|
تقرير دولي: اطفال فلسطين ضحية الاستيطان
نشر بتاريخ: 13/04/2015 ( آخر تحديث: 13/04/2015 الساعة: 18:19 )
القدس- معا - قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير نشرته اليوم إن مزارع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تستخدم عمالة من الأطفال الفلسطينيين لغرس المحاصيل الزراعية وحصادها وتعبئتها بغرض التصدير. وتدفع المزارع للأطفال أجوراً متدنية وتعرضهم لظروف عمل خطيرة في انتهاك للمعايير الدولية. وقال جميع الأطفال الفلسطينيين الذين أجرت معهم هيومن رايتس ووتش المقابلات تقريباً إنهم شعروا بعدم وجود بديل سوى البحث عن عمل في مزارع المستوطنات للمساعدة في إعالة عائلاتهم. وقال الأطفال الذين أجرت معهم هيومن رايتس ووتش المقابلات إنهم عانوا من الغثيان والدوار. وقال بعضهم إنهم فقدوا الوعي أثناء العمل في حرارة الصيف التي كثيراً ما تتخطى الأربعين درجة مئوية في الخلاء، وتزيد عن ذلك داخل الصوبات التي يعمل بها كثير من الأطفال. وقال أطفال آخرون إنهم تعرضوا للقيء ومتاعب التنفس والتهاب العينين والطفح الجلدي بعد رش المبيدات أو التعرض لها، بما في ذلك داخل مساحات مغلقة. واشتكى البعض من آلام الظهر بعد حمل صناديق ثقيلة مملوءة بالمحاصيل، أو حمل عبوات المبيدات على ظهورهم. وتحظر قوانين العمل الإسرائيلية حمل الشباب لأحمال ثقيلة، والعمل في درجات حرارة مرتفعة، والعمل مع المبيدات الخطيرة، لكن إسرائيل لم تطبق تلك القوانين لحماية أطفال الفلسطينيين العاملين في مستوطناتها. ونادراً ما تقوم السلطات الإسرائيلية بالتفتيش على ظروف عمل الفلسطينيين في مزارع المستوطنات الإسرائيلية. وتقول وزارات الدفاع الاقتصاد والعمل الإسرائيلية إنها تقوم بدراسة كيفية تطبيق المزيد من تدابير الحماية العمالية على الفلسطينيين العاملين في المستوطنات، لكن في الوقت الحاضر لا توجد سلطة تتمتع بتفويض واضح لإنفاذ اللوائح. ومن بين الأطفال الذين أجريت معهم المقابلات من أجل التقرير، قام 33 بترك الدراسة وعملوا بدوام كامل في المستوطنات الإسرائيلية. وكان 21 من هؤلاء قد تركوا الدراسة قبل استكمال السنوات العشر للتعليم الأساسي الإلزامي بموجب القوانين الفلسطينية والإسرائيلية على السواء. وقال معلمون ونظار بمدارس فلسطينية في وادي الأردن إن الأطفال العاملين بدوام جزئي في المستوطنات أثناء العطلات الأسبوعية وبعد المدرسة كثيراً ما يحضرون دروسهم مرهقين. وتقرر السلطات العسكرية الإسرائيلية أنها لا تصدر تصاريح عمل لفلسطينين دون الثامنة عشرة للعمل في المستوطنات. ومع ذلك فإن الفلسطينيين لا يحتاجون إلى تصاريح إسرائيلية للوصول إلى مزارع المستوطنات، الواقعة خارج مناطق المستوطنات المسورة والتي يحتاج الفلسطينيون إلى تصاريح لدخولها. وبحسب تقارير إخبارية، والمواقع الإلكترونية للمستوطنات والشركات، فإن أوروبا من أسواق التصدير الكبرى لمنتجات المستوطنات الزراعية، كما تصدر بعض المنتجات إلى الولايات المتحدة. وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لاستبعاد منتجات المستوطنات الإسرائيلية من المعاملة الجمركية التفضيلية التي يقدمها للبضائع الإسرائيلية، كما أصدرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إرشادات للشركات تفيد بحاجتها لدراسة المخاطر القانونية والمالية والمتعلقة بالسمعة المترتبة على التعامل التجاري مع المستوطنات، لكنها لم توجه الشركات إلى إنهاء هذا التعامل. وتستمر الولايات المتحدة على صعيد الممارسة في منح معاملة تفضيلية لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية بموجب اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية-الإسرائيلية. وعلى الولايات المتحدة أن تعيد النظر في الاتفاقية بغرض استبعاد منتجات المستوطنات. وتنشر وزارة العمل الأمريكية قائمة بما يزيد على 350 منتجاً من بلدان أجنبية يتم إنتاجها باستخدام التشغيل القسري وعمالة الأطفال في بلدان أخرى، لكنها لم تضم منتجات المستوطنات الإسرائيلية إلى القائمة. وتابعت سارة ليا ويتسن: "إن المستوطنات مصدر للانتهاكات اليومية، بما فيها انتهاكات بحق الأطفال، وعلى سائر البلدان والشركات ألا تتربح منها أو تؤيدها". |