وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أبو النجا لـ "معا": فتح لا تخطط لعصيان مدني أو مواجهة عسكرية وقادة العمل الوطني تعرضوا لاهانات قاسية على يد التنفيذية

نشر بتاريخ: 09/09/2007 ( آخر تحديث: 09/09/2007 الساعة: 15:07 )
غزة- معا- ابراهيم قنن- نفى إبراهيم أبو النجا عضو المجلس الثوري لحركة فتح, ومفوض الإعلام والتعبئة الفكرية, أن تكون حركته تخطط لعصيان مدني شامل في وجه حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لإرباكها وإضعافها، نافياً كذلك نية حركته مواجهة حماس عسكرياً "لأن فتح ترفض مبدأ المواجهة العسكرية".

وشدد أبو النجا على أن الإضراب الشامل الذي دعت إلية قوى منظمة التحرير الفلسطينية اليوم (الأحد) في الأراضي الفلسطينية، يهدف إلى التعبير عن حالة الرفض الشعبي لممارسات "القمع" التي تقودها حركة حماس وقوتها التنفيذية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة, خاصةً ضد قادة العمل الوطني الفلسطيني في القطاع، الذين طالهم الاعتقال على أيدي القوة التنفيذية يوم الجمعة الماضي، ومن بينهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور زكريا الأغا.

وأشار أبو النجا إلى تلقيهم معاملةً سيئة جداً داخل مقر السرايا الأمني أثناء اعتقالهم، وأوضح "أن عناصر من القوة التنفيذية قاموا بضرب عدد من الشبان المعتقلين ضرباً مبرحاً بالعصا الغليظة أمام أعيننا", وأضاف، لقد طالب ضباط التنفيذية عناصرهم بضرب الشبان، قائلين "اضربوهم حتى يرو هؤلاء" في إشارة إلى قادة العمل الوطني المعتقلين.

صلاة الجمعة

وحول إمكانية استغلال صلاة الجمعة في إحداث أعمال فوضى كما تتهم حماس القائمين عليها، قال: "ان الصلاة في العراء لا تمثل هدفاً سياسياً لفتح ولفصائل منظمة التحرير، ولا يوجد خطر على الأمن العام أو على حماس من أداء الصلاة في العراء".

وأضاف أبو النجا "الصلاة في العراء جاءت نتيجة الخطب التحريضية التي يقوم خلالها الدعاة والخطباء بالسب والشتم وكيل الاتهامات الجزافية والتحريضية ضد فتح وقادتها وعناصرها وأنصارها، مما سبب أذى وإساءة لكل أبناء الشعب ولرسالة المسجد السامية النبيلة الرفيعة".

وأوضح، أن عودة المواطنين للصلاة في المساجد يتوقف على ضبط الخطباء والدعاة لخطابهم الديني، وعدم تكريسه للفرقة والانقسام بين المسلمين، والابتعاد بالمسجد والمصلين عن التخوين والتكفير والشتم والسب والقدح والذم؛ ولو عدنا إلى سبب خروج الناس للساحات، لوجدنا أن حرف الخطباء للخطاب الديني عن مساره هو السبب الرئيس لذلك الخروج من المساجد- كما قال.

العصيان المدني

وجدد أبو النجا نفي حركته تخطيطها للقيام بعصيان مدني في وجه حركة حماس لإرباكها قائلاً: "مع الأسف حماس لا تملك الحجة ولا الدليل ولا تملك أي واقعة يستدل بها على حديثهم المزعوم", وأضاف، كل ما يقال في هذا السياق هو كلام "لا أساس له" وادعاءات عارية تماماً عن الصحة.

وتساءل أبو النجا على ماذا تستدل حركة حماس؟ وما هي الأشياء التي يتحدثون عنها؟ لقد اتهموا أبناء فتح أنهم عملاء ويخططون لإثارة الفوضى والفلتان الأمني.

وبعد يوم أو يومين يقومون بإطلاق سراحهم بعد تعذيبهم تعذيباً شديداً، متسائلاً باستغراب: كيف يتم الإفراج عن عملاء وجواسيس بهذه السرعة من السجون ؟!.

