وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في بيت أبو مذكور ذرفنا الدموع

نشر بتاريخ: 16/04/2015 ( آخر تحديث: 16/04/2015 الساعة: 14:12 )
في بيت أبو مذكور ذرفنا الدموع
كتب : أسامة فلفل

زعامات كثيرة قلبت موازين التاريخ ,فالرجال والأبطال العظماء هم من يسطرون ويصنعون تاريخ أمتهم الماجد وينسجون من قصص بطولاتهم وتضحياتهم قصص المجد والعزة لوطنهم وأمتهم ,والشهيد القائد محمود أبو مذكور أحد أبرز رواد الحركة الرياضية والوطنية أصحاب الانجازات والقامات والهامات العالية الذين لا يمكن أن يطالهم النسيان أو يمسحوا من ذاكرة الوطن لأنهم عاشوا ورحلوا وهم يحملون خارطة وطنهم وسهوله ووديانه وجداوله في أفئدتهم.

بالأمس وضمن الاحتفالات بالعيد الوطني للرياضة الفلسطينية وفي إطار البرنامج الرياضي الوطني لمنتدى رواد الحركة الرياضية كرم الشهيد القائد محمود أبو مذكور(أبا ظافر) حيث كانت مراسم التكريم بحضور كوكبة كبيرة من رواد الحركة الرياضية وأعلامها في محافظة رفح.

فلقاء الرواد كان في محطته الأولى بجمعية المتقاعدين بالحي السعودي بمدينة رفح وبعد لقاءات دافئة وقبلات عطرة وعناق حار مع رئيس وأعضاء منتدى رواد توجه الجميع إلى منزل الشهيد فمراسم الاستقبال عكست الأصالة الوطنية وشعر الجميع بعظمة الموقف وتجلت المشاعر الجياشة حينما وقف نجل الشهيد سامي يستقبل الرواد بحفاوة بالغة والدموع تنهمر من عيناه وكيف لا وهذه الكوكبة لطالما عايشها في طفولته البريئة في زمن حياة والده الشهيد أبا ظافر.

والموقف المؤثر الذي حرك الدموع في المآقي موقف زوجة الشهيد أم ظافر التي وقفت بشموخ وكبرياء ترحب بالجميع ومشاعر الفخر والاعتزاز ترتسم على حروف كلماتها وتخرج كما تخرج الطلقة من فوهة البندقية, وقفت بثبات لتقول لرفاق وأصدقاء وأحباء أبا ظافر أنتم اليوم أعدتم لنا الروح والمعنوية ودغدغتم مشاعرنا بهذه أللفتة الكريمة وبهذا الموقف الوطني والرياضي الذي ورغم بساطته إلا أنه ترك في نفوسنا أثرا سيبقى لسنوات طويلة حافزا ودافعا على مواصلة السير على درب أبا ظافر.

ووسط هذه الأجواء المفعمة بالحب والوفاء تحدث درويش الحولي أحد أبرز القيادات الوطنية والرياضية وعضو مجلس إدارة الرواد ليسرد مواقف الشهيد ضمير الوطن والرياضة الفلسطينية محمود أبو مذكور مشيرا إلى أن الشهيد كان صاحب فكر وطني مبدع وخلاق عرفته ساحات الوطن ومحافظاته بعطائه الكبير فكان الأخ والرفيق والصديق لكل قادة العمل الوطني والرياضي وكان يمثل هوية وطن وطموح أمة وعدد مناقبه وأكد أن هذا التكريم ما هو إلا لمسة وفاء لمن أعطى وقدم للوطن والرياضة الفلسطينية.

وتحدث في هذه المناسبة الخالدة والعطرة على أبو حسنين رئيس منتدى الرواد موضحا أن فلسفة التكريم ستكون في إطار الإستراتيجية الوطنية للوفاء لفئات وشرائح لرموز وقيادات ومرجعيات وأبطال الحركة الرياضية والكشفية والرياضة المدرسية وذوي الاحتياجات الخاصة وشريحة القادة الشهداء.

وتحدث عن مسيرة الشهيد وتضحياته وأعماله الوطنية ودوره الريادي في إثراء النشاط الرياضي لاسيما خلال السنوات العجاف التي مازالت شاهدا على الدور الكبير للشهيد الراحل.

ففي عرين الشهيد وخلال هذه المراسم والكلمات أجهش الجميع بالبكاء نتيجة للتأثر ولم يتمالك العديد منهم إخفاء مشاعره وأحاسيسه لاسيما خلال الكلمة المقتضبة والموقف المؤثر لزوجة الشهيد وهي تؤكد على أن روح الشهيد ترفرف في هذه اللحظات فرحة بلقاء رفاق دربه ممن حملوا معه هموم الوطن وقضاياه المصيرية.

وكان أكثر المتأثرين العملاق والقامة الرياضية والوطنية الكبيرة حماد حماد الذي قال بكلمة مقتضبة إن أبا ظافر رمزا لعنفوان وعدالة قضايا الأمة وهو أحد أهم عناوين التحرر والثورة.

واختتم مراسم هذا الحفل التكريمي أحمد عزام أمين سر إقليم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بمحافظة رفح قائلا إن أبا ظافر عطر تاريخه النضالي والكفاحي بأروع وأعظم ملامح وقصص البطولة وحمل راية النضال وتجلت مواقفه في المعتقلات حيث وقف شامخا كالأسد الجسور يسطر ملامح الصمود الأسطوري.وأثنى على ما يقوم به منتدى الرواد في هذه المحطة الاستثنائية مؤكدا على أن هذا العمل سيسهم في تعزيز وتمتين النسيج الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني.