وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استطلاع: تراجع في شعبية الرئيس وهنية

نشر بتاريخ: 14/04/2015 ( آخر تحديث: 14/04/2015 الساعة: 22:38 )
استطلاع: تراجع في شعبية الرئيس وهنية
رام الله - معا - أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني نفذه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، أن غالبية قدرها (64%) ترى أن الشعب الفلسطيني أبعد الآن عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بالمقارنة مع قبل عقدين من الزمن، مقابل 29% صرحوا بأن الشعب الفلسطيني أقرب الآن إلى ذلك.

وأظهرت النتائج تراجعا في التقييم الايجابي لأداء الرئيس محمود عباس واسماعيل هنية ومروان البرغوثي مقارنة مع استطلاع كانون الثاني 2015.

وجاءت هذه النتائج ضمن استطلاع أجري بتاريخ 4-6 نيسان 2015 بعد سلسلة متتالية من الاحداث الهامة أبرزها؛ اجتماع الدول العربية الذي عقد أواخر الشهر الماضي أذار 2015 والذي أقر البدء بعاصفة الحزم بقيادة السعودية والتي تستهدف الحوثين في اليمن، وبعد انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، وبعد انتهاء رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله من زيارته الرسمية إلى قطاع غزة، كما ترافق ذلك مع بدء مرحلة المواجهات العسكرية التي شنها تنظيم "داعش" على مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا.

وأجري الاستطلاع ضمن عينة عشوائية تم اختيارها بشكل علمي ومكونة من 1200 من البالغين الفلسطينيين من كلا الجنسين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمن نسبة خطأ 3%. وأجري الاستطلاع تحت إشراف الدكتور نادر سعيد– فقهاء، مدير عام أوراد.

وأظهرت نتائج الاستطلاع تراجعاً في التقييم الايجابي لأداء الرئيس محمود عباس مقارنة مع نتائج استطلاع كانون الثاني 2015، حيث تراجع تقييمه الايجابي من 38% في الاستطلاع السابق إلى 30% في الاستطلاع الحالي، كما استقر تقييمه المتوسط على 28%. وفي مقابل ذلك، فقد ارتفع تقييمه السلبي إلى 39% من 30%.

وترافق ذلك مع تراجع التقييم الايجابي لكل من إسماعيل هنية ومروان البرغوثي، حيث تراجع التقييم الايجابي لإسماعيل هنية من 34% في الاستطلاع الماضي إلى 28% (بفارق 6 نقاط)، بينما استقر تقييمه المتوسط على 29%. في حين، ارتفع التقييم السلبي لهنية من 35% إلى 36%.

اما بالنسبة لمروان البرغوثي، فقد شهد تقييمه الايجابي تراجعا أخر من 50% إلى 36% في الاستطلاع الحالي، كما استقر تقييمه المتوسط على 30%، في حين ارتفع تقييمه السلبي من 10% إلى 19%.

وصرحت غالبية قوامها (55%) بأن السلطة الوطنية لا تقوم بدور كافٍ لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، مقابل (40%) فقط يعتقدون بأنها تقوم بدورها تجاه غزة. وينطبق الأمر نفسه بالنسبة لحركة حماس، حيث صرح (55%) أن حماس لا تقوم بدور كافٍ لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، مقابل (37%) فقط يعتقدون بأنها تقوم بدورها تجاه غزة، وبنفس النسبة صرح المستطلعون بذلك تجاه دور المؤسسات الدولية.

وما تثيره هذه النتائج من ناحية جغرافية أنه ولأول مرة منذ فترة طويلة ينخفض التقييم الايجابي للرئيس عباس وهنية والرغوثي بشكل أكبر في أوساط سكان قطاع غزة عنه في الضفة الغربية، وبمعدلات غير مسبوقة في القطاع؟

وارتباطا بموضوع المعاناة في غزة فان سكان غزة هم الأكثر استياء تجاه كافة الأطراف، فإن غالبية كبيرة (57%) من سكان غزة يعتقدون بأن السلطة لا تقوم بدور كافٍ لرفع المعاناة عن سكان غزة، مقابل 53% من سكان الضفة يعتقدون ذلك، (68%) من سكان غزة يعتقدون بأن حماس لا تقوم بدور كافٍ لرفع المعاناة عن سكان غزة، ويشاركهم الرأي ذاته (46%) من سكان الضفة، (57%) من سكان غزة تعتقد بأن المؤسسات الدولية لا تقوم بدور كافٍ لرفع المعاناة عن سكان غزة ويشاركهم الرأي ذاته (53%) من سكان الضفة.

