وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"لانا" تعيد الأمل لمبتوري الاطراف بغزة

نشر بتاريخ: 04/04/2015 ( آخر تحديث: 04/04/2015 الساعة: 16:06 )
"لانا" تعيد الأمل لمبتوري الاطراف بغزة

غزة-تقرير معا - من خلال الرسم والنحت على ألواح بلاستيكية متخصصة تصنع أنامل "لانا الكرنز" أطرفا صناعية تحول حياة مبتوري الأطرف تحولا جذريا وكأنها سحر يجعل المريض يسير مجددا على قدميه.
"لانا الكرنز" واحدة من بين اللواتي تحدين الحاجز المجتمعي للمرأة فالتحقت بعد دراستها الجامعية ببرنامج متخصص لتركيب الاطرف الصناعية في مركز الاطراف الصناعية في قطاع غزة تقول لمراسلة "معا": صناعة طرف صناعي لمبتوري الأطرف يشبه السحر حيث يأتيك المريض على كرسي متحرك ويخرج مشيا على قدميه ".
نجحت لانا في اعادة الامل للمواطنين مبتوري الأطرف الذين تعاملت معهم الأمر الذي يشعرها بالرضا عن عملها فتقول:"رؤية مريض مبتور الطرف يمشي هذا بحد ذاته نجاح"، وتصف عملية صناعة طرف صناعي بالعمل الممتع الذي يعتمد على استخدام العقل أكثر من استخدام العضلات، كونه يحتاج الى إبداع وتفكير في كيفية تخيل الطرف الصناعي من خلال الاحتكاك مباشرة مع المريض من تركيب الطرف وتقييمه حتى مرحلة المشي.
وتضيف:" من الجميل انك تحول حياة الناس بفترة بسيطة نحو الافضل".


اما يوسف عباس ( 24 عاما) والذي يعمل مساعد فني اطرف صناعية في المركز وصف عمله بأنه انساني يقدم خدمة نوعية لمبتوري الاطراف ومن لديهم محدودية في المشي حيث يبدأ عمله باخذ قياسات وقص، ومن ثم تعديل الطرف وصبه في قوالب حتى يأخذ الشكل النهائي، ومن ثم تركيبه للمريض وتأهيله للمشي عليه من خلال جلسات للعلاج الطبيعي.

ويتمتع المركز بإمكانات مناسبة قياساً بالظروف العامة السائدة في قطاع غزة فالورشة حيث يتم تصنيع الاطرف الصناعية مجهزة بأجهزة رئيسية معمرة مثل المناشير الكبيرة والأفران وماكينة برداخ وكمبرسور كبير وجهاز شفط صغير بالاضافة إلى أجهزة القياس الرئيسية وضبط الأوزان.
الفنيون هم عماد الورشة ، وجرت العادة على عمل دورات إنعاشية وتطويرية لهم قصيرة المدة شبه سنوية ولمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع على الأكثر.

حازم الشوا مدير المركز اوضح انه تم تدريب كادر على مستوى عال جدا على مدار سنتين ثم عادوا وخضعوا لتدريب مكثف تحت اشراف مدرب دولي في جامعة مانشستر ومن خبراء الصليب الدولي ولمدة سنة ثم اخضعوا لامتحان لانجاز عدد من الاطراف الصناعية، مبينا انهم تعلموا كيف بعملون بشكل حديث مع الاصابات المختلفة وخاصة في موضوع البتور.


وبين الشوا ان كافة انواع الاطراف الصناعية بدون استثناء وكافة انواع الاجهزة والخدمات متوفرة على مدار الساعة في مركز الاطرف الصناعية، مبينا ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومن خلال اتفاقية طويلة المدى تدعمهم بالأدوات اللازمة للتصنيع.
وأشار الشوا الى انهم يرتبطون ايضا بعد الحرب باتفاقية تعاون مع مؤسسة التعاون الفلسطينية والتي مقرها جنيف لتغطية كل الاطراف الصناعية الخاصة لمصابي الحرب، مشددا ان الجميع يتلقى الخدمة مجانية، قائلا:" الاوضاع الاقتصادية في غاية الصعوبة فلا يستطيع المواطن توفير قوت يومه فكيف يوفر طرف صناعي يبلغ تكلفته فوق الـ2000 دولار".
وتغيب الاحصائيات الرسمية لعدد مبتوري الاطرف في قطاع غزة التي خاضت ثلاثة حروب خلفت الحرب الاخيرة اكثر من عشرة آلاف جريح، منهم 300 اصيبوا ببتر كلي في الاطرف بينما يوجد 92 حالة بتر تتلقى العلاج في مركز الاطرف الصناعية.

تقرير هدية الغول