وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نادي سلوان

نشر بتاريخ: 26/03/2015 ( آخر تحديث: 26/03/2015 الساعة: 18:22 )
نادي سلوان
بقلم : ناصر المحتسب

يعتبر نادي سلوان من اعرق الفرق الفلسطينية وهو (عميد الأندية المقدسية), ويعتبر فريقه لكرة القدم من الفرق التي يشار لها بالبنان نظراً للتاريخ المشرف الحافل بكل ما هو شريف ونبيل.

في الزمن الماضي وفي عهد الاحتلال ارتدى الفريق الرداء المقدس (لون العلم الفلسطيني) غير آبه بالإجراءات القمعية التي طالت لاعبيه وجماهيره, بل صمدوا وثبتوا حتى يومنا هذا, وهم أول من ارتدى القميص الرياضي بألوانه البراقة المقدسة التي تهوى إليه القلوب والأفئدة, وإن حاولت بعض الفرق هنا وهناك السير على خطى سلوان في هذا الاتجاه.

لقد خاض فريق سلوان الرياضي لكرة القدم (عميد الأندية المقدسية) مباريات أكثر من رائعة أيام الزمن الجميل مع الفرق الفلسطينية والأردنية أهمها وأجملها على الإطلاق أمام شباب الخليل العملاق (عميد الأندية الفلسطينية), بشهادة المراقبين والمتابعين, فكان يطلق عليها مباراة الموسم, والمباراة الأجمل ....الخ.

لقد تعرضت بلدة سلوان إلى كثير من الهزات ومحاولات المصادرة، إلا أنها صمدت بفضل إرادة وصلابة سكانها, وكان في المقدمة دوماً نادي سلوان الرائع, وإن تأثر في السنوات الأخيرة وتقهقر بعض الشيء بفعل العوامل الضاغطة الخارجة عن الإرادة.

ولكن رجالات سلوان الوطنية وفي مقدمتهم الرياضية أبوا الإذعان والتسليم بالأمر الواقع فهبوا إلى نجدة ناديهم (المحبوب) وهم كثر, يتقدمهم رجل نادي سلوان الأول ابن القدس المحامي احمد الرويضي رئيس الهيئة الإدارية للنادي, الذي جمع حوله الكل المقدسي من اجل العطاء, واستطاع بدماثة خُلقه أن يقود السفينة إلى بَرِ الأمان, وهناك صحبه الذين أناروا الدرب بقناديل الفرح, أمثال ناصر العباسي وابن نادي سلوان الأشم المتميز الإعلامي القدير "منير الغول" الذي خدم في محراب عميد الأندية المقدسية (سلوان) لسنين طويلة ومتتالية في لجانه المختلفة, كما عمل مدرباً لفريقه الأول في أصعب الظروف وأحلكها صامدا مُحتسباً, ليبقى اسم لوان عالياً شامخاً, مع مجموعة لا تقل شأناً عنه أمثال سليمان العباسي وناجي عودة وجمال عديلة وأحمد صيام ومدربه المحنك المقدسي خضر عبيد صاحب الانجازات المرموقة ... والقائمة تطول، وعذراً لمن لم أذكر اسمه في هذا المقام.

فريق نادي سلوان صاحب الرداء المقدس المحبب للقلوب القلعة الرابضة وسط بلدة سلوان, عاد من جديد ليحتل الواجهة ويتقدم على لائحة دوري الاحتراف الجزئي مقترباً من موقعه الطبيعي الريادي, ألا وهو دوري جوال للمحترفين لِيعيد البسمةَ إلى الشفاه الظامئة المتعطشة للفوز والانتصار, وأوجه ندائي القلبي الحار إلى اؤلئك اللاعبين العظماء, الذين بذلوا جهودا خاصة متميزةً خلال مراحل الدوري, أن اُثبتوا وواصلوا العطاء, من اجل إعادة الوهج والبريق لهذا النادي العريق, الذي نلتف حوله جميعا لكي تبقى سلوان عربية حرة أبيه عزيزه.

من مدينة خليل الرحمن مدينة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام مدينةُ جد الأنبياء والمرسلين, وعرين عميد الأندية الفلسطينية (شباب الخليل), نجزي التحية لكل الرجال الرجال الذين التفّوا حول ناديهم العريق (سلوان), ولم يتركوا خنادقهم ولم يتراجعوا قيد أنملة, وبقوا ثابتين صامدين ترنو عيونهم للعلا والقمم, وها هم يقتربون من تحقيق الحلم في الصعود لدوري جوال للمحترفين, وهم الآن على مرمى كرة من تحقيق ذاك الحلم الذي يداعب مُخيلتنا جميعا على حد سواء.

أحييكم أيها الشرفاء, وأدعو كل الخيّرين في هذا الوطن أن يحذوا حذوكم في الولاء والانتماء, وآمل منكم الاستمرار بالعطاء خدمةً للرياضة الفلسطينية التي أصبحت كما أطلق عليها سيادة اللواء جبريل الرجوب باني النهضة الرياضية الفلسطينية, إنها (رسالةً نبيلةً ذات بعد وطنيّ وأخلاقيّ) وليست للترف واللهو بقدر ما هي نوع من أنواع الدفاع عن شرف الأوطان وشرف الأمة. أتمنى لسلوان وجماهيره ورجالاته النجاح والسؤدد في قادم الأيام, وان شاء الله نحتفل جميعا وسويا في انجاز المهمة النبيلة في الصعود للمحترفين, وأقول لكم كما قال الشاعر:

ما عندي خيل أَهديك ولا مال **** فَليُسعد النُطق إن لَم تُسعد الحال