|
الأتراك يرون أن ديمقراطيتهم في خطر كبير
نشر بتاريخ: 31/03/2015 ( آخر تحديث: 01/04/2015 الساعة: 13:50 )
اسطنبول - معا- تعرض سجل تركيا لحقوق الانسان وحرية الإعلام لهجوم متواصل من جمهور شارك في مناظرة عامّة هنا، إذ حذّرت غالبيته من تزايد الحكم الشمولي قبل الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو/ حويران المقبل.
وأثارت الجلسة التي نظّمها برنامج (المناظرات العربية الجديدة) في جامعة البوسفور (بوأزيتش) مساء الاثنين جدالا ساخنا بين المتحاورين الرئيسيين، قبل أن يصوت 76 % من الجمهور إلى جانب عنوان المناظرة: "الديمقراطية التركية في خطر كبير". وانتقد عدد من المشاركين – الذين غلّب عليهم عنصر الشباب – كلا من سياسات حزب الحرية والعدالة الحاكم وتصرفات المعارضة. ورأى أحد الحضور أن المعارضة لم تنجح حتى في تشكيل "حكومة ظل" في مواجهة السلطة المركزية. في معرض دفاعه عن عنوان الجلسة، قالت عضو البرلمان عن حزب الشعب منذ العام 2011 الجمهوري د. بيناز طبرك إن ديمقراطية تركيا ترتقي إلى "استبداد منتخب" في مجتمع مستقطب. "هناك انتخابات.. نعم. لكن الأمر لا يتعدى ذلك تقريبا"، أضافت طبرك، بروفسور العلوم السياسية سابقا. واعتبرا أن "فصل السلطات يشكّل معضلة، وكذا (احترام) سيادة القانون. وتغيب الشفافية مقابلة مساءلة قليلة جدا، قيود على حرية التعبير والاحتجاجات السلمية والصحافة الحرة والإعلام المجتمعي". كما أشارت طبرك إلى "مشاكل في فصل الدين عن الدولة" لافتا إلى أن "معظم التعيينات في الوظائف الحكومية لم تعد ترتكز إلى الجدارة والكفاءة إلى جانب مشكلة المساواة بين الجندرين". وأرجعت طبرك "ضعف" إنجازات المعارضة إلى هيمنة حزب العدالة والتنمية على البرلمان. كما اعتبرت أن الحكومة لا تصغي للانتقادات بينما الرئيس رجب طيب إردوغان لا يحتمل الأصوات المعارضة. إلى ذلك حذّرت طبرك من أن الديمقراطية ستفشل إذا نجح إردوغان في نقل تركيا إلى رئيس جمهورية تنفيذي من خلال صناديق الاقتراع. معارضا لعنوان المناظرة، قال الكاتب والصحافي إتيان مجوبيان كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو منذ تشرين أول/ اكتوبر 2014، إن تركيا "على طريق الديمقراطية" وليست ديمقراطية ناجزة. واعتبر أن هناك مجالا واسعا لإدخال تحسينات كبيرة. "هذا مكان في طور التحول ولم يصل بعد إلى مكان طبيعي"، أضاف مجوبيان الذي ينحدر من أصول أرمنية، مستشهدا بالتحديات أمام نظام حكم متعدد الأحزاب "تحت وصاية بيروقراطية" ونظام قضائي غير منحاز. وبينما أوضح أنه ينتقد أيضا العديد من سياسات الحزب الحاكم، أشار مجوبيان إلى أن هذا الحزب واصل تسجيل نجاحات في الانتخابات المتعاقبة. ورأى أن تركيا تقترب من "تغيير 80 عاما من تاريخها. وليس هناك عودة للوراء وهناك العديد من الأعداء". ورأى أن "الحرية والعدالة هو الحزب الوحيد الذي يستطيع التعامل مع مستقبل ذي معنى للمجتمع، ولذلك يحصد كل تلك الأصوات". ثم خلص إلى القول: "لن يكون هناك ديكتاتورية في هذا البلد". وفي غمرة النقاش الذي أعقب طرحي ضيفي المناظرة، استدرجت طالبة في الثالثة والعشرين من عمرها تصفيق الحضور حين أبلغت مجوبيان: "أريد الديمقراطية اليوم". وأردفت: "لا يهمني تاريخ البرلمانات والناس الذين باتوا ف عداد الأموات الآن، بل أريد الديمقراطية الآن بينما لا أزال على قيد الحياة". يذكر أن المناظرات العربية الجديدة تشكّل منبرا حرا لحفز المساءلة والمحاسبة في إطار الديمقراطية، بتمويل وزارتي الخارجية النرويجية والبريطانية. تواكب هذه المناظرات حملات واسعة للهدف ذاته في مدارس وجامعات عربية، ضمن مسعى تشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية من خلال ندوات ونقاشات عامة. للموسم الرابع، تبث حلقات المناظرات – بالعربية والانكليزية- عبر شاشة تلفزيون دويتش فيلله Deutsche Welle إلى جانب شركائها في الإقليم والعالم. |