نشر بتاريخ: 18/04/2015 ( آخر تحديث: 19/04/2015 الساعة: 00:56 )
عمل سابقا في إذاعة إسرائيل يخطف طفلة تلحمية
رجل في الـ50 ماذا يريد من طفلة 9 سنوات !
كيف نجح باستدراجها بهدية سنسال وهاتف ؟
صدفة عجيبة أنقذت الطفلة
من هما احمد ومنير ؟
يدعي الجنون والطب ينفي والقاضي يفرج عنه !
بيت لحم –خاص معا- طفلة صغيرة بضفائر جميلة خرجت لساحة المهد لتفرح بزينة عيد الميلاد الجميلة مع بنات خالها وتنتقل فرحة بين مسرح يقدم الموسيقى وفرق الكشافة تعزف وتستعرض ببهاء وضياء دون ان تدري المسكينة أي رعب في انتظارها .
بديل بابا نويل
اعتادت الساحة على انتشار عشرات الأشخاص الذين يلبسون زي "بابا نويل-سانتا كلوز" المرهون بالذهن بالطيبة والخير وتوزيع الهدايا والجوائز على الأطفال ومنهم هذه الصغيرة التي لا تسكن بجوار المدينة وهي بصحبة بنات خالها ممن يسكن المدينة بالقرب من الساحة .
تقدم منها ومن بنات خالها رجل في الخمسين من عمره ولا يلبس زي "بابا نويل" المعهود وكان يحمل بيده قسائم لشركة فلسطينية على اعتبار أنها جوائز وقال هذا الرجل للطفلة "مبروك أنتي ربحتي جائزة " وطلب من بنت خالها أن تذهب لتحضر قلم ومن الأخرى ان تحضر ورقة وعندما حاولت ان تذهب معهما قال لها "لالالا أنت اربحتي خليكي عندي هنا" وبعد ذلك قام بمسك يد الطفلة وسحبها بهدوء خارج الساحة على اعتبار انه سيذهب بها لإعطائها الهدية .
من شدة الخوف فقدت النطق
سارت الطفلة معه من ساحة المهد إلى واد معالي حتى الشارع الرئيسي "القدس الخليل" بجانب مقر المقاطعة ومن هناك نزل بها إلى بيت جالا غرب بيت لحم وقطع بها حقول الزيتون القريبة .
الطفلة لم تمتلك سوى البكاء لتفقد النطق من شدة الخوف بعد ان أسعفها وعيها رغم سنوات عمرها ال9 أنها في خطر دون ان تتمكن المسكينة حتى من الصراخ وهو يشد على معصم يدها ويسحبها في الحقول ويتجاوز بها بعض "السناسل" في المكان .
رواية الطفلة وفق محضر الشرطة تقول أن هذا الرجل تحدث بالهاتف عندما وصلنا مدرسة "الفرير" مع شخصين وقال للأول واسمه احمد "انا جايب معي بنت عمرها 9 سنوات حضروا لها سنسالين ذهب وتلفون" وبعدها تحدث أيضا مع شخص اسمه منير وقال له "انا جاي ومعي بنت عمرها 9 سنين" .
وفي الطريق كان يتحدث مع الطفلة ويسألها " أين يقع برج إيفل والحدائق المعلقة والأهرامات وقصر هشام " وهي لا تقوى على الإجابة من شدة الخوف .
العناية الإلهية تتدخل
وهي في منطقة بيت جالا كانت طفلة أخرى عمرها 9 سنوات تقف على شرفة منزلها وتشاهد رجل في الخمسين يسحب طفلة باكية تيقنت أنها تعرفها فهي تدرس معها في نفس المدرسة .
صرخت الطفلة على أمها " ماما ماما هذه بنت صفي وشكلها مخطوفة لأنها تبكي " فقالت لها الأم "مش معقول يا بنتي أكيد هذا والدها" فعادت الطفل تتوسل لامها بان تساعد الطفلة وتتدخل لأنها تعرف والد زميلتها "ماما هذا مش أبوها لأنني اعرفه وهو يأتي لأخذها من المدرسة وآنا متأكدة" فما كان من ام الطفلة إلا الاستعانة بشقيقها لكي ينزل ويستوضح الموقف.
اقترب خال زميلة الطفلة التي مع الرجل وقال له ماذا تفعل معك هذه الطفلة ؟ ولماذا تبكي؟".
فقال الرجل " هذه البنت تائهة وأريد ان اشتري لها هدية وابعثها للبيت حيث أهلها" .
منقذ أخر
شاب أخر من قرية حوسان غرب بيت لحم كان يسير في منطقة السينما ببيت لحم وهو احد الشهود ايضا يقول انه شاهد الطفلة مع الرجل وراودته الشكوك وهو يسمع مكالمة من الرجل عبر الهاتف المحمول يقول فيها " لقد ربحنا بنت عمرها 9 سنوات" مما دفعه لمتابعة هذا الرجل حتى بيت جالا وهناك تدخل مع خال زميلة الطفلة وطلب هويته وأعادها له وغادر الرجل مسرعا من المكان .
وعند سؤال الطفلة عن الأمر قصت بشكل سريع لهم الواقعة مما دفع بالشاهدين للحاق بالرجل بسيارة حتى القيا عليه القبض وسلماه للشرطة .
في مركز الشرطة تم التحقيق مع الرجل المتهم وفق وصف الشرطة في محاضرها "بمحاولة خطف" وقام براوية العملية كما هي رواية الطفلة تقريبا .
دافع غريب !!
وعن الدافع خلف تصرفه هذه جاء في روايته المسجلة لدى الشرطة "وحصلنا على نسخة عنها" بأنه قال "بخصوص اصطحابي الفتاة الصغيرة فأنني كنت انوي السير بصحبتها في الشارع وقضاء وقت ممتع معها في الحديث ".
هل ادعاء الجنون الحل؟
تم عرض المتهم على القضاء ليدعي "الجنون" فما كان من القاضي الا تحويله الى مستشفى الإمراض العقلية بتاريخ 28/12/2014 وتأجيل محكمته حتى 4/2/2015 ."مرفق قرار القاضي"
بتاريخ 21/1/2015 تمت مخاطبة رئيس محكمة بيت لحم من قبل د.عصام بنورة مدير مستشفى د.كمال للطب النفسي " حصلنا على نسخة منه " وجاء فيه " ان المذكور سليم التفكير ومدرك وتبين خلوه من أي مرض عقلي او نفسي " .".
عائلة الطفلة أصيبت بالمفاجأة الكبيرة عندما قرر القاضي الإفراج عنه بتاريخ 1/3/2015 وبالرغم من تقرير المستشفى الذي يشير لسلامة عقله ومسؤوليته عن أفعاله وما عليه سوى دفع "200 دينار أردني كفالة " الى حين المحكمة بتاريخ 28/4/2015 .
عمل مع المذيع الهارب نبيه سرحان
حاولنا ان نعرف أكثر عن المتهم وتواصلنا مع بعض أقاربه ومعارفه في قريته التي تقع في محافظة الخليل حتى توصلنا انه من اسرة يشوبها عدم الاستقرار والتفكك وسبق له ان عاش في الأردن أكثر من عشرة أعوام وهو من مواليد 1965 وسبق له ان عمل في الإذاعة الإسرائيلية وتحديدا ضمن فريق برنامج "ابن الريف " الذي كان يقدمه المذيع المصري الهارب من مصر "نبيه سرحان" في بداية الثمانينيات من القرن الماضي.
القضاء : ليس على المجنون حرج حتى لو قتل
وحول محاولات الإفلات التي يمارسها بعض المتهمين بحجة وادعاء الجنون وهي حالات معايشة في المحاكم الفلسطينية توجهنا لرئيس مجلس القضاء الأعلى الأستاذ على مهنا الذي عقب على الأمر بما يلي " حسب القانون اذا لاحظت المحكمة عدم الأهلية القانونية يتم تحويل المتهم لمستشفى خاص ومعتمد بالإمراض النفسية والعقلية حسب الاختصاص بغرض إجراء فحوصات للتأكد من الأهلية القانونية".
ولماذا يستسهل المتهمين ادعاء الجنون ؟
يرد السيد مهنا بالقول" ليس من السهل على المحكمة تقبل الأمر او التسليم به إلا بعد بيانات تعزيزيه مثل "شهود من العائلة او المجتمع" وتبيان وقائع مقنعة للموافقة على عرض المتهم على الطب .
وحول نجاح أي متهم بتمثيل الجنون وإقناع الأطباء حتى لو كان مرتكبا لجريمة قتل ..فما هو موقف المحكمة ؟
يقول مهنا " يتم اخذ التقرير الطبي الصادر عن المستشفى بعين الاعتبار وبالتالي اذا كانت هنالك مصادقة طبية على حالة المرض النفسي والجنون فان المتهم يكون غير مؤهل للمحاكمة وبالتالي لا يتعرض لعقوبة ".
في هذه القضية هناك تشخيص طبي بسلامة عقل المتهم مقابل أضرار نفسية كبيرة لحقت بالطفلة التي يقول والدها انها تبكي كثيرا وتفيق ليلا مفزوعة من أحلام وكوابيس وان الحادثة أثرت جدا على شخصيتها وسلوكها مع معاناة نفسية لحقت بكل الأسرة التي تعاني من هذه التجربة المؤلمة رغم مرور حوالي ال4 شهور عليها .
والد الطفلة قال لنا "أنا لا أريد شي سوى إحقاق العدالة وإيقاع عقوبة رادعة بالمتهم الذي أرعبنا لكي يكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه للقيام بهذا الفعل الخطير والشنيع فلولا لطف الله وتدخل بعض الناس لما عرفت ماذا كان مصير ابنتي. وانا احمد الله ان ابنتي على قيد الحياة وخرجت بأقل الضرر من الواقعة .
كما طالب والد الطفلة بالكشف عن الدوافع الحقيقية للمتهم الذي روى رواية غير مقنعة بتاتا مع مؤشرات للشهود تشير لشركاء له في الجريمة حسب قوله .
كما ناشد الأهل بعدم السماح لأطفالهم بالابتعاد عن المنزل وعن الأعين لمسافات طويلة ولأوقات بعيدة أيضا لكي لا يحدث لهم أي مكروه .
ملاحظة : نحتفظ بكافة الوثائق والشهادات والمحاضر للواقعة التي حصلنا عليها بطريقة شرعية كنسخة عن الملف صادرة عن المحكمة، ونتحفظ على نشر الاسماء المحفوظة لدينا لاعتبارات اجتماعية .
قصة تابعها وكتبها : محمد اللحام