|
الأعسم: "سكان قرى النقب يصارعون من أجل البقاء"
نشر بتاريخ: 09/04/2015 ( آخر تحديث: 13/04/2015 الساعة: 15:03 )
بئر السبع - خاص معا - قال عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، في لقاء مع معا إنّ سكان القرى غير المعترف بها يصارعون من أجل البقاء، وأنهم يسطرون مواقفا بطولية في هذا المجال، بالرغم من التضييق المستمر عليهم من قبل المؤسسة الإسرائيلية، حيث بالنسبة للنقب كل يوم هو يوم الأرض.
وقد كان لمراسل معا في الداخل هذا اللقاء مع رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها: -يرى البعض أن يوم الأرض تحول إلى أسبوع أو شهر موسمي، يتم العودة إليه كل مرة من جديد في شهر مارس/آذار من كل العام. هل تتفق مع هذه الرؤية؟
"وبالرغم من أن العمل يتم خلال فترة وجيزة، إلا أنه بكل ما يتعلق بالنقب فإن الدفاع عن الأرض هو على مدار العام كله. فهناك المظاهرات والفعاليات والنشاطات السياسية وإعادة بناء البيوت المهدومة، والنضال من خلال التواصل مع وسائل الإعلام، سواء المحلية أو القطرية أو العالمية، وهذا كله يأتي في إلإطار الدفاع عن الأرض وعن الوجود المواطن العربي النقباوي. هذه المخططات الحكومية لم تتوقف على مدار العام، وهدف كل المخططات هي مصادرة الأرض والاستيلاء عليها، ولذلك نحن في نضال على مدار العام في هذا الجانب". المياه كعقاب -يشكو سكان القرى مسلوبة الاعتراف ليس فقط من شحّ المياه، بل من الأسعار الباهظة للمياه التي تصل أحيانا إلى 11 شيكل أو حتى 20 شيكل للكوب الواحد. هل تعتقد أن هذه الأسعار تأتي في اطار محاولات تهجير السكان؟
-بالرغم من الفقر المدقع والمشاكل في القرى غير المعترف بها، إلا أن السكان يسطرون قصصا بطولية في الصمود. كيف تفسر ذلك؟
55 قرية -هل تستطيع اعطاءنا لمحة عن القرى غير المعترف بها؟
اليوم في العام 2015 يصل عدد القرى إلى 55 قرية. الفارق بين العدد يأتي على أساس أننا أخذنا بالحسبان أن كل قرية تبدأ من 500 شخص وما فوق، ومنذ تلك الفترة ازدادات عدد القرى بتسع قرى بعد أن اجتاز عدد السكان في التجمعات التي لم يبلغ عدد السكان فيها 500 نسمة في تلك الفترة. "بالاضافة إلى مدينة رهط والبلدات الست الأخرى، اعترفت حكومة اسرائيل بعشر قرى هي: قصر السر (الهواشلة)، أبو قرينات (أم متنان)، أبو تلول (الأعسم)، بير هداج (العزازمة)، أم بطين (أبو كف)، السيد، مولداه (الأطرش)، مرعيت (دريجات وأبو ربيعة وأبو عيادة)، ترابين الصانع والفرعة. للأسف بالرغم من مرور 13 عاما على الاعتراف بهذه القرى، إلا أنها تشبه القرى غير المعترف بها من كافة النواحي، حيث لا تخطيط ولا بناء ولا ترخيص بناء بالإضافة الى عمليات هدم مستمرة في هذه القرى التي يوجد فيها ما يسمى "حدود الخط الأزرق" ولكن لا توجد لها خارطة تفصيلية".
"إذا أرادت الحكومة الإسرائيلية حلّ المشكلة فعليها أن تتبنى مخطط المجلس الإقليمي الذي يعترف بجميع القرى على أرضها وفي مكانها ويعترف أيضا بالتجمعات الصغيرة كقرى رعوية، تماما كالمزارع الفردية لدى المواطنين اليهود. بتقديمنا لهذا المخطط لا نعبر عن رفضنا لمخطط الحكومة المسمى "مخطط برافر" فحسب، وإنما نطرح بديلا للحكومة للتعامل مع مطالبنا بصورة أكثر جدية، حيث تدعي الدولة أن العرب في النقب لا يعرفون ماذا يريدون ومن هنا وضعنا هذا المخطط الذي يبيّن مطالبنا وتصورنا للحل". انتخابات عام 2017 -يرى الكثير من المواطنين أن المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها بحاجة إلى انتخابات جديدة واعادة بناء اللجان المحلية، خاصة في ظل فشل المظاهرات الأخيرة التي كانت "هزيلة" حتى في مسيرة يوم الأرض في مدينة رهط. ماذا تقول لهم؟ "الانتخابات في المجلس الإقليمي لها تاريخ ولها فترة معينة، حيث يتم انتخاب رئيس المجلس فيها بعد تكوين اللجان المحلية. تجرى الانتخابات كل خمس سنوات – وفقا لدستور المجلس – وبالتالي ستجرى الانتخابات القادمة في أواخر 2017.
"ترميم البوايك" -كيف يتم تمويل فعاليات ونشاطات ومكاتب المجلس الإقليمي؟
لدينا برامج توعية للسكان اليهود والعرب حيث نستقبل العديد من المجموعات ونقول بشرح مفصل لهم عن أوضاع القرى غير المعترف بها، ليكونوا جنودا في مجال الاعلام البديل، وكذلك ليروا عن كثب الحقيقة أمامهم. في هذا المجال لدينا مشروع سنوي حيث يأتي مواطنون من أوروبا ومن شتى أنحاء العالم ويجيبون القرى غير المعترف بها على الدراجات الهوائية، لينقلوا ما يشاهدونه في هذه القرى إلى دولهم ومجتمعاتهم. يوم الخميس القادم ستبدأ هذه المجموعة بالوصول إلى النقب لنقل ملاحظاتها. زد على ذلك اشتراكنا في مؤتمرات عديدة في العالم تتعلق بحقوق السكن والحقوق المدينة الأخرى وتعاملنا مع الجمعيات الحقوقية العالمية". -هل تعتقد بعد مرور عشرات السنوات على الظلم لأهل القرى مسلوبة الاعتراف، بأن هناك حاجة لتدويل قضية عرب النقب؟ "نعم، اعتقد أن هناك حاجة ماسة لتدويل قضية القرى مسلوبة الاعتراف، ونحن بدأنا بالفعل من خلال النضال ضد مخطط "برافر" بلفت حتى الاتحاد الأوروبي، حيث اعتبرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" هذا المخطط مخططا عنصريا. كما التقينا مع السفراء الأوروبيين في مكاتبهم وفي القرى غير المعترف بها أيضا لنشرح لهم الوضع". أجرى اللقاء: مراسل معا في الداخل ياسر العُقبي |