرقة نتمنوا ان يقدموا تفضل ما لديهم(..) نحن نتهم بخروج وتنسيق سفرهم ولكن الاقامات وبقاءهم يتحمله الجهة التي وجهت لهم الجعوة وسنقدم كل ما هو مثمر لهم بكل تأكيد. وتحدث سويدان ان هناك من يستغل نجاحات اشبال فلسطينيين لرفع اسهمه او اسمه واما بغية مردود تجاري مادي" هناك من يستغل نجاح المواهب الفلسطينية لاسباب ومأرب شخصية(..) نحاول عدم النظر اليهم مع انهم يتسببوا بضرر مزعج، مع ذلك يجب ان نستمر في دعم كل مجهود فلسطيني شاب فتي طامح". وكانت فرقة "التخت الشرقي" التي خرجت من قطاع غزة بعد ان ذاقت اصناف من العذاب في رحلتهم سواء عبر معبر رفح البري جنوب القطاع او حاجز ايرز العسكري من شماله، ناهيك عن معايشتهم الحرب الإسرائيلية على غزة بيد انهم ابصروا نور النجومية في برنامج شهير يعرض على قناة (ام بي سي) حيث تتكون فرقتهم من 4 عازفين ومطرب جميعهم أطفال منهم رمزي الفار، حيث قدم والد رمزي شكرا خاص لمكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في حركة فتح ومسئول علاقاتها الخارجية بغزة مأمون سويدان الذين "قدموا جهدا مضاعفا وتسهيلا كبيرا لخروج الفرقة من غزة." وقدم الفريق أغنية "على الله تعود" للفنان الراحل وديع الصافي في البرنامج، وأبهر أداء الفريق أعضاء لجنة التحكيم في البرنامج والذي عرض على شاشة (ام بي سي) في يناير الماضي، ولم تمض ثوان قليلة على بدء العرض حتى بدا التأثر واضحا على أعضاء اللجنة، الذين سارعوا إلى الموافقة على تأهل الفريق الفلسطيني إلى نهائيات البرنامج بيد انهم خسروا المنافسة في الربع الاخير بالبرنامج الذي انتهى بفوز متسابق مغربي في نسخته الاخيرة. |