وكشفت نتائج الاستطلاع أن غالبية قوامها (58%) تعتقد بأن المجتمع الفلسطيني يسير بالاتجاه الخاطئ، وكانت النسبة الأكبر في قطاع غزة حيث بلغت (74%)، بينما بلغت في الضفة الغربية (49%). في حين، صرح (35%) بأن المجتمع الفلسطيني يسير بالاتجاه الصحيح وكانت النسبة الأكبر في الضفة الغربية اذ بلغت (42%)، بينما بلغت في قطاع غزة (24%). وبالمثل، فقد أظهرت النتائج 44% من المستطلعين بأنهم متشائمون ازاء المستقبل في فلسطين (52% في غزة، و38% في الضفة)، مقابل 54% متفاؤلون (46% في غزة، و 59% في الضفة).


والمثير للاهتمام تعاظم المؤشرات حول حالة الاستياء العامة في قطاع غزة تجاه كافة الأطراف ذات العلاقة لاستمرار الحصار ولتوقف الاعمار في القطاع وتوقف ملف المصالحة وسوء الأوضاع السياسية والحياتية هناك.

وأظهرت النتائج أن المستطلعين عامة أكثر استياءً من موضوعي الاقتصاد والأمن مقارنة مع قبل سنة، حيث صرح 54% من عموم المستطلعين بأن الوضع الاقتصادي لأسرهم أسوأ مقارنة مع قبل سنة، مقابل 8% فقط صرحوا بأنه أفضل، و37% صرحوا بأنه بقي كما هو. وكذلك الأمر بالنسبة للشعور بالأمن، حيث صرح 43% من عموم المستطلعين بأنهم يشعرون بتراجع الوضع الأمني في مناطقهم مقارنة مع قبل سنة، وصرح 18% فقط بأنه تحسن و38% بأنه بقي كما هو، و1% لا يعرفون. أما بالنسبة للفروقات الجغرافية فهي ملحوظة.

وبينت النتائج تراجعا في اختيار كل من حكومة يرأسها رامي الحمدالله وحكومة يرأسها إسماعيل هنية مقارنة مع الاستطلاع السابق، حيث تراجعت نسبة الذين يختارون حكومة يرأسها الحمدالله من 43% إلى 38%. وكذلك، فقد تراجعت نسبة الذين يختارون حكومة يرأسها هنية من 29% إلى 22%، مقابل ارتفاع نسبة الذين لا يختارون أيا من الحكومتين من 24% في الاستطلاع السابق إلى 34% (بفارق 10 نقاط).

اما بالنسبة لأداء الحكومة الحالية التي يقودها رامي الحمدالله، فقد قيم 27% أداءها بأنه ايجابي (جيد) وبنفس النسبة في أوساط سكان الضفة وغزة، وقيم 36% أداء الحكومة بأنه (متوسط)، وكانت النسبة التقييم المتوسط أعلى في الضفة حيث بلغت 39% بينما في غزة 32%. وقيم 30% أداء الحكومة بأنه سلبي وكانت نسبة التقييم السلبي أعلى في قطاع غزة حيث بلغت 35% بينما في الضفة 27%.

وأظهرت النتائج انقساما حول مدى التفاؤل بإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حركتي فتح وحماس، حيث صرح 49% من عموم الفلسطينيين بأنهم متفائلون من امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حركتي فتح وحماس، مقابل 46% صرحوا بأنهم متشائمون، و5% لا يعرفون.

بعد مرور 20 سنة على اتفاق أوسلو، سألنا المستطلعين عن توقعاتهم بتحقيق حلم الدولة، حيث صرح 64% بأن الشعب الفلسطيني أبعد الآن عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بالمقارنة مع قبل عقدين من الزمان، مقابل 29% صرحوا بأن الشعب الفلسطيني أقرب الآن إلى ذلك، و7% لا يعرفون. ومن ناحية جغرافية، تظهر النتائج بأن سكان الضفة الغربية الأكثر اعتقادا بأن الفلسطينيين أبعد الآن عن تحقيق الدولة مقارنة مع سكان غزة، حيث جاءت النتائج 66% و63% على التوالي.

تظهر النتائج أن أكثرية من بين المستطلعين يعارضون فكرة العودة إلى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الوقت الحالي، حيث صرح 50% بأنهم يعارضون العودة إلى من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين (48% في الضفة، و52% في غزة)، مقابل 44% صرحوا بأنهم يؤيدونها (45% في الضفة، و43% في غزة) و4% لا يعرفون.

