وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هكذا خطفت "المرسيدس" في الخليل

نشر بتاريخ: 06/04/2015 ( آخر تحديث: 06/04/2015 الساعة: 16:58 )
هكذا خطفت "المرسيدس" في الخليل

الخليل - معا - "أخي السائق، تخيل ان يرن هاتفك وانت تقود سيارتك، ويطلب منك المتصل، ان تذهب اليه لتوصله لمكان ما، ثم تذهب الى المكان وتُسرق سيارتك وتترك في مكان مجهول..!".

هذا ما حدث مع السائق إبراهيم خضر عطا الله من سكان محافظة بيت لحم، مساء الثلاثاء الماضي، حيث اتصل به شخص ما وطلب منه الحضور من بيت لحم الى بلدة بني نعيم شرق الخليل، لكي يوصله مع عائلته الى منزله، وحينما وصل مفرق البلدة، جرى السطو عليه وسرقت سيارته..

وقال شقيقه عادل عطا الله، لمراسل معا في الخليل، والذي كان عائداً من مقر نيابة جنوب الخليل بعد تقديم شكوى لدى النيابة العامة ضد من سرق سيارة شقيقه بالاحتيال وتحت التهديد:" بدأت القصة مع شقيقي عند الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء الماضي حينما اتصل به شخص وطلب الحضور الى بني نعيم، اخي يعرف هذا الشخص وقام بايصاله مرتين في محافظة بيت لحم، وافق شقيقي والذي يبحث عن لقمة العيش على الذهاب من بيت لحم الى بلدة بني نعيم لنقل ذلك الشخص الى منزله، وحينما وصل الى مفرق بني نعيم، كان هناك شخص ينتظره على حافة الشارع، وقد عرف اسيارة وبدأ بالتلويح لشقيقي والذي توقف، امام المفرق، توجه هذا الشخص الى مؤخرة السيارة وهو يحمل بين يديه بعض الاشياء وحاول فتح صندوق السيارة لكنه لم يفلح، فطلب من شقيقي أن يفتح له باب الصندوق."

وتابع عادل روايته:" وما ان نزل شقيقي من السيارة وتوجه لمؤخرة السيارة، حتى تفاجئ بنزول 4 اشخاص من سيارة كانت تقف في المكان وتوجه أحدهم مسرعاً وجلس مكان السائق وقاد السيارة وفر بها باتجاه مدينة يطا، وهنا بدأ شقيقي بالصراخ على الاشخاص وعلى الذي سرق السيارة لكنه واصل السفر بها، وتوجه الى الاشخاص الاربعة محاولاً فهم ما حدث، لكنه تركوه وهددوه وصعدوا لسيارتهم، فما كان من شقيقي الا وان صعد معهم في السيارة".

وقال:" حاول شقيقي إبراهيم معرفة وفهم ما حدث مع سيارته، لكن أحداً منهم لم يعطه الجواب الصافي، وخلال المسير اتصل شقيقي بأحد اصدقائه من مدينة يطا، - وتتحفظ معا على نشر اسمه - وطلب منه مساعدته، فطلب صديقه ان يتحدث مع اي واحد من الاربعة، فأمسك أحدهم بهاتفي وتحدث معه وأخبره بأن حل القضية بين يدي (ن،ص)، فطلب منهم ان يتركوه واذا كانوا يريدون منه اي شيء سيتكفل به، وعندما وصلت السيارة بهم الى مفرق زيف القريب من مدينة يطا، أجبره الاشخاص داخل السيارة على النزول منها، وتركوه وحيداً".

وأضاف عادل عطا الله:" اتصل شقيقي بصديقه وأخبره بأنه موجود على مفرق زيف، حيث حضر هذا الرجل، وتوجه مع شقيقي الى يطا وخلال ذلك قام بالاتصال مع (ن،ص) ودارت مفاوضات بينهما، وفهم شقيقي بأن (ن،ص) يريد مبلغ 45 الف شيكل من أحد المواطنين من محافظة بيت لحم، وتم أخذ السيارة حتى يقوم هذا الشخص بسداد ما عليه من ديون، جن جنون شقيقي خاصة وان سيارته وهي من نوع مرسيدس فيتو موديل 2014 ثمنها 200 الف شيكل، كما ان الشخص من بيت لحم لا يمت لشقيقي بصلة لا من قريب او بعيد، لكن (ن،ص) لم يقتنع بحديث صديق شقيقي، وكذلك شقيقي وأصر على أن يقوم أخي بدفع 45 الف شيكل مقابل استعادة سيارة المرسيدس".

وزاد في قصته العجيبة:" قام صديق شقيقي باصطحابه الى مركز شرطة يطا وتم تسجيل شكوى عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وتم اعطاء اسماء 3 اشخاص استطاع شقيقي التعرف عليهم للشرطة، وفي اليوم التالي الأربعاء، راجعنا المباحث في شرطة يطا دون فائدة، فتقدمنا بشكوى لدى محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، ثم عدنا للخليل وتوجهنا الى مديرية شرطة محافظة الخليل، والتقينا مع نائب المدير وأخبرناه بقصتنا، ثم توجهنا لمباحث شرطة المحافظة وقدمنا شكوى، وكذلك قمنا بالذهاب الى مدينة يطا وقدمنا شكوى لدى الامن الوقائي، ومرت الايام دون جدوى، كل من قابلناهم قمنا بتقديم افادة لهم واخبرناهم بما حدث وباسماء من استولى وشارك في الاستيلاء على سيارة المرسيدس".

تنهد، واشعل سيجارة وقال:" ثم توجهنا يوم الاحد الى محافظ الخليل وقدمنا شكوى لديه، كما قمنا بتقديم شكوى لدى الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، كل من ذهبنا اليهم وعدونا خيراً، لكن ما أثلج صدرنا قيام رئيس نيابة جنوب الخليل، بإصدار امر استدعاء واحضار للثلاثة أشخاص الذين شاركوا في الجريمة".

وخلص في حديثه عما حدث مع شقيقه وسيارة المرسيدس:" نحن كعائلة عطا الله توجهنا للقانون، لاننا نؤمن بالقانون الفلسطيني ونعلم بانه سيعيد الينا حقنا، ولا نريد ان نرد على الخطأ بخطأ آخر، ونحن قادرونعلى اتخاذ هذا القرار، من غير المعقول ان يحدث هذا في بلد يحكمه النظام والامن، شخص يريد من شخص آخر مبلغ 45 الف شيكل، ويقوم بسرقة سيارة شخص ثالث تقدر قيمته بـ200 الف شيكل، بعد ان استدرجه من بيت لحم الى بني نعيم ثم الى يطا، ويطلب منه أن يدفع دين الشخص الأول والذي لم يمت لنا بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد ..".

من جانبه أوضح فريد الاطرش مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق المواطن بان الهيئة تتابع شكوى المواطن إبراهيم عطا الله والذي سرقت سيارته، ونامل بأن تأخذ العدالة مجراها ويتم اعادة المرسيدس لصاحبها وايقاع العقوبة التي نص عليها القانون بحق المخالفين".

كما واكد لنا رئيس نيابات جنوب وشمال الخليل الاستاذ علاء التميمي، بان النيابة العامة تولي هذه القضية اهتماماً خاصاً، وقد تم إصدار امر من النيابة العامة بجلب واحضار المتهمين الثلاثة في سرقة المرسيدس.

تقرير: محمد العويوي