|
أسرى بِلا قُضبان ..!
نشر بتاريخ: 17/04/2015 ( آخر تحديث: 17/04/2015 الساعة: 13:23 )
الكاتب: مهند ذويب
يلتَمعُ الصَّباح كمرآة الطهرِ الأزلي على صَفحة تاريخِنا المَشوبِ باللهب والدّم فيعطي جسدي تلكَ القشعريرة المُحزنة .. نيسان هذا الرّبيعُ الذي استباحَ الشتاءُ تارة حِماه وتارة يلفحَه الصيف .. لم يَعد ربيعاً بل منطقةً شائٍكة ونزاعاً حدودياً مُشتعلاً . مَرت ذكرياتٌ عديدة يحملها هذا الشَّهر الحزين .. امتدّت من كذبته الأولى التي تَدلَّ انّه شهرٌ بلا كلمات وحدها المَشاعر التي علقناها على شماعة الاحتلال تقتَحمُ مخيّلتنا وتحتلَ النبضة الأولى من أي قلب ، وتعلنُ العصيان على كَل شيء . اتراني أستطيعَ اليوم دون أن أنعَتَ باللاوطنية أن اقولُ انّه لا مَعنى لتحرير الأسرى وعقلُنا محتلٌ حتى النُّخاع .. تتربّعُ في جوفه كَل المعاني الخائفة والمُتخاذلة المُتذبذبة التي اعلنت الوَلاء الأزلي للصمت وانساقت كنهرِ غباء وراءَ أي تيار ، وحده العقل يحتاجُ الى تحرير قبلَ ايّ أسير .. قبل أي شبرٍ من ثرانا .. واني لأذكُر جملة علقت بذاكرتي من سنين حينَ قرأتُ واقعنا المُعاصر لمحمد قطب ، يقول " تَحريرُ العقل أولى مِن تحرير الأرض ..! فلا معنى لتحرير الأرض والعَقل محتل .. بينما لو تحرر العقل فلن يقبل أبداً بابقاء الأرض محتلة ." انَّنا بحاجة اليوم لِدعوى نطلقها حقاً من قحفِ رؤسنا لنقول انّ تحرير العقل هو السبيل الوحيد لتحرير الأسرى وتحريرِ المسرى والنّصر المؤزر .. فلنَقل يوماً لا لكلّ مدّ فكري ، سياسيّ و استعماري وغزوٍ ثقافي يستهدِفُ بؤرة الحياة في رؤسنا ، المَجد للشهداء على طولِ المسيرة .. والحرية لعقولنا .. والشمسُ للأسرى سترخي جدائِلها .. وتعلنُ غدهم تحتَ ظلّها مُشرقاً . في ذكرى يَوم الأسير الفلسطيني نُجدد الولاء للأسود في عرينها .. للزنازين المَشرقة .. للإباء الفريد .. وللحرية الأزلية .. انتم مَشاعل النور .. من أعطيتمونا معنى للحياة .. تحريركم بتحرير عقولنا فنحنُ أسرى بِلا قضبان . |