وأيد 26% اندلاع انتفاضة ثالثة، مقابل 67% يعارضون. ومن الملاحظ أن سكان الضفة الأكثر معارضة لاندلاعها، حيث صرح بذلك 69%، مقابل 63% من سكان غزة. وعند مقارنة النتائج مع استطلاع تشرين الثاني عام 2013 نجد النتائج ذاتها ولم تتغير منذ سنتين. ولكن عندما سألنا عن التأييد من حيث المبدأ لحدوث انتفاضة جديدة تهدف لتحقيق حلم دولة فلسطينية مستقلة، فتظهر النتائج 34% يؤيدون ذلك، مقابل 61% يعارضونها، ومن الملاحظ أن سكان الضفة هم الاكثر معارضة، حيث صرح بذلك 64% مقابل 56% من سكان غزة.

تظهر نتائج الاستطلاع انخفاضا في شعبية حركة فتح من 38% في الاستطلاع السابق إلى 33% في الاستطلاع الحالي، وكذلك فقد انخفضت شعبية حماس من 21% في الاستطلاع الماضي إلى 17% في الاستطلاع الحالي. أما بالنسبة لبقية الأحزاب، فتحصل الجبهة الشعبية على 3%، وتتبعها الجهاد الاسلامي والمبادرة الوطنية الفلسطينية على 2% لكل منهما. بحصولها على 2%، في حين تحصل بقية الفصائل على 1% وأقل. أما المجموعة الأكثر تأثيرا في الانتخابات المقبلة فهم غير المقررين أو الذين لن يصوتوا حيث وصلت في هذا الاستطلاع إلى (37%) وهؤلاء سيحددون ملامح أي انتخابات مقبلة.

تظهر نتائج الاستطلاع تأييدا كبيرا لعقد الانتخابات التشريعية والرئاسية فورا، حيث صرح (83%) من عموم المستطلعين بأنهم يؤيدون إجراء الانتخابات الرئاسية فورا، مقابل 12% فقط يعارضون ذلك. ومن المثير للاهتمام أن نسبة التأييد لانعقاد الانتخابات الرئاسية في قطاع غزة هي الأكبر مقارنة مع الضفة الغربية، حيث بلغت في غزة (88%)، بينما بلغت في الضفة الغربية (79%). ينطبق السيناريو ذاته عند الحديث عن الانتخابات التشريعية.

إن التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية القادمة مسألة في غاية الصعوبة نظرا للتزايد المضطرد في نسب المستقلين والمترددين الذين سيقررون مصير أي انتخابات مستقبلية عندما تجري انتخابات حقيقية على الأرض، فعلى سبيل المثال: في سباق رئاسي مفترض بين محمود عباس وخالد مشعل، فان نسبة المستقلين أو المترددين بلغت 45% في هذا الاستطلاع، بينما بلغت نسبتهم في الاستطلاع الماضي 33% (بفارق 12 نقطة)، في حين يحصل محمود عباس 35% مقابل 20% لمشعل. أما جغرافيا فيحصل محمود عباس في قطاع غزة على 36%، بينما في الضفة يحصل على 34%. أما خالد مشعل فيحصل في غزة على 24% بينما في الضفة يحصل على 17%. وينطبق نفس السيناريو على أي انتخابات بين عباس وهنية.

وفي سباق ثنائي بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية، يحصل البرغوثي على 40% مقابل 19% لهنية، و41% لا يعرفون أو لن يصوتوا. وجغرافيا، يحصل مروان في قطاع غزة على 43%، بينما يحصل في الضفة على 38%. أما هنية فيحصل في غزة على 22%، بينما يحصل في الضفة على 17%.

وفي سباق بين ست شخصيات، وفي حال اصرار الرئيس محمود عباس على عدم الترشح، يحصل مروان البرغوثي على أعلى شعبية (35%) ويتبعه خالد مشعل بحصوله على 17%، ويتبع ذلك مصطفى البرغوثي بحصوله على 4% وسلام فياض وأحمد سعدات على 3% لكل منهما ويحصل رمضان شلح على 2% وصرح أكثر من ثلث المستطلعين (36%) بأنهم لا يعرفون لمن سيصوتون أو لن يصوتوا.

وبينت النتائج أن غالبية فلسطينية ساحقة قدرها (93%) تعتقد بان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف بـ "داعش" لا يمثل الاسلام الحقيقي، ويرى 92% بأن ممارسات داعش التي يشاهدونها عبر وسائل الاعلام غير مبررة ولا تؤسس لدولة اسلامية حقيقية.

وفيما يتعلق بالحملة العسكرية المعروفة بـ "عاصفة الحزم" ضد الحوثين في اليمن، فقد صرح 33% بأن السعودية والدول الحليفة لها محقة في هذه الحملة، بينما يرى 49% بأنها غير محقة في ذلك.