وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل اوفت السلطة بوعوداتها للاسرى المحررين؟

نشر بتاريخ: 16/04/2015 ( آخر تحديث: 16/04/2015 الساعة: 17:07 )
هل اوفت السلطة بوعوداتها للاسرى المحررين؟
القدس- تقرير معا - اعوام طويلة من الاسر والعذابات والاهات ذاقها الاسرى الفلسطينيون وما زالوا يتذوقونها في سجون الاحتلال الاسرائيلي، فلا يخلو منزل او عائلة فلسطينية من اسير اعتقل على مدار عقود من الزمن التي مارس فيها الاحتلال ابشع صور التنكيل والضرب بحقهم.

شهد العام 2013 انفراجة حقيقية في ملف الاسرى وذلك بنجاح السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بالتوصل الى صيغة اتفاق نهائي مع الاحتلال يقضي باطلاق سراح الاسرى القدامى الذين تم اعتقالهم قبل اتفاقية اوسلو في العام 1993 وذلك على اربع دفعات التزمت اسرائيل بثلاثة منها وتخلفت عن الرابعة وهي القشة التي قسمت ظهر البعير واعادت الخلاف بين الطرفين واوقفت المفاوضات.

صفقة الاسرى الاخيرة بالارقام

حسب الاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي فان الصفقة تقضي باطلاق سراح مئة وعشرة اسرى وهو مجموع الاسرى الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال قبل اتفاقية اوسلو فاطلقت اسرائيل سراح تسعين اسيرا على ثلاث دفعات وابقت ثلاثين اسيرا رهن الاعتقال وهم من اصحاب المؤبدات وعلى راسهم عميد الاسرى كريم يونس من بلدة عاره بالداخل الفلسطيني المحتل الذي امضى على اعتقاله اكثر من ثلاثة وثلاثين عاما.

50 الف دولار ورتبة عميد واعفاءات جمركية لكل اسير محرر

وفور الافراج عن الاسرى قدمت السلطة الفلسطينية لهم مجموعة من المساعدات والتسهيلات تمثلت بثلاث نقاط رئيسية وهي:

1- منحة الرئيس عباس البالغة 50 الف دولار لكل اسير
2- رتبة عميد مع راتب شهري يصل الى 8000 شيكل
3 - اعفاء جمركي على السيارة

اسرى محررون : المساعدات غير كافية

وبعد عام ونصف العام على الافراج عن الثلاث دفعات من الاسرى القدامى نسعى للتعرف على احوالهم وما اذا كانت المساعدات والمكرمة الرئاسية حققت المستوى المطلوب من احتياجاتهم فالتقينا بالاسير المحرر ابن بلدة الدهيشة عدنان الافندي الذي يبلغ من العمر ثلاثة واربعين عاما وامضى في الاسر احدى وعشرين عاما بتهمة طعن جنديين اسرائيليين في شارع يافا بالقدس .

الاسير المحرر الافندي: لم تلتزم السلطة بوعوداتها

يرى الاسير المحرر عدنان الافندي أن السلطة الفلسطينية لم تلتزم بكامل وعوداتها للاسرى المحررين، وقال "الرئيس عباس وعد خلال خطابه بعد الافراج عن الدفعه الثانية بان السلطة ستوفر المسكن وتكاليف الزواج لكل اسير محرر الا أن ذلك لم يحصل فاضطررت للزواج قبل ثمانية اشهر على نفقتي الخاصة وتكفلت بدفع تكاليف المنزل والمهر والتجهيزات الاخرى".
ويضيف الافندي لـ معا "طوال العام والنصف عام منذ اطلاق سراحنا ونحن نسمع عن وعودات بتامين شقة لكل اسير محرر الا أن ذلك لم يحدث وهو بالامر الذي فاقم من معاناتنا في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة".

ولدى الاسير المحرر عدنان الافندي نية في اكمال دراسته الجامعية للحصول على درجة الماجستير بعدما نجح بالحصول على درجة البكالوريوس من الجامعة العبرية في تخصص العلوم السياسية والعلاقات الدولية خلال تواجده في المعتقل الا ان الضائقة المادية تقف الان في وجه اكمال مسيرته التعليمية.

الاسير المحرر رزق صلاح: لم يتم منحنا امتيازات رتبة العميد

ومن باب تنويع وجهات النظر والاطلاع على اوضاع الاسرى المحررين التقينا بالاسير المحرر رزق صلاح من بلدة الخضر ببيت لحم والبالغ من العمر واحد وخمسين عاما والذي امضى في سجون الاحتلال احدى وعشرين عاما ليكشف لنا عن اشكالية اخرى يعاني منها الاسرى المحررون والمتمثلة بعدم منحهم امتيازات رتبة العميد التي منحهم اياها الرئيس عباس فور اطلاق سراحهم حيث ان العميد في السلطة الفلسطينية يحصل على امتيازات عديدة من حيث الراتب المرتفع ومصاريف النثريات وعلاوة غلاء المعيشة وكوبونات الوقود للسيارة.


قراقع: كنوز الدنيا لا تفي الاسرى حقهم

استوضحت معا بعض الامور الشائكة والعالقة من قبل وزير هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع الذي اكد أن ليس هنالك شيء في الكون يفي الاسرى حقهم ولا يعوضهم عن دقيقة من الالم ومعاناة الاعتقال.

وفي معرض رده على مطالبات الاسرى بتوفير السكن قال قراقع "صحيح أن الرئيس وعد الاسرى بتأمين السكن لهم وطلب من صندوق الاستثمار الفلسطيني متابعة الموضوع وتوفير الاحتياجات الا أن معيقات عديدة اوقفت الموضوع لكنه لم يفشل ولم يلغى ولا زال قائما".

وفي رده على جزئية عدم منح الاسرى المحررين امتيازات رتبة العميد، قال قراقع "هؤلاء الاسرى تم منحهم رتبة عميد في جهاز الامن الوطني وبراتب ثمانية الاف شيكل شهريا الا انهم ليسوا على رأس عملهم وليس من المعقول أن نطلب منهم العمل بعد سنوات من الاسر والصمود ومن اجل ذلك لا يتم منحهم الامتيازات الاخرى التي يحصل عليها العميد على رأس عمله".

الدفعة الرابعة.. الم وامل

وما يزال الفلسطينيون واهالي الاسرى القدامى المعتقلين في سجون الاحتلال ينتظرون اشراقة شمس يوم جديد على امل الافراج عن احبتهم بعد تعثر اتمام اطلاق سراح الدفعه الرابعة من الاسرى الذين يعدون ايام حياتهم ومعاناتهم في عتمة السجن وغطرسة السجان.

تقرير : تامر عبيدات