وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف ستستغل اتفاقية الاطار لتعزيز "أمن" اسرائيل؟

نشر بتاريخ: 07/04/2015 ( آخر تحديث: 10/04/2015 الساعة: 10:42 )
كيف ستستغل اتفاقية الاطار لتعزيز "أمن" اسرائيل؟
بيت لحم- معا - طرح المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" رون بن يشاي اليوم الثلاثاء، الخطوط العريضة وبالتفاصيل للسياسة التي يجب أن ينتهجها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، بكيفية استغلال الاتفاقية المنوي التوقيع عليها مع ايران، بتعزيز أمن اسرائيل وزيادة الدعم العسكري والسياسي لها من قبل الولايات المتحدة.

فقد دعا نتنياهو للتخلص من السياسة التي تبعها اليوم والتي وصفها بالهجومية وفقط اعلامية والتي لن تجدي شيئا، كون الرئيس الأمريكي لن يتنازل عن الاتفاقية مع ايران نهاية شهر حزيران القادم، كونها النجاح الوحيد الذي سيسجل لهذه الادارة حتى نهاية ولاية اوباما في السياسة الخارجية.
ودعا نتنياهو للبدء بسياسة جديدة وفتح الحوار مع الادارة الأمريكية للتوصل الى تفاهمات واتفاقيات لتعزيز أمن وقدرات اسرائيل العسكرية، ولخص هذه السياسة في ثلاث نقاط رئيسية:

1- التحسينات والتعديلات التي تطرأ على الاتفاق النهائي مع ايران والذي سيتم التوقيع عليه نهاية حزيران القادم، وما هو المهم في ذلك؟، هو الاتفاق مع الولايات المتحدة حول اليوم التالي لتوقيع الاتفاق، واذا سيصمد أو لا في الواقع؟.

2- تعاون امني وعسكري بين اسرائيل والولايات المتحدة، تشمل جميع الأشياء التي تهم اسرائيل والتي لم تتلقاه حتى اليوم أو تلقت جزء منها.

3- التزام من قبل الولايات المتحدة لاعطاء اسرائيل مظلة سياسية في الأمم المتحدة والساحة الدولية بشكل عام، في ضوء الحملة الدبلوماسية عليها، والتي يقوم بها الرئيس أبو مازن على قدم وساق.

وفي التفاصيل فأن المحلل العسكري يرى في النقطة الأولى أهمية من ناحية الاتفاقيات والتفاهمات التي يجب التوصل لها مع الولايات المتحدة، والتي لها أهمية كبيرة في التحرك ما بعد التوقيع على الاتفاق على أرضية القناعة الاسرائيلية بأن هذا الاتفاق لن يصمد وسوف تخترقه ايران، ويرى بأنه يجب الاتفاق اليوم على التزام كامل من الولايات المتحدة بمنع حصول ايران على السلاح النووي، وذلك عبر شكلين الأول عقوبات اقتصادية فورية وفعالة والثاني ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الايرانية، ويمكن استخدام الطريقتين في نفس الوقت، على أرضية الاتفاق المسبق بين اسرائيل والولايات المتحدة، وكذلك عدم معارضة اسرائيل ودعهما أيضا في حال أقدمت على توجيه ضربة عسكرية لايران، ويشدد على ضرورة التوصل الى هذه التفاهمات والاتفاقات اليوم والتي ستسمح بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة والخروج من الخلافات الحالية.

وفي النقطة الثانية وبالتفاصيل فأن اسرائيل اليوم أمام فرصة كبيرة لتعزيز قدراتها العسكرية وكذلك الأمنية من خلال التعاون مع الولايات المتحدة، صحيح يوجد تعاون وتنسيق بين الجيش الاسرائيلي والبنتاغون اليوم، ولكن يجب توسيع هذا التعاون ليس فقط في مجال تبادل المعلومات الأمنية والتنسيق، يجب ان يشمل أيضا مجال التكنولوجيا و"السيايبر الهجومي"، وعلى الولايات المتحدة تزويد اسرائيل بهذا المجال، كذلك زيادة الدعم العسكؤري خاصة في مجال تسليح اسرائيل في منظوماتها الدفاعية المختلفة، ودعمها في برامجها العسكرية في هذا المجال وتزويد اسرائيل بالاف الصواريخ الاعتراضية لهذه المنظومات، كي تستطيع اسرائيل مواجهة سقوط المئات من الصواريخ عليها في أي مواجهة قادمة.

ويجب عدم الاكتفاء أو القبول فقط بما صدر عن الادارة الأمريكية بأنها ملتزمة بأمن اسرائيل وستقوم بالدفاع عنها في حال تعرضها لأي هجوم، فيجب على اسرائيل التمسك بالمبدأ الأساسي الذي ثبته بن غريون والمتمثل "بأن اسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ومن حقها القيام بذلك" ، لأن أي خلل سيصيب هذا المبدأ سوف ندفع ثمن سياسي كبير عليه في المستقبل، وعلى سبيل المثال لو قالت الولايات المتحدة بإنه يتوجب على اسرائيل الانسحاب من غور الاردن، تحت نفس المبدأ بأنها سوف تدافع عن اسرائيل حال تعرضها لهجوم، فأن اسرائيل ستجد نفسها أمام وضع سياسي خطير، لذلك يجب التمسك بالمبدأ الأساسي "اسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها" وقبول دعم الولايات المتحدة ليس كبديل لهذا المبدأ.

وفي النقطة الثالثة، على الولايات المتحدة الالتزام الكامل باستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار يسعى له الجانب الفلسطيني لتحقيق مساعيه الدبلوماسية، والتي يتخطى من خلالها المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، وكذلك التزام أمريكي بمنع الجانب الفلسطيني للتحرك ضد اسرائيل في الهيئات الدولية، والتحرك في الساحة الدولية لمنع فتح معارك ضد اسرائيل خاصة في محكمة الجنايات الدولية.

ويخلص المحلل العسكري رون بن ايشاي بأن الوقت الحالي فرصة كبيرة لنتنياهو لتحقيق العديد من القضايا بعيدا عن الأعلام، ففي الوقت الذي ما زالت المفاوضات جارية بين ايران والدول "5 1" فأن اسرائيل تستطيع تحقيق العديد من القضايا المهمة لمصلحتها مع الولايات المتحدة.