|
سرطان اقتلع عيني همام... وإرادة قهرت العجز
نشر بتاريخ: 07/04/2015 ( آخر تحديث: 07/04/2015 الساعة: 14:22 )
الخليل- معا- عزيزي القارئ: اغمض عينيك لدقيقة فقط، وقم بالسير بضع خطوات في منزلك الذي من المفترض انك تعيش فيه منذ فترة طويلة، فانا قمت بهذه التجربة قبلك لذا لن اخبرك بما شعرت حتى تستكشف ذلك بنفسك.
همام فقد نعمة البصر كليا وهو في الثانية والنصف ابو همام بعدما رزق بخمس بنات جاءه الصبي المنتظر همام, لكن فرحته بالمولود الذكر لم تكتمل. بعد 45 يوما من ولادته وعندما كان الوالد يلاعب طفله الصغير اكتشف ان هناك مشكلة في عينه اليمنى,وانتغيرا في بؤبؤ العين كان واضحا شفافا كالزجاج .على الفور ذهب ابو همام الى طبيب العيون ليكتشف ان هماما يعاني ورماخلقي على شبكية العين (Blastoma), فوقع الخبر كالصاعقة على عائلته, لتبدأ رحلة معاناة شديدة مع مرض سرطان العيون. بعد الفحوصات والتشخيص وجرعات من الكيماوي مدة عام كامل , لم يستطع جسد همام النحيل ان يستوعب ذلك, فتفاقمت المشكلة وانتقل المرض الى عينه الاخرى ليفقد بصره بالكامل. مرحلة جديدة ما بين المعاناة والامل رغم المعاناة والحزن والالم الشديد , الا ان الامل كان موجودا ببقاء همام على قيد الحياة , ليبدأ الوالدن رحلة جديدة من علاج كيماوي الى أخر روحاني. يقول والد همام" لم نيأس من رحمة الله توجهنا مع همام للأداء مناسك العمرة , وسقيناه من ماء زمزم وكانت دعواتنا في مكة بمثابة راحة لنا واملا بالشفاء" واضاف الوالد " سمعنا عن علاج جديد تستخدم فيه الجينات الطبيعية المستخلصة من النباتات, لكن كان علينا احضاره من لبنان وهو مكلف للغاية, رغم ذلك احضارناه,وبعد فترة بدأ تحسن كبير واستقرار على حالة همام". عملية جراحية لاستئصال العينين في عمر الخامسة خوفا من تفشي المرض في انحاء متفرقه من جسم همام قرر الاطباء اجراء عملية جراحية تستاصل فيها العينين حتى العصب, وبعد تفكير وافق الوالدن على اجراء العملية فغادرا مع ولدهما الى الاردن , وبذلكفقدت العائلةاياملان يبصر طفلهمامرةاخرى ليقتنعا بما كتب الله له. لتبدء مرحلة التأقلم مع الظروف الجديدةوالبدء بمرحلة التعلم والذهاب الى المدرسة . همام الان في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة جمعية المكفوفين الخيرية في الخليل ويتمتع بذكاء ونباهه, مرتب ولبق متفوق في صفه ويحصل على أعلى الدرجات (98%) , يحب الدراسة والتعلم ولديه عدد كبير من الاصدقاء ويحبونه كثيرا كما انه محبوب من مدرسيه. الاعاقة لا تلغي الارادة تًقبُل الاعاقة والتعايش معها من اسرار استمرار الحياة والنجاح والتفوق وبناء الشخصية القوية كالتي يتمتع بها همام, حيث يخرج همام من منزله صباحا ليذهب الى المدرسة بالباص المخصص له ويُصر ان ينتظر هو الباص لا ان يَنتظره الباص, يعتمد همام على نفسة كثيرا وتساعده اخته الصغير رقية والتي قالت والدته "رغم اعتماده الكبير على نفسه الا ان شقيقته رقيه عينه التي يرى بها ". بدورها شقيقته الكبرى ساره قالت " احب همام كثيرا وهو الاغلى على قلبها لكنه يزعجهم احيانا عندما يستخدم الة الطباعة القديمة والتي يعمل عليها بسرعه فائقة, وتتمنى ان يحصل يوما على اخرى حديثه لا صوت لها " هذه الطابعة يستخدمها في الكتابة والدراسة وهو بارع جدا باستخدامها. احلام بسيطة تبحث عمن يوفرها عندما سالته عن احلامه وامنياته , توقعت ان يتمنى ان يبصر من جديد ليشاهد من حوله , فجاءت الاجابة على عكس ذلك,قال همام: " بحلم يكون عندي حاسوب ناطق وساعه ناطقة وطابعه صامته واجهزة اكثر تطورا مما لدي, وطريق مريحة وصالحة للمشي ", اما طموح همام مستقبلا فيريد ان يصبح داعية للامة يبشر بالخير والمحبة والسلام , طموح كبير لطفل صغير بحاجة لرعاية واهتمام , في ظل عائلة مستورة كغيرها تبحث عن اساسيات العيش الكريم , تحاول جاهدة توفير كل ما يحتاجه همام الا ان متطلباته كثيره وبعضها غير متوفر بالاضافة الى ارتفاع اسعارها ان وجدت. ما قاله الطبيب عن حالة همام د. نائل الدراويش اخصائي العيون قال " تعتبر حالة الطفل همام من الحالات النادرة جدا والخطيرة , واعادة النظر في مثل هذه الحالات مستحيل" ولا يوجد تطور في العلم يتحدث عن زراعة العين, موضحا د. الدراويش ان هناك عملية واحدة لزراعة العيون أجريت في روسيا الاتحادية وبائت بالفشل . وقال ان مثل هذه الحالات لا يمكن ان يعود البصر من جديد بسبب اقتلاع العينباكملها وصولا الى العصب الرئيس نتيجة الورم السرطاني الخلقي على شبكية العين الذي يضغط على العين مسببا الما شديدا بالاضافة الى عدم الرؤيا . وفي مثل هذه الحالات يجب على المريض ان يخضع الى فحوصات دورية وروتينية مرة كل عام على الاقل ليتم التاكد من عدم عودة الخلايا السرطانية من جديد. ظروف قاهرة فرضت على عائلة همام وغيرها من العائلات, يأملون بمساعدة ابنائهم قدر المستطاع , وبذات الوقت يوجهون نداءاللحكومة وجهات الاختصاص يطالبونهم بتوفير ظروف ملائمة لذوي الاعاقة, من بنية تحتية واجهزة متطورة, علها تعوضهم عما فقدوه من نعم الله, فهم قادرون على العمل والعطاء والانتاج, لا ان يكونوا عالة على المجتمع. تقرير سمر الدبس |