طمليه : حديث خاص "لمعا "

بيت لحم - معا - عمر الجعفري - في غرفة ضيقة بمركز شباب الامعري ، حالها كحال الغرف التي يسكنها اللاجئون الفلسطينيون الذين شردوا من ارضهم عام 1948 ، التقيت برئيس الهيئة الادارية لمركز شباب الامعري النائب جهاد طمليه.

و" جهاد " لمن لا يعرفة ،  هو من سكان مخيم الامعري ، الذي تحتضنه مدينة البيرة ، في الـ 46 من عمره ، قضى 11 عاما في السجون الاسرائيلية . وقد انتخب عضوا في المجلس التشريعي في الانتخابات الاخيرة.

رحب بي بحرارة ،تحدثنا في البداية عن هَم المخيم ،بعد ان اشعل سيجارته ووضع امامه كأسا من القهوة  ، ثم أجاب على اسئلتي بكل جرأة ووضوح.

وبدأ حديثة بتعريفي بمركز شباب الامعري قائلا:
تأسس مركز شباب الامعري عام 1953 ،واغلق المركز من قبل سلطات الاحتلال اكثر من مرة ،حاله كحال العديد من المركز في المخيمات الفلسطينية والاندية في المدن والقرى فقد اغلق في المرة الاولى عام 74والمرة الثانية عام 87.

تعتبر هيئته العامة من اكبر الهيئات في المخيمات ،فقد تجاوز عددها الـ 1400 عضو،  يقدم المركز لروداه انشطة منوعة منها الرياضية والثقافية والكشفية والمسرح.

اهم ما يتميز به المركز النشاط الرياضي ،وخاصة فريق كرة القدم احد فرق دوري المحترفين.

وقد حصل الفريق على العديد من البطولات، منها بطل الدوري الممتاز عام 97 وبطل اول دوري محترفين عام 2011 وبطولة الدرع، وكأس ابو عمار 2012. ووصيف الكأس اكثر من مرة واهم ما نفتخر به هو وصيف كأس الاتحاد الاسيوي الذي اقيم في طاجكستان.

كما حصل على عدة بطولات في رفع الاثقال والمبارزة ومنها ميداليات الذهبية والفضية والبرونزية لغرب اسيا.

وعن فريق كرة القدم في دوري المحترفين في الموسمين الاخيرين، قال النائب طمليه:
تعرضنا لانتكاسات والفريق في الموسم الحالي والموسم الماضي لم يكن بالمستوى المطلوب ،ويعود ذلك الى: عدم الاستقرار الاداري، وعدم التعاقد مع لاعبين مميزين، والازمة المالية.

قلت له لكنكم تعاقدتم مع لاعبين كبار مثل ايهاب ابو جزر ومحمد سمارة فما معزى ذلك، فأجاب بعد ان عدل من جلسته: اضطررنا في مرحلة الاياب الى التعاقد مع لاعبين كبار اصحاب خبرة لانقاذ الموقف والخروج من دائرة الهبوط خاصة اننا وبناء على توصيات المدرب استغنينا عن عدد من اللاعبين على امل التعاقد مع غيرهم ، لكننا تفاجأنا بان العديد من اللاعبين تعاقدوا مع الاندية ، مما اضطرنا الى التوجه الى مصر وغزة.

قلت له بصراحة الانتخابات الاخيرة كانت حامية الوطيس، وهذا يتطلب تخطيطا واعيا للمستقبل وفريق كرة القدم هو مرآة المركز، فكيف ستعملون على تحسين اوضاعه وعودته الى منصات التتويج ؟
قال: اننا في البداية سنسعى الى البحث عن مصادر تمويل ثابته، وهذا يتطلب تطوير المشاريع الاستثمارية الخاصة بالمركز، ونحن المركز الوحيد الذي لديه شركات استثمارية مثل شركة "الامن والتنظيف" كما اننا نملك اكثر من 10 محلات تجارية.

ونحن في المرحلة القادمة ،سنعمل على تطوير المشاريع الاستثمارية ،حتى نتمكن من توفير الحد الادنى من المصروفات ،ومن ثم الوصول الى الاكتفاء الذاتي .
كما اننا سنعمل على تشكيل لجنة فنية من قدامى اللاعبين، واصحاب الخبرة ،لتقييم وضع الفريق ووضع خطط واستراتيجيات لتطويره ،وتدعيمه ببعض اللاعبين المحليين حتى يأخذ مكانه الطبيعي.

هذا بالاضافة الى اننا سنعمل على اقامة مدرسة كروية للفئات العمرية.

وعن ارتفاع اسعار اللاعبين، قال: يجب ان يكون هناك اتفاق بين الاندية على تحديد سقف اسعار اللاعبين ،بالاضافة الى فتح المجال للتعاقد مع لاعبين من دول اجنبية وخاصة دول افريقيا.

وعن الانتخابات الاخيرة وكواليس هذه الانتخابات، قال طمليه الذي فازت كتلته بجميع مقاعد الهيئة الادارية لمركز شباب الامعري:

في البداية شكلنا كتله من مجموعة من الشباب الواعي واصحاب الخبرة وممن لديهم الرغبة في العمل، وابتعدنا عن الجانب السياسي فنحن ننأى بالنادي عن التجاذبات السياسية.

قاطعته هنا وقلت له :بعض الصحف الاسرائيلية قالت ...!!!ان نتائج الانتخابات هي هزيمة للرئيس محمود عباس ؟؟؟باعتبار ان ابنه طارق لم تنجح كتلته ولو بمقعد واحد ؟؟
أجاب: هذا غير صحيح ...!!! وطارق عباس هو ابن الرئيس، لكنه عضو في مركز شباب الامعري ،وهو عضو في الهيئة العامة ،من حقه ان يرشح نفسه والرئيس لم يتدخل في الانتخابات ،والصحافة الاسرائيلية قصدها الاصطياد والاساءة للفلسطينيين.

قلت " أين جبر عصفور ... !!!
فابتسم وقال: جبر عصفور هو عضو في الهيئة العامة لمركز شباب الامعري ،وكان عضوا في الهيئة الادارية السابقة ،وقد طلب منه ان يقدم استقالته كونه يعمل في جهاز امني ،فاستقال لكنه الان عضوا في الهيئة العامة وشارك في الانتخابات الاخيرة.

سألته : يوم جاء طارق عباس الى الامعري قلت في نفسي هذه"  ضربة معلم"  فابن الرئيس محمود عباس عضو في الهيئة الادارية لمركز شباب الامعري ... لكن بعد مضي اقل من عام وقع الفرق فلماذا؟
قال: الاخ طارق جاء الى المركز كونه رجل اعمال ناجح ،وعمل في الهيئة الادارية لمدة عام ،خلال ذلك واجهت الادارة اشكالية ادارية في التعامل ،واضطرت الى تقديم استقالتها ،حيث قدم اكثر من نصف الهيئة استقالتهم ،وباعتباري مراقبا للمركز ،وبناء على القانون دعونا الى اجراء انتخابات جديدة.

وتابع: بالمناسبة لم يكن هناك أي خلاف شخصي او سياسي ،ونحن نكن للاخ طارق الاحترام والتقدير ،ولكن كان هناك خلاف عميق حول اليات العمل الاداري، خاصة ان تجربة الاخ طارق في العمل الاداري بالاندية هي الاولى.

نحن كادارة جديدة سنعمل على تكريم الادارة السابقة والتي كان يرأسها الاخ طارق باعتبار "من لايشكر الناس لا يشكر الله " واهلا وسهلا به دائما.

وعن زيارة الرجوب لمركز شباب الامعري وتهنئة الهيئة الادارية الجديدة قال:
كان اللواء جبريل الرجوب من اول المهنئين ،كونة يتبوأ رأس الهرم الرياضي ،وكانت زيارته لفته ايجابية على صعيد المركز والمخيم.

واشاد الرجوب بالعرس الديمقراطي ونحن شكرناه على دوره الرياضي، وأكدنا له عمق العلاقة بين المركز والاتحاد والمجلس الاعلى كون المجلس اشرف على الانتخابات بتعليمات من اللواء الرجوب بكل حيادية وشفافية ،وهذا يسجل لهم ،وهنا اوجه شكري للاخوة في دائرة الاندية في المجلس الاعلى.

ثم اضاف : واذا كنا في السابق قد اختلفنا مع الرجوب في بعض وجهات النظر ،لكننا لا نختلف عليه كقائد تنظيمي ورياضي ،انجز الكثير للرياضة الفلسطينية ونأمل في المستقبل، ان يكون هناك تنسيق كبير بين المركز والاتحاد ،لما لذلك من دعم للرياضة الفلسطينية بشكل عام.

أما فيما يتعلق بعلاقة مركز شباب الامعري مع مؤسسة البيرة فقد قال:
علاقاتنا طيبة وتاريخية ،فالناديين ينتميان لمدينة واحدة، والتنافس بيننا كان يعطي دافعا للفريق ويعطيه حيوية وبقيت المنافسة شريفة بيننا.

وهبوط فريق البيرة الى دوري الدرجة الاولى، اثر على الوضع الرياضي في المحافظة ،ففريق البيرة فريق كبير وهو في مصاف الاندية الممتازة قبل فريق الامعري.

نأمل ان تعود البيرة الى وضعها الطبيعي ،وتعود الى اندية المحترفين لما لذلك من مصلحة لاندية المحافظة.

وعن الاوضاع المالية لمركز شباب الامعري، قال: ان مصروفاتنا الشهرية تقدر بـ 40 الف دولار، 90% منها تذهب كمصروفات الى فريق كرة القدم
قلت سيد طمليه هل انت مع تحويل الاندية الى شركات حتى تستطيع الايفاء بالتزاماتها المالية ؟
فأجاب : ان هدف كل اندية المحترفين هو تطبيق نظام الاحتراف بكل جوانبه الادارية والمالية والرياضية ومن اهم اهدافها الوصول الى نظام الشركات .
لكن باعتقادي ان هذا الهدف في ظل وجود الاحتلال وفي ظل الوضع المالي الصعب الذي تعيشة الاندية لن يتحقق في المستقبل القريب خاصة ان النظم الادارية في مراكز الشباب لا تسمح بذلك وهو بحاجة الى دراسة وتغيير في اللوائح .

سألته ...بعد ان ارتشفت رشفة من فنجان القهوة الذي امامي ،وانا انظر الى صورة معلقة على الحائط تجمعه مع الرئيس محمود عباس، وقلت:

الرجوب يخوض معركة ضد اسرائيل مسرحها هذه المرة الاتحاد الدولي لكرة القدم ،ففي لقائه مع الصحفيين الفلسطينيين قبل ايام قال اللواء:

 اننا سنطالب بتجميد عضوية اسرئيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى تنصاع الى قرارات الفيفا وترفع يدها عن الرياضة الفلسطينية .

انت كرئيس للهيئة الادارية لمركز الامعري كيف ترى هذه الخطوة ؟؟

وما هي الفعاليات التي ستنفذونها لمساندة الطلب الفلسطيني ؟
قال : نحن نعتبر هذه الخطوة مهمة جدا على الصعيد الرياضي والسياسي ،ونحن مع هذا التوجه وندعم سيادة اللواء في ذلك حتى تنصاع اسرائيل الى القوانين الدولية التي تحكم العالم الرياضي المتحضر وترفع يدها عن الرياضة الفلسطينية .
وسنقيم عدة فعاليات لدعم هذا التوجه الفلسطيني منها :عقد لقاءات ومحاضرات لنشرح مدى اهمية هذه الخطوة ، وسنقوم في نفس اليوم الذي يتم فيه التصويت باقامة تجمع رياضي لدعم التوجه الفلسطيني .

مراكز الشباب ودورها يتراجع ؟
قال طمليه : مركز الشباب هي اساس الرياضة الفلسطينية وكرة القدم تميزت في مراكز الشباب وتأكيدا على ذلك لننظر الى فرق الخدمات في غزة كما انه في السابق كانت هناك العديد من فرق المخيمات في دوري المحترفين وهناك تراجع واضح في عددها ومستواها . واعتقد ان الوضع المالي له دور كبير وعدم التواصل بين المركز من خلال اتحاد المراكز الذي يجب ان يعطي المراكز اهتماما اكبر حتى تعود المراكز الى وضعها الطبيعي وخاصة في الجانب الرياضي .

الى هنا انتهى اللقاء . فحزمت حقائبي بعد ذلك ثم خرجت الى الخرج والتقطت مجموعة من الصور لمدخل المخيم والمركز واقفلت عائدا الى مدينة بيت لحم .