وقال "نتمنى أن يكون هناك شيء محدد تستطيع حماس أن تقنع به الآخرين" ما هو الشيء الذي تقوم به حركة فتح لكي تنفذ عصياناً مدنياً؟, مضيفاً " ان فتح تتلقى الاهانات يومياً", وكل وسائل الإعلام والمراكز الحقوقية ترصد كل هذه الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء وقيادات فتح، بالرغم من محاولة حماس محاصرة رجال الصحافة والإعلام ومنعهم من القيام بواجبهم تجاه رصد كل الانتهاكات وعمليات التعذيب التي يتعرض لها كوادر فتح في غزة.

فتح حريصة على وحدة الوطن

وأكد أبو النجا، حرص فتح على تعزيز الوحدة الوطنية وتماسك فئات الشعب الفلسطيني، وحريصة على إعادة اللحمة والنسيج الاجتماعي والأسري والوطني والذي تأثر بشكل كبير نتيجة الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس، وما تبعه من ممارسات قمعية- وفق قوله.

وأضاف، "ان فتح تسعى دوماً إلى إعادة الأمور إلى نصابها" ونحن اليوم نريد أن نعود إلى تاريخنا ومورثونا وعاداتنا وأخلاقنا، لتعود القضية الفلسطينية إلى مجراها الحقيقي وتأخذ مكانها الذي احتفظت به لعقود.

"كما أننا نريد أن نتفرغ لمواجهة مشروع الاحتلال العدواني المستمر الذي يستهدف تقطيع أوصال الدولة الفلسطينية، من خلال بناء جدار الفصل، ومواصلة تسمين المستوطنات اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس المحتلة".

القضية تراجعت

وأشار أبو النجا إلى تراجع القضية الفلسطينية بشكل كبير وملحوظ على كافة المستويات، وتشهد انحساراً غير مسبوق في أعقاب الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة في 14 حزيران، مما وضع القضية الفلسطينية على مفرق طرق خطير وحساس.

ورأى أن النضال الفلسطيني يقتصر اليوم على قضايا المعابر والحدود، وحالة الحصار، والإغاثة الإنسانية، والعلاج، وغيرها، وغاب الشق السياسي عن المشهد الفلسطيني بالكامل.

وأشار أبو النجا إلى تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية, "إن العالم لم يعد يعطي أدنى اهتمام للقضية الفلسطينية" إذ لم يعد العالم مهتما لدفع عملية السلام إلى الأمام أو الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتخلي عن سياساتها العنصرية والهمجية تجاه الفلسطينيين".

الحوار الوطني.. شروط وعقبات

وجدد أبو النجا تأكيد فتح سعيها لحوار وطني شامل يضمن المشاركة لجميع القوى السياسية الفلسطينية، لكنه أشار إلى أن انعقاده يقف على تراجع حركة حماس عن نتائج الحسم العسكري، وتقديم اعتذارها للشعب الفلسطيني، والالتزام بالشرعية الفلسطينية. وقال "الذي يريد ان يواصل الحوار عليه معرفة قواعد الحوار البناء وأسسه الصحيحة".

وأشار إلى تمكن القوى الفلسطيني في السابق من الوصول إلى اتفاق "إعلان القاهرة" عبر حوار جاد ومسؤول، كذلك أسفر الحوار عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعن تشكيل لجان مشتركة, لكن الانقلاب قضى اليوم على كل شيء, ومطلوب لعودة الحوار أن تبدأ حماس تقديم المطلوب للحوار لدفع عجلة الحوار إلى الإمام.

وتساءل أبو النجا عن ماهية الحوار الذي تسعى إليه حماس؟ وما الذي قدمته حماس لإمكانية دفع وتعزيز الحوار الوطني الشامل؟ فحماس تريد "حواراً بدون شروط" وهذا يعني أن حماس تريد من فتح أن تذهب مذعنة وذليلة للحوار "لكي يملوا شروطهم على فتح" مؤكداً ان هذا الأمر لن يكون ولن يحدث على الإطلاق.

الدور العربي

وعبر أبو النجا عن تقدير حركته لكل الجهود العربية المبذولة للئم الجرح الفلسطيني "نحترم ونقدر عالياً كل الجهود العربية لخدمة قضيتنا المركزية" لكنه يعجب لعدم إقدام حماس على اتخاذ أي خطوة تقنع الدول العربية بموافقته (حماس) على الحوار الجاد والبناء.

وبين، ان قادة حماس يتحدثون يومياً عبر وسائل الإعلام وفي اللقاءات والندوات العامة والخاصة عن موافقتهم من الحوار، وأنهم يسعون لتحقيقه، وهذا غير دقيق " فهم يعرفون ماذا يعني الحوار، وكيف يمكن الوصول إليه، وما هي مقومات نجاحه".

وأشار أبو النجا إلى ان الدول العربية وجامعة الدول العربية طالبت حماس "بتوفير وتهيئة الأجواء الايجابية للحوار" وذلك من خلال العودة عما "اقترفته أيديهم".

رفض المواجهة مع أي فلسطيني

وأوضح مفوض الإعلام في حركة فتح أنه لا يوجد في قاموس فتح شيء اسمه "خطوات مواجهه" فبالرغم من تدمير المقرات واحتلالها، وبالرغم من أن أبناء فتح أصبحوا يتلقون الضربات والطعنات من قبل حماس وقوتها المسلحة، فإنها سوف تصبر وتصمد في وجه هذه السياسة التي لن تجلب لحماس اي فائدة تذكر- وفق قوله.

وأوضح أن عمليات التعذيب والاعتقال والتنكيل والضرب والإذلال التي تقوم بها حماس هي عبارة عن "أوراق ضغط " تحاول حماس من خلالها جر فتح إلى مربع الحوار الذي تريده هي, وهذا لن يتأتي ولن يستطيعوا تحقيقه.

وقال: ان لدى فتح "إستراتيجية واضحة" ترتكز على عدم المواجهة العسكرية مع أي أحد كان، لأنها تعلم أن الخاسر الوحيد هو "الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية", موضحاً ان فتح لا يمكن لها ان تغامر بدماء ألاف الشهداء والجرحى والأسري الذين سقطوا من أجل القضية الفلسطينية والدخول في حرب أهلية مع أي فصيل كان.

وأضاف "ان فتح لديها مبدأ لن تحيد عنه وهو "عدم المواجهة العسكرية" تحت اي ظروف كان، "ونعتبر أن المواجهة تعني حرباً أهلية, وهذا ما لا يوجد على الإطلاق في ثقافتنا, ولا في أدبياتنا, ولا في منهجنا".

المؤتمر السادس طوق النجاة

وأشار أبو النجا إلى أن هناك حركة نهوض كبيرة في القاعدة الفتحاوية في قطاع غزة، خاصة بعدما ثبت بالدليل أن هناك استهدافاً مباشراً لاجتثثات فتح والقضاء عليها، " والذي بدا واضحاً من خلال استهداف الكوادر والقواعد الفتحاوية على اختلافها وطول امتدادها في قطاع غزة".

وأشار الى "عمليات الاعتقال والتعذيب والتنكيل التي يتعرض لها يومياً أبناء وكوادر فتح وعمليات الاعتقال التي تستهدف نشطاء وكوادر في كتائب شهداء الأقصى والمجموعات المسلحة المقاومة التي تتبع حركة فتح".

وأضاف أبو النجا ان حركة فتح هي جبهة وطنية عريضة وفي صفوفها العديد من الأشخاص الذين يحملون العديد من الأفكار والمعتقدات، وعلى الرغم من ذلك الا ان الحركة يحكمها المنطلقات والمبادئ العامة للحركة.

وأشار أبو النجا، الى أنه وبالرغم من وجود العديد من التيارات والأفكار داخل الحركة إلى أن فتح بقيت متماسكة وصلبة وتقود المشروع الوطني بجدارة بالرغم من كل المؤامرات.

ولم ينكر ابو النجا ان حركة فتح تعاني من حالة ترهل وكسل ولا مبالاة، وان الأطر القيادية الحركية لم تتجدد منذ وقت وان حياتها بحاجة إلى تجديد، وهذا لن يتأتى الا من خلال إعادة الحياة الى المؤسسات القيادية في الحركة، موضحا ان المؤتمر العام السادس هو بمثابة بوابة الخروج وخشبة النجاه للخروج من هذه الحالة.

وقال أبو النجا ان فتح بدأت بعقد المؤتمرات في المناطق والأقاليم والمكاتب الحركية والمهنية، ليصار الى عقد المؤتمر السادس العام، لتجديد حياة المؤسسات الشرعية القيادية في الحركة، من خلال انتخابات حرة ونزيهة يمكن من خلالها إعادة بناء مؤسسات الحركة بشكل صحيح.