وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حفريات ومبنى عميق بقلعة القدس

نشر بتاريخ: 23/03/2015 ( آخر تحديث: 23/03/2015 الساعة: 23:56 )
القدس- معا - كشف المركز الاعلامي "كيوبرس" في تقرير صحفي مشفوع بالصور ومقطع فيديو عممه اليوم الاثنين عن حفريات واسعة ومبنى عميق أسفل قلعة القدس، بالقرب من باب الخليل أحد ابواب البلدة القديمة في القدس المحتلة، في الجهة الغربية منها.

وأفاد المركز أن الحفريات وصلت الى عمق نحو خمسة عشر متراً، وكشفت عن مبنى عميق يصل طوله الى نحو ثمانين مترا، ويحتوي الموقع حجارة وقناطر عظيمة وقنوات مائية. وتؤكد "كيوبرس" أنها موجودات أثرية من الفترة العربية القديمة، ومن ثم الفترات الاسلامية المتعاقبة منذ الفترة الأموية وحتى العثمانية، حيث شكلت قلعة القدس حامية وحصن منيع لمدينة القدس من الجهة الغربية.

وأشارت "كيوبرس" الى أن الاحتلال الاسرائيلي وأذرعه كثفوا الحفريات في الموقع المذكور منذ سنتين، بعد أن كانت تسير بخطى بطيئة منذ أكثر من عشر سنوات، على يد ما يسمى بـ "سلطة الآثار الاسرائيلية". وفي الفترة الأخيرة تقوم إدارة ما يسمى "متحف قلعة داوود" بتنظيم جولات إرشادية لمجموعات خاصة باللغتين العبرية والإنجليزية، في ظل تواصل الحفريات في بعض جنبات الموقع.

ويدعي مرشدو الاحتلال أن الحفريات كشفت عن آثار من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين وآثار يهودية أخرى، ويحاولون تمرير رواية توراتية/تلمودية متناسقة مع معروضات "متحف قلعة داوود"، وهو موقع قلعة القدس التاريخي الذي حوله الاحتلال من مسجد وقلعة إسلامية عربية عريقة الى متحف يحكي قصة "أورشاليم" العبرية وقصة الهيكلين المزعومين".

طاقم "كيوبرس" زار الموقع عدة مرات والتقط عددا من الصور ولقطات الفيديو، التي تشير الى اتساع الحفريات وعمقها، حيث يتم الدخول الى موقع الحفريات عبر باب حديدي مغلق، ويسير الداخل عبر سبيل حديدي ودرج بني خصيصا للمشاة الزائرين.

وكشفت الحفريات عن حجارة أثرية بأحجام مختلفة وجدران أثرية من الطرفين، أما المبنى العميق فهو عبارة عن بناء مقنطر بطراز معماري متقن، أغلبه من الفترة المملوكية. ويحتوي الموقع على بركة وأجزاء من قنوات مائية، يرجح أنه من جملة شبكات الممرات والقنوات المائية التي استعملت في الفترة العربية القديمة وفي الفترة الأموية، حيث انتشرت فكرة القنوات والممرات المائية في القدس في هذه الفترة، ثم استعملت في فترات لاحقة.

واستخدمت قلعة القدس وتبعاتها كحصن للمدينة، فيما استعمل البناء الذي أسس فيها كمركز للسلطة الحاكمة في الفترات الاسلامية المتعاقبة، خاصة في الفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية. وسيطر الاحتلال على القلعة بأكملها منذ عام 1967، وأجرى فيها حفريات لم تنقطع منذ ذلك الوقت. وبين الفينة وأخرى يفتتح متاحف ومعارض يزورها آلاف الاسرائيليين والسياح الاجانب شهريا، حيث يتم تمرير رواية توراتية تلمودية مزعومة حول الموقع، ولا يذكر التاريخ والحضارة والآثار العربية والاسلامية إلاّ بهامش الهامش.