|
ماذا لو شعرتِ الدولُ العربيةُ بخطرٍ قوميٍّ للمرةِ الأولى!؟
نشر بتاريخ: 01/04/2015 ( آخر تحديث: 01/04/2015 الساعة: 16:09 )
الكاتب: مارون عساف
تكونُ الخُطةُ بتجويعِ شعبٍ عاش في الفَقر عقوداً منَ الزمن... وبإذلالِه وبالإمعانِ في إفقارِه.... وحين يقررُ الانتفاضَ على واقعِه المريرِ ليتمدّنَ ويُجاريَ خليطَهُ العربيَّ المتميزَ عن محيطِهِ الصحراويِّ الخشبيّ... تصبحُ مصانعُ قُوتِ يومِه خطراً قومياً داهماً فتُقصف !!!!
تكونُ الخُطةُ بالاستهداف...وبالقتلِ وبالتجريحِ النفسيِّ ...المعنويِّ ... والجسديِّ لشعبٍ استهدفته ما سُميت قواتِ تحالفٍ عربية في حديقةِ منزلِه وحديقةِ مأكلِهِ وحديقةِ عيشِهِ ونومِهِ وطِبابتِه وتعليمِه... بعدما غدتِ الحديقةُ العامةُ والمنزلُ والمشفَى والمدرسةُ خطراً قومياً فتُقصف!!!! تكونُ الخُطةُ بمنعِ ايِّ تحركٍ شعبيٍّ...مدنيٍّ...اسعافيٍّ... لشعبٍ قرر التحركَ ولو تحتَ نيرانِ الخطر فتتحولُ مسيراتُه...سَياراتُ هلالِهِ الأحمرِ وصليبِه خطراً قومياً فتُقصف!!! تكونُ الخُطةُ بحشودٍ...بحصار...بزَنزانةٍ لشعبٍ استفاق من كَبوتِه ليرفُضَ سجنَه الكبير ولِينفتحَ على العالمِ ويُدركَ اهميةَ موقِعِه الاستراتيجيِّ ومورِدِهِ الذي لطالما استغلّته دولُ جوارِه دون ان يستفيدَ منهُ ولو كان اسمُه بابَ المندب وهو فرّق آسيا عن أفريقيا منذ عصور ولكنّ اسمَه نشأ وارتبط بعبورِ مزيجٍ اخَرَ يضافُ الى مزيجِ هذا المجتمعِ ليختلطَ بهِ ويندمجَ فيه ليكوّنَ هذا الشعبَ المتنوِّعَ الموحّد...فيصبحُ هذا المضيقُ بيدِ صاحبِهِ الاصيلِ خطراً قومياً فيُقصف!!! تكونُ الخُطةُ بتصفيةِ...بتدميرِ...وبنسفِ... حقوقِ بلدٍ لطالما ناضلَ وكافح وضحّى بكلِّ مقوِّماتِ العيشِ الحديثِ في عصرٍ تكرّس فيهِ البترول حقا حصريا لبلادِ الجوار ليبنيَ تَرْسانتَه المتواضعةَ التي لا تمثّلُ كوباً في آبارِ هذه الدول فتصبحُ تَرْسانتُه خطراً قومياً فتُقصف!!! هل لنا بمفارقةٍ صغيرةٍ نُنهي بها هذا الواقعَ العربيَّ المريرَ بين صاحبِ ارضٍ في فِلَسطينَ المحتلة واخرَ في اليمنِ السعيد؟ |