وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هنا رام الله.. كما لم ترونها من قبل

نشر بتاريخ: 10/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
هنا رام الله.. كما لم ترونها من قبل
بيت لحم- خاص معا - تعتبر مدينة رام الله أحد أهم المراكز الحيوية في الضفة الغربية لكونها تحتل موقعاً متقدماً في مجالات عدة، أهمها: السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، هذه الأهمية أوجبت على بلدية رام الله التفكير والعمل دائماً للنهوض بواقع المدينة وأبنائها.

"هنا رام الله– فضاء آخر للعطاء، ومساحة جديدة للإبداع، وساحة خلاقة للارتقاء وديمومة التنمية، تلتقي فيها الكفاءات البشرية الطموحة بشكل تكاملي في حالة حوار دائم لخلق فضاءات جديدة لتطور المجتمع ورفاهية الفرد".

هذه الكلمات في الاعلى هي اقتباس عن رسالة لرئيس بلدية رام الله م. موسى حديد، والذي اجرت معه وكالة معا لقاءا خاصاً استعرضت خلاله واقع المدينة الحالي وما ستكون عليه مستقبلاً، وتعكس كلماته هذه حب المدينة الحية النابضة بكل أشكال الجمال والحيوية، والتي تتربع في قلوب أهلها المقيمين فيها والمغتربين عنها– دون أن تغترب عنهم.

أزمة مالية خانقة والموازنة لا تتجاوز 60 مليون

تواجه بلدية رام الله أزمة مالية خانقة جراء نقص السيولة النقدية؛ بسبب عدم تحويل السلطة للأموال المستحقة، ولقلة ومحدودية الموارد المالية للبلدية، في ظل تجميد حركة الممولين للبلدية من الخارج، وفقاً لما أكده رئيس البلدية.

لكنه أوضح أن حجم ديون البلدية حالياً صفر قياسياً، رغم أنها كانت عندما تسلم مهامه رسمياً قرابة 10 مليون شيكل، مضيفاً أن عدد الوافدين إلى المدينة كبير ما يشكل عبئاً اضافياً على البلدية في تقديم خدماتها.

ولفت حديد إلى أن موازنة البلدية لا تتجاوز 60 مليون شيكل سنوياً وهي متواضعة أمام مدينة تحتضن كبرى مؤسسات الدولة، حيث ترتبط بضريبة الاملاك التي تجبيها وزارة المالية وتقطع ما نسبته 10% منها، إضافة إلى اعتماد الموازنة على رسوم الخدمات ورخص البناء التي تم رفعها مؤخراً.


رام الله الإلكترونية

وضمن التوظيف الأمثل للتقنيات التكنولوجية في خدمات البلدية، بين حديد لـ معا أن البلدية بصدد تركيب أجهزة في الاحياء الرئيسية لتقديم خدمة "الواي فاي" كبديل لنظام الـ "3G" الذي تمنع إسرائيل تطبيقه.

وعملت البلدية بحسب رئيسها على تسمية شوارع المدينة وترقيم المباني والشقق الأمر الذي مكنها من اطلاق الرمز البريدي للبلدية ولكل مواطن؛ لتسهيل التواصل بين المواطنين ومؤسسات المدينة.

وتابع أن البلدية عازمة على تركيب كاميرات مراقبة عند المفارق والتقاطعات الحيوية لضمان الحصول على أدق التفاصيل لمجريات الطرق وحركة المواطنين.

وتعكف البلدية على تركيب إشارات ضوئية ضمن خطة لحل مشكلة الازمات المرورية الخانقة وفق دراسات هندسية دعت لتحويل جميع شوارع رام الله إلى شارع واحد رئيسي، وبناء مجمع المنارة للمركبات الخاصة يتسع 450 مركبة.

وتتميز مدينة رام الله بالتناغم والتنوع والاختلاف في إطار الوحدة، ولذلك نلاحظ ارتفاعاً ملحوظاً منذ أكثر من عشر سنوات في أعداد الراغبين بالسكن فيها، ما جعل منها مكاناً لجذب الكثيرين، وخلق تنوعاً ثقافياً وحضارياً فريداً، ما جعلها الأكثر انفتاحا وليبرالية في الضفة، فدفع البعض إلى تسميتها "روح الثقافة الفلسطينية".

مخططات تطويرية إنشائية

وعن مخططات البلدية، قال حديد لـ معا إن هناك عدداً من المشاريع التي تنوي البلدية البدء بها، من ضمنها اعادة تأهيل البنية التحتية ومشاريع تتعلق بالبيئة والتعليم والصحة.

وأكد أن مشروع الصرف الصحي للمدينة لم يكتمل حتى الآن وهناك جهود تبذل لإتمامه، إضافة إلى مخطط لبناء طابق لخدمات الجمهور، وعدد من المدارس التعليمية من ضمنها مدرسة مهنية وأخرى فرنسية.

وفيما يتعلق بمشاريع البيئة وصحة المواطن، ذكر رئيس البلدية أنه قدم اقترحاً باعتماد تاريخ السابع من نيسان لكل عام يوماً للنظافة على مستوى الوطن وتم اعتماده من قبل الحكومة رسمياً، ونفذت فعاليته قبل نحو يومين بالشراكة مع المجتمع المحلي.

وتحدث حديد عن مخطط مشترك بين بلديات رام الله- البيرة- بيتونيا- لنقل السوق المركزي "الحسبة" في منطقة المنارة ومجمعات السير خارج مراكز المدن الثلاث، لكن الفكرة والمخطط لم يكتمل بعد.

وبحسب قسم معلومات البلدية، يبلغ عدد سكان مدينة رام الله (150 ألف نسمة)، ويحيط بها (80) بلدة وقرية، والعدد الإجمالي لسكان المدينة ومحيطها (278 ألف نسمة) حتى العام 2007، وتبلغ مساحة المدينة 19 اّلف دونم، واتخذت مجالس بلدية سابقة قرارا بتوسيع حدود المدينة.


اقتصادياً.. "لن نعتمد على الممولين إلى الآبد"

تعد رام الله واحدة من خمس مدن على مستوى الوطن التي يتم العمل فيها على موضوع التنمية الإقتصادية، سيما وأنها تحتضن كبرى الشركات والمؤسسات الخاصة والحكومية.

وفي هذا الشأن، قال حديد إن البلدية تدرس القيام بمشاريع على المستوى الخاص بالشراكة مع المغتربين من أبناء المدينة في الخارخ لتطوير المدينة وبنائها بشكل حضاري يلق باسمها دون الحاجة للاعتماد على الممولين إلى الآبد.

وتطرق رئيس البلدية إلى مؤتمر المغتربين الذي عقد لأول مرة العام الماضي في مدينة رام الله، متوقعاً أن يترك العديد من الفوائد على المستوى البعيد، لافتاً إلى أن المدينة بدأت تلمس تأثيره من خلال بعض المشاريع فيها.

يذكر أن أوائل القرن العشرين، بدأ العديد من سكان رام الله بالهجرة إلى الولايات المتحدة وإرسال الأموال إلى المدينة للاستثمار في شراء الأراضي وبناء العقارات، وبعد حرب عام 1948، هاجر معظم السكان إلى الولايات المتحدة، بينما بقي حوالي 12% منهم فقط في المدينة.

قريباً.. ملعب بلدي في رام الله

تكاد رام الله أن تكون المدينة الوحيدة على مستوى الوطن التي لا يوجد فيها ملعب بلدي رغم أنه مطلب عام في الاوساط الشبابية.

وبناء على ذلك كشف رئيس البلدية لـ معا أنه تم الانتهاء من اعداد ووضع تصور عن موقع يحتضن أول ملعب بلدي للمدينة، والبلدية الآن بصدد دراسة استملاك الأرض لإقامة الملعب.

وأكد أن البلدية تجري حالياً اتصالات على المستوى المحلي والدولي مع اللجنة الاولومبية لتوفير التمويل اللازم للبدء بتنفيذ المشروع.

وتلعب في محافظة رام الله العديد من الأندية سواء على مستوى كرة القدم أو كرة السلة، منها: أرثوذكسي رام الله، سرية رام الله الأولى، إسلامي رام الله وغيرها من الفرق والأندية الرياضية، دوراً في الحراك الرياضي على مستوى المحافظة والوطن.

رفاهية المواطن ضمن مخططات البلدية

وتطرق رئيس بلدية رام الله إلى موضوع رفاهية المواطن والخدمات التي تقدمها البلدية من أجل ذلك، فأكد أنه سيتم اعادة تأهيل منتزهات المدينة بصورة حضارية، بحيث تعمل في العام المقبل بحلة جديدة، وستكون متاحة أمام جميع المواطنين للدخول إليها دون رسوم مراعاة لظروف الجميع.

وأشار إلى أن البلدية تعمل الآن على بناء "المجمع الترويحي" في المدينة ضمن خططها في الترويح والترفيه عن المواطنين.


المخطط الهيكلي

وقال حديد لـ معا إنه قبل ثلاث سنوات طالبنا من الحكم المحلي توسيع المخطط الهيكلي لمدينة رام الله، وتم ضم 3 آلاف دونم إليها، وهي بحاجة لإعادة تأهيل وتطوير.

وأضاف أن الطواقم الهندسية للبلدية تحاول حالياً اجراء اضافة اخرى لبعض المناطق والمساحات ضمن مخططها الهيكلي.

يشار إلى أن بلدية رام الله تأست في العام 1908 بعد تأسيس أول مجلس بلدي لها برئاسة الياس عوده الدبيني، وتناوب على رئاسة مجلس بلدية رام الله منذ تأسيسها 24 رئيساً، ويضم المجلس أربعة عشر عضوا.

وساهمت البلدية في الارتقاء بمدينة رام الله عبر مجالسها المتعاقبة، من خلال عملها في مجالات تنظيم المدينة، ويعمل فيها 350 موظفاً إضافة لعدد من العمال الذين يعملون في مواسم محددة، يتم تعينهم بعقود لآجل محدد.

مقابلة: أحمد تنوح