نشر بتاريخ: 05/04/2015 ( آخر تحديث: 07/04/2015 الساعة: 17:00 )
بيت لحم- معا- قادت التقارير الواردة عن قيام حماس بترميم أنفاقها الهجومية بمساعدة إيران من ناحية وتجاهل المستوى السياسي والعسكري الاسرائيلي لهذا الخطر من ناحية أخرى إلى نتيجة مفادها بان الحرب على غزة أو مع غزة باتت مسألة وقت فقط وستكون حربا اشد خطرا وقسوة مما سبقها .
بدأت أجراس الإنذار تدق بقوة في كل أذن ولا يمكن لأي سياسي أو وزير إسرائيلي أن يقول " لا اعرف ولم اسمع " وقد بدأت إشارات الحرب مع حماس في غزة تتضح وتظهر بقوة حسب تعبير الصحفي والمختص بالشؤون العربية في موقع "واللا " الإخباري وموقع The Times of Israel " افي سخاروف" .
نشرت صحيفة "صندي تليغراف" البريطانية اليوم " الأحد " تقريرا مفاده بان إيران حولت إلى الجناح العسكري لحماس ملايين الدولارات بهدف مساعدته في ترميم الأنفاق التي دمرها الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة فيما قالت مصادر استخبارية ان إيران تمول أيضا عملية " تعبئة" مخازن السلاح التابعة لعز الدين القسام التي فرغت ونضب مخزونها من الذخائر والأسلحة خلال الحرب .
وقال " سخاروف" في مقالته التحليلية المنشورة اليوم في موقع" واللا " هذه هي التقارير الأخيرة فقط وقبل عدة ايام قال قائد المنطقة الجنوبية " سامي ترجمان " في مقابلة مع صحيفة " يديعوت احرونوت " إن حماس تحفر أنفاق هجومية الان وفي هذه الأيام كما نشر موقع " واللا" قبل أسبوعين تقريرا مفاده ان هذه الأنفاق تصل من غزة إلى الحدود الإسرائيلية وتتوقف عندها .
ولا يمكن تجاهل المقابلة التي منحها " عوفر شيلح " عضو الكنيست من حزب " يش عتيد" لصحيفة "هارتس" وتحدث فيها عن نتائج لجنة التحقيق والفحص الخاصة بدراسة "الجرف الصامد " التي عينتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست حيث اعتبر " شيلح" غياب العميلة السياسية المكملة والإستراتيجية الحقيقية في التعامل مع حماس الفشل الرئيسي ".
تشير هذه التقارير إلى قرب الجولة القادمة من القتال وان الحرب في غزة مسألة وقت فقط لان شيئا لم يجد حله فيما يتعلق بغزة بل على العكس ، تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة بشكل كبير خلال الأشهر التسعة التي مرت منذ أن وضعت الحرب أوزارها .
حدثني صديقي القديم من قطاع غزة الذي هدم منزله خلال الحرب الأخيرة وسأطلق عليه هنا اسم "أ" وقال لي انه وأبناء عائلته الكبيرة البالغ عددهم 30 نفرا يقيمون حتى ألان في إحدى المدارس التابعة لوكالة الغوث شمال قطاع غزة لان عملية ترميم منزله لم تبدأ حتى ألان " هناك مواد بناء وصلت من إسرائيل لكننا لا نملك المال لشرائها " قال "أ" بحزن شديد .
حققت الجهود الكبيرة التي بذلتها مصر وإسرائيل لمنع تهريب الأسلحة والوسائل القتالية إلى غزة بعض النتائج لكن حماس تمتلك قدرات تصنيع ذاتية في مجال الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات مستعينة بمواد مزدوجة الاستخدام رغم حظر إسرائيل دخول جزء من هذه المواد إلى غزة لكن دائما يمكن إيجاد بديل لهذه المواد والقصة التي سأرويها ستلقي بعض الضوء على ما اعنيه .
"كتب الكثير جدا من التقارير المتعلقة بالاسمنت الذي يستخدم في بناء الأنفاق الهجومية ويبدو أن حماس فهمت بأنها إذا ما استخدمت الاسمنت لهذه الغاية ستمنع إسرائيل دخول هذه المادة للقطاع وبهذا سيتم توجيه إصبع الاتهام لحماس وستتهمها الناس والدول بعرقلة ومنع إعادة ترميم غزة المدمرة ووفقا لتقارير مختلفة انتقلت حماس في الفترة الأخيرة إلى استخدام الأخشاب في بناء الأنفاق ورغم ان هذه ليست بالتقنية الجديدة لكنه جاءت إلى جانب الاسمنت وصفائح الحديد وكلما فقدت الاسمنت والحديد أو شح من الأسواق استخدمت حماس الأخشاب بديلا عنها " "
وحين أدركت حماس حجم استخدام الأخشاب من نوع معين في بناء الأنفاق أعلن " منسق شؤون الحكومة في المناطق" الجنرال " يؤاف بولي" حظر دخول هذا النوع من الخشب الى غزة فطلبت حماس من التجار تسليمها هذا النوع الخاص من الخشب وحين رفضوا ذلك اعتقلت عددا منهم خصوصا في منطقة مخيمات اللاجئين في محافظة " الوسطى" وصادر بضائعهم" .
واختتم " سخاروف " مقالته التحليلية بالقول "ستلجأ حماس خلال الجولة القادمة من القتال إلى استخدام الأنفاق التي تحفرها باتجاه إسرائيل وربما وصل بعضها إسرائيل لكن المستوى السياسي وكذلك الأمني في إسرائيل تجاهل ذلك والتغاضي عن هذه الظاهرة وعدم اتخاذ أي إجراء لوقفها وذلك خشية اشتعال المنطقة وبهذا عادت إسرائيل مجددا إلى إستراتيجية الحفاظ على الوضع القائم " لا حرب ولا سلم " ويبدو ان هذا التجاهل سيجعل المعركة القادمة اشد قسوة وخطرا من كل ما سبقها .