|
يوزعون الحلويات على حاجز زعترة / بقلم :عميرة هس
نشر بتاريخ: 06/09/2007 ( آخر تحديث: 06/09/2007 الساعة: 18:49 )
بيت لحم - معا- يوم الخميس ظهرا لاحظ ، خالد المحامي، فورا أن الجندي كبير السن الذي يتولى التفتيش في حاجز زعترة جنوب نابلس يتعامل مع الناس بصورة جيدة.
عندما وصلت سيارته الى رأس الطابور الطويل أطل الجندي في داخلها ورأى اطفاله الثلاثة فابتسم وقدم لهم قطعا من الحلوى ، رغبة خالد كانت رفض أخذها لكنه قرر اعفاء الجندي من التوضيحات والقول بأن السكاكر واللطافة لا تُغير الواقع. يقع حاجز زعترا في منحدر مستوطنة تفوح الآخذة في الاتساع هو جزء من مجموعة الجدران الممتدة على طول الطرقات والحواجز الموضوعة على الطرق الفرعية وعزل القرى عن اراضيها الزراعية، وفي احيان كثيرة عزل الفلسطينيين في شمالي الضفة عن جنوبها. الحواجز في الضفة الغربية تحظى بالاهتمام في اسرائيل بالأساس عندما يعد الجيش أو وزير الجيش بازالة بعض منها، وبالفعل، قل عدد الحواجز بالمقارنة مع 2002 و2004، ولكن فقط بعد أن حققت اسرائيل هدفها في فرض جهاز مواصلات منفصل ، شوارع مفتخرة لليهود والمستوطنات وطرق غير صالحة للفلسطينيين. كلما استكمل شق الشوارع المنفصلة ومعها الجدار الفاصل وحواجزها النهابة للاراضي الكبيرة، كلما أمكن إزالة بعض الحواجز، ليست الكمية هي التي تحدد الأمر وانما النجاح الاسرائيلي في تقليص عدد مخارج كل محافظة فلسطينية وتوجيه المواصلات الفلسطينية نحو طرقات قليلة تربط بين كل جيب وآخر، الحركة "الحرة" الموعودة تتراجع بعيدا عن التواصل الاقليمي اليهودي الذي نشأ في الضفة المحتلة خلال السبعة عشر عاما الأخيرة. يوم السبت، في الثالثة بعد الظهر يتزاحم على حاجز حوارة بضع مئات من الاشخاص متوجهين الى خارج نابلس، كل ثلاث دقائق يمر انسان واحد والانتظار المتوقع يبلغ ساعتين على الأقل ،الناس يقفون في القيظ صامتين بغضب، هناك من يتمتمون بالصلاة، وآخرون يئنون. وكالعادة يبدو أن الجنود في ساعات الضغط يبطئون من وتيرة العمل، عدد من عديمي الصبر يصعدون الى سياراتهم ويلتفون على الحاجز بطرق ليست بطرق. الحديث المتكرر حول "إزالة حواجز" يحول النقاش حول دور الحواجز ووظيفتها الى مسألة لا داعي لها في نظر اغلبية مُنتجي الأخبار ومستهلكيها و في بعض الاحيان تفعل المتابعة العنيدة التي تقوم بها نشيطات "محسوم ووتش" فعلها، وتوثق عملية تنكيل فظة قاسية بصورة خاصة من قبل جندي اسرائيلي على صفحات صحيفة يومية ولكن روتين الحواجز التي تسرق في كل يوم مئات آلاف ساعات الحياة والطاقة من الناس، يغيب تماما من وسائل الاعلام الاسرائيلية، هذا النهب للوقت سلاح أكثر نجاعة من أي قذيفة في عملية استنزاف الشعب الفلسطيني وارهاقه الى أن يوافق على حل دولة الجيوب. في يوم السبت ليلا: حاجز حوارة أصبح مغلقا، نابلس مغلقة حتى الصباح ولكن في منتصف الليل تخرج سيارة واحدة من نابلس الى رام الله وفيها مسؤولون من السلطة الفلسطينية بعد تنسيق خاص مع الجيش الاسرائيلي، المسافرون في السيارة الفاخرة كانوا عائدين من مأدبة عشاء متأخرة. الخروج من نابلس ليلا هو امتياز مُترف لا يستحقه الناس العاديون، أما المسؤولون الكبار ممثلي الشريحة السلطوية الشريكة في المفاوضات حول دولة الجيوب فيتلقفون عن طيب خاطر السكاكر التي توزعها عليهم اسرائيل، ولم يدركوا بعد لماذا مقتهم شعبهم وسئم منهم. السبت صباحا: حاجز بيت ايل للشخصيات الهامة وذوي الحظوة (كبار المسؤولين في السلطة، والموظفين في الهيئات الدولية، والصحفيين الاسرائيليين والاجانب). الجندي الشاب يوبخ صحفية اسرائيلية قائلا : "خسارة، خسارة، ما الذي تفعله يهودية في يوم السبت صباحا في رام الله، في الجانب الآخر". وقاحته ولهجته الفوقية السيادية تدفعها للرد: "خسارة، خسارة أن شابا مثلك يقف هنا مدافعا عن الاحتلال"، الجندي كما كان متوقعا لم يقتنع: "أنا لا أدافع عن الاحتلال، أنا أدافع عن بيت ايل". "بالضبط أنت تدافع عن حقوق اليهود المفرطة وامتيازاتهم "لا"، رد عليها، "والدي قاتل في حرب التحرير وعندما أقاتل هنا فأنا أواصل ما فعله أبي". |