|
الكلاب البوليسية سلاح جيش الاحتلال للاعتقال
نشر بتاريخ: 04/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
رام الله - تقرير معا - ارتفاع واضح في استخدام الكلاب البوليسية المتوحشة خلال عمليات الاعتقال واقتحام المنازل في الضفة الغربية، ووثقت عشرات الصور ومقاطع الفيديو، كيف يقوم الجنود بإطلاق كلابهم على الفلسطينيين، وتحديداً على الأطفال، لنهش لحمهم قبل اعتقالهم.
الصور ومقاطع الفيديو وشهادات الفلسطينيين والصحفيين تظهر طريقة الاعتقالات التي يقوم بها جيش الاحتلال بواسطة الكلاب، حيث يقوم مدرب الكلاب بإفلات الكلب من طوقه، ليلاحق جموعة مواطنين، يعض شخصاً لم يستطع الفرار، ويمسك به إلى أن يصل المدرب، وفي بعض الحالات، ترفض الكلاب أن تفلت من قبضت عليهم، فكان على مدربيها أن يصعقوها ببندقية صاعقة. ولا يزال الفتى حمزة أبو هاشم من بلدة بيت أمر شمال الخليل، يعيش حالة نفسية وصحية صعبة بعد اعتقاله لثلاثة شهور، والاعتداء عليه بالكلاب البوليسية، التي ظهرت خلال نهشها لجسده في مقطع صوره أحد جنود الاحتلال المعتدين، والذي ثار ضجة كبيرة في مؤسسات حقوق الانسان. فالفتى حمزة (16 عاماً) لا تزال مشاعر الخوف الشديد تنتابه كلما استذكر لحظات ملاحقته واعتقاله بواسطة كلبين بوليسيين أطلقهما عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال فعالية شعبية في بيت أمر. جنديان اسرائيليان مقنعان ومسلحان أرسلا خلفه كلبين، وأمسكا به عندما كان يسير بين منازل بلدته المحاذية لمستوطنة كرمي تسور، فنهشت الكلاب من لحم جسده في منطقة الصدر واليد اليسرى والفخذ، قبل أن يلحق بهما جنود الاحتلال وينهالوا عليه بالضرب بأعقاب المسدسات على رأسه وأنحاء جسده، ومن ثم جروه إلى مستوطنة كارمي تسور، ومن هناك إلى التحقيق، حيث استخدموا الكلاب أيضاً لتهديده وتخويفه. مؤسسات فلسطينية ودولية وحتى إسرائيلية أكدت أن استخدام جيش الاحتلال للكلاب البوليسية في اعتقال الأطفال والمدنيين، هي سياسة رسمية متبعة منذ سنوات، ويعتبر استخدام هذه الكلاب في اعتقال الأطفال والمدنيين العزّل ضرباً من ضروب ممارسة التعذيب والمعاملة اللا إنسانية والمهينة، التي يجرّمها القانون الدولي. مركز حقوق الإنسان الإسرائيلي "بتسيلم"، أكد أن حث الجنود الإسرائيليين الكلاب على مهاجمة الفلسطينيين، هو جزء من سياسة رسمية إسرائيلية متبعة، معتبراً أن حث الكلاب على مهاجمة البشر وسيلة مروعة ومرعبة، غير مقبولة أخلاقياً وقانونياً. وجاء في تقرير "بيتسليم"، إن الأمر يتعارض مع التحفظات التي أعرب عنها الناطق بلسان جيش الاحتلال، ومع حقيقة أن عملية الاعتقال تمت في إطار العمليات العسكرية الرسمية، والتي وافق عليها أشخاص ذوو مراتب عليا. وفي هذا الصدد، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع إن استخدام الكلاب البوليسية خلال عمليات الاعتقال، واقتحام المنازل، ينم عن تصرف سادي لا أخلاقي، إضافة إلى استخدام الكلاب أيضاً لمهاجمة الأسرى داخل السجون خلال عمليات الاقتحام والتفتيش، وهو ما أدى إلى تعرض الكثير من المعتقلين والأطفال منهم أيضاً إلى عض ونهش من هذه الكلاب المتوحشة، كما حدث مع أحد الأطفال في بيت أمر. وأكد قراقع أن استخدام الكلاب على نحو واسع يعني أن حكومة إسرائيل "حكومة مستكلبة" حكومة تتصرف مع الإنسان الفلسطيني بطريقة وحشية لا إنسانية. وأوضح قراقع أن على العالم أن يرى هذه الوحشية الممارسة بحق شعب فلسطين، وأطفاله على وجه التحديد، خاصة أن ممارسات جيش الاحتلال السادية هذه تتم بأوامر من الحكومة الإسرائيلية، في مخالفة واضحة لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية والأخلاقية، في سياسة الاعتقال التي يتعرض لها الجميع، ويستخدم الكلاب البوليسية التي تهاجم الناس والمدنيين، ويفلت لها العنان من قبل الجنود والضباط. وشدد قراقع على وجود سياسة إسرائيلية تقوم على أساس الحقد والانتقام والكراهية، فحكومة الاحتلال تفلت العقال لجيشها لتتركه طليقاً، ولا تراعي أي اعتبار قانوني أو أخلاقي ولا حتى عسكري عندما تعتقل الأطفال الصغار، وتطلق عليها الكلاب الشرسة، وحين تهاجم البيوت باستخدام الكلاب. من ناحيته، أكد مدير عام مركز حريات، حلمي الأعرج أن استخدام الكلاب خلال عمليات الاعتقال واقتحام المنازل يعد جريمة، لأنها تهدد حياة الإنسان بالخطر، خاصة أن هناك العديد من المواطنين الذين يخافون من الكلاب، هذا عدا عن الخطر الذي تشكله هذه الكلاب على حياتهم. صور الفيديو المسربة تظهر العنف الذي تستخدمه قوات الاحتلال ضد المواطن الفلسطيني، ورغم إدعاءات سلطات الاحتلال بعدم استخدام الكلاب، لا يزال جنود الاحتلال يستخدمون الكلاب بشكل واسع، لتصبح دولة الاحتلال مشهورة عالمياً في استخدام الكلاب في قمع المواطنين، ولديها خبرة كبيرة في هذا المجال أخذت تصدرها لبقية دول العالم، الأمر الذي وصل إلى وجود تعاون مشترك بين دولة الاحتلال وأمريكيا. يذكر أن وحدة "عوكتس" هي الوحدة المختصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استخدام الكلاب المدربة ضد المواطنين الفلسطينيين، وهذه الكلاب قد جرى تهجينها من نطف الذئاب والخنازير لتزداد توحشاً. تقرير: فراس طنينة |