وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من هو بطل الدوري الفلسطيني

نشر بتاريخ: 22/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
من هو بطل الدوري الفلسطيني

بيت لحم- ترجمة معا- على هامش الانتفاضة " انتفاضة الأقصى " وقبل عشر سنوات تقريبا غادرت حافلة تقل فريق كرة القدم مخيم بلاطة القريب من نابلس باتجاه رام الله ليلتقي في مباراة ضمن الدوري العام شباب " الامعري" وهو فريق يمثل مخيم" الامعري" للاجئين" القريب من مدينة البيرة .

كان هذا يوم الجمعة وفي منتصف النهار وحين اقتربت الحافلة من حاجز " حوارة " طلب الجندي الواقف على الحاجز من الحافلة أن تتوقف وصعد إليها لتفحص الركاب ونظر في داخلها ورأى أن جميع الركاب من الرجال ضمن الفئة العمرية 16-35 عام وهنا قال له كابتن الفريق " نعن جميعنا رجال من 16- 35 نحن فريق كرة قدم "حينها رد الجندي " اذا لا يمكنكم المرور ابقوا في منازلكم ".

بعد وقت قصير من ذلك وصلت حافلة مخيم بلاطة إلى بوابة استاد " البيرة" وفتحت أبوابها لكن لم ينزل منها سوى مدرب الفريق وهو في الأربعينيات من العمر ولم تجري المباراة في ذلك اليوم لكن كان من الواضح بان الدوري الفلسطيني لكرة القدم لا ينوي ان يسمح لحاجز أخر أن يكسره ويوقف مسيرته حسب تعبير الكