وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعيدا عن السياسة ودهاليزها؟؟!!

نشر بتاريخ: 06/04/2015 ( آخر تحديث: 06/04/2015 الساعة: 19:53 )
بعيدا عن السياسة ودهاليزها؟؟!!
بقلم : لينا السويطي
كلما اشتدت بنا الخطوب، وتزايدت قسوة المحتل، وتعاظمت استفزازاته، ينصحنا الحكماء والعقلاء في العالم بأن نتحلى بالصبر، فصبرنا حتى ضاق الصبر من صبرنا، وآخرون طالبوناونحن نقاسي من سوء تصرفات المحتل،وضغوطه على رياضتنا الفلسطينية، بأن نتحلى بروح رياضية عالية، فقلنا لهؤلاء أنناأول من آمن بأنّ الروح الرياضية هي من أهم سمات الرياضه الراقيه،وأنّ الرياضةما كانت يوما إلاوسيلةًللاستمتاع وبناء الأجسام وتغذية العقول، وليست للمناكفة بين الخصوم، وهي رسالة حب واحترامٍ بين الأفراد والدول والشعوب، بغض النظر عن اختلافاتها السياسية والأيديولوجية والعرقية، وهي التي تبنى على قواعدالحق والعدل والاحترام بين الناس، والالتزام بالقيم والأخلاقيات الفضلى ومباديء المساواة،وتقوم على التنافس الشريف بين الغالب والمغلوب،وعدم إيذاء الخصم مهما كانت طبيعة الاختلاف معه،والالتزام بالسلوك الحضاري في القول والفعل والمعاملة بين الناس، فهي ليست رسالة عداءوإساءه للآخرين، وليست أداةً للتعصب وإشعال فتيل النزاعات، لكن خصومنا لايؤمنون إلا بالقوة والعنف وإهانة الآخرين، والتقليل من شأنهم، والسعي لإلغاء وجودهم مادياًومعنوياً، فهم يعطون أنفسهم الحق في الاعتداء علينا مؤسسات وأفراد تحت أوهن الأسباب، التي ربما تكون مختلقةً في أغلب الأحيان.

ويتقمصون دور المنتصر الغالب، ويتوهمون أنّنا في دور المهزوم في كل الأحوال وتحت كل الظروف، فاعتقدوا مخطئينبأنّ لهم الحق في أن يفعلوابنا ما يشاؤون، ويفرضوا علينا ما يريدون، فقاموا بالتضييق علينافي كل أمورنا الحياتية، وفي المجالات الرياضية بشكلٍ خاص، فحرموا لاعبينامن اللعب في أمانٍ على أرضهم وبين جماهيرهم، ومن المشاركة في بعض المباريات الدولية، والحد من حرية الحركة للرياضيين بين أجزاء الوطن الواحد، ومنع السفر لبعضهم إلى الخارج، وحرماننا من حقنا في استضافة الاستحقاقات الرسمية، وإقامة المباريات الودية مع فرق الرياضة العالمية، ولم يسمحوالنا بتسليم التجهيزات الرياضية، ومنعوا إقامة بعض المنشآت الرياضية، فانتهكوا بذلك قوانين الفيفا، وكل القوانين الدولية الأخلاقية والإنسانية.

ومن أجل لجم كل هذه السياسات العنصرية البغيضة، سوف يلتقي اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قريبا، مع رئيس الفيفا جوزيف بلاتر والمرشح لرئاستها مرةً أخرى ، لمناقشة مشروع القرار الفلسطيني المقدم لكنجرس الفيفا، لإصدار قرار رياضي دولي، يقضي بتعليق عضوية إسرائل في الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي سيتم التصويت عليه في شهر أيار (مايو) القادم من قبل كونجرس الفيفا، من أجل إرغامها على الاعتراف بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، كمؤسسة رياضية فلسطينية شرعية، تؤدي مهامها بكل حرية وأمان، دون تقييد حريتها وحركتها داخل وطنها.

ونحن على أمل أن يتم حشد الجهود محليا وعربيا ودوليا، لتعرية السياسات الإسرائيلية التي تمارس ضد رياضتنا الفلسطينية الناشئة، متيقنين بأننا قادرون بإذن الله وبهمتنا العالية وإيماننا بحقوقنا الثابتة، ووعي شعبنا، وصلابة قيادة رياضتنا الفلسطينية، ومؤازرة الأشقاء والأصدقاء من المخلصين من العرب والمسلمين ودول العالم الأخرى، التي أصبحت تتفهم قضيتنا العادلة، وتنظر باشمئزازلصلف وقسوة هذا المحتل الغاصب، الذي ينظر إلى كلِ شؤوننا بمنظار الاحتلال وعدسة الاغتصاب، فلا يقيم للعدالة والتسامح وزنا،وهو الخصمٍ العنيد الماكر، الذي لا يعترف لنا بأي حق من حقوقنا المشروعة، التي يتمتع بها كل خلق الله ما عدانا، ولا يؤمن حتى بآدميتنا وحقنا في المعاملة الإنسانية، ويفكر في الانتقام منا على جرائم ارتكبها هو في حقنا.

وسوف تظل مؤسستنا الرياضية شامخة عزيزة قوية، تجابه كل التحديات الصهيونية، وشوكة في حلق المحتل الغاصب، الذي ما كان موضوعياً في تعامله مع فرقنا الرياضية، واستمرت تصرفاته محكومةً بسيطرة العقلية العنصرية، ونظرته إلى كل قضايانا وشؤوننا الحياتية بنظرة استعلائية بغيضة.

وأخيرا فإننا نأمل أن تكون مساندة رياضتنا ودعم حقوقنا الفلسطينية من قبل أشقائنا أبناء جلدتنا ومن غيرهم من الاتحادات والأفراد، نابعة عن إيمانهم بعدالة مطالبنا، وخطوةً إلى الأمام من أجل نيل حقوقنا، وليس من أجل أي شيئٍ آخر.