وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الطريق الى الانتفاضة الثالثة" عنوان ندوة للديمقراطية في لبنان

نشر بتاريخ: 17/04/2015 ( آخر تحديث: 17/04/2015 الساعة: 15:02 )

لبنان -  معا - لمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، عقدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان ندوة سياسية في قاعة جميعة الغد في وادي الزينة - ساحل اقليم الخروب بعنوان "الطريق الى الانتفاضة الثالثة" حاضر فيها عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية  فتحي كليب وحضرها عدد من ممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل واللجان الشعبية، كما حضرها ايضا عضوي اللجنة المركزية للجبهة  خالد يونس ويوسف احمد وعدد من الفعاليات الفلسطينية في المنطقة.


توجه  كليب بداية بتحية الى قادة ومناضلي الحركة الوطنية الاسيرة في السجون الاسرائيلية الذين يسطرون بتضحياتهم ومعاناتهم الوحدة الحقيقية، وخص بالتحية الاسير الطفل خالد الشيخ، اصغر معتقل فلسطيني الذي يختصر بمعاناته طفولة البشرية، داعيا جميع مكونات الحالة الفلسطينية الى التوحد حول المعتقلين في المعتقلات الاسرائيلية.


واستعرض  كليب الواقع الفلسطيني الراهن قائلا: ان المشهد الفلسطيني الحالي يكاد يتشابه مع المشهد الذي كان سائدا قبيل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لجهة غياب الاستراتيجية الفلسطينية الموحدة التي ينبغي ان تشكل حاضنة لكل مكونات الشعب الفلسطيني، في ظل حالات احباط تعيشها التجمعات الفلسطينية على مختلف المستويات ما ادى الى اتساع الفجوة ما بين القيادات السياسية وبين الحالة الجماهيرية المتقدمة والمفتقدة لمرجعية وطنية تقود نضالها وتدافع عن مصالحها.


وقال كليب: ان صيغة العمل السياسي المؤطرة باتفاقات اوسلو وبعملية تفاوضية هي الاطول في التاريخ لم تعد تجدي نفعا، بحيث باتت بنظر الكثيرين عنوانا لتصفية القضية الفلسطينية بشكل تدريجي. وبالتالي فان الواقع السياسي الراهن اصبح يلعب دورا معرقلا امام امكانية اي عملية نهوض مستقبلية تسعى الى التغيير، وإذا لم يأت التغيير من داخل الحالة السياسية، سلطة ومنظمة وفصائل، فان ثقل المعاناة سيفرض تغييرا من خارجها.. لأن النظام السياسي الحالي غير قادر على استيعاب اية تغييرات، لأنه مصمم على مقاس عملية تفاوضية استنفذت اغراضها وانتهت مفاعيلها السياسية.


وتابع كليب قائلا: ان استعراض هموم ومشكلات التجمعات الفلسطينية المختلفة، من غزة الى لبنان وسوريا والضفة، مضافا اليها تداعيات الانقسام الفلسطيني ومعاناة الاسرى وغيرها من القضايا والهموم الضاغطة التي تفرض على القيادة السياسية الفلسطينية نظرة اكثر شمولية في التعاطي مع واقع هذه التجمعات خاصة وان بعضها عرضة لمخاطر وطنية كبرى تتخطى الوقائع الجغرافية لتطال المشروع الوطني برمته .. من هنا تكمن اهمية الدعوة لتجديد بنية ومسار حركتنا الوطنية في اطار صيانة المشروع الوطني التحرري.. بديلا لخيارات القيادة السياسية التي ما زالت تفتقر إلى الإرادة السياسية الضرورية لتحرك مستقبلي بديل لسياساتها، وتخشى من إشتعال إنتفاضة جديدة تخترق سقفها المنخفض، انتفاضة تضع عموم الحالة الوطنية أمام إستحقاقات جديدة.


واضاف: اليوم الحركة الوطنية الفلسطينية تعيش ازمة فعلية نتيجة عدم قدرتها على مجاراة التغييرات الحاصلة من حولها سواء على المستوى الداخلي او لجهة مواجهة ما تتعرض له الارض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس من تصاعد عمليات الاستيطان والتهويد ومواصلة عمليات القتل والاعتقال، مضافا اليها الواقع الاقتصادي الصعب نتيجة القيود التي كرستها اتفاقية باريس الاقتصادية لجهة تكريس التبعية للاقتصاد الاسرائيلي وتداعيات التنسيق الامني مع الاحتلال.. كل هذا يؤشر الى أن عوامل اندلاع انتفاضة شعبية ضد الاحتلال والاستيطان باتت قريبة جدا وباتت عواملها الموضوعية ناضجة وهي لا تنتظر سوى القرار السياسي، ما يعني ضرورة الاستعداد الجدي لهذا الاستحقاق.


ولكل ذلك نقول: ان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير مطالبتان بتوفير كل ادوات نجاح الانتفاضة والمقاومة الشعبية وتهيئة الاجواء الداخلية الفلسطينية لذلك من خلال العمل على انهاء الانقسام وعدم الرضوخ للابتزاز الامريكي والاسرائيلي وتفعيل عضوية فلسطين في محكمة الجنايات، والتعاطي مع هذا الامر في اطار استراتيجية نضالية وطنية تعيد توحيد الوضع الفلسطيني ببرنامج وطني كفاحي موحد، يجمع بين النضال في الميدان، وبين الفعل في المحافل الدبلوماسية.. بالتلازم مع تطوير دور حركة اللاجئين في الوطن والشتات ودعم نضال شعبنا في المناطق المحتلة عام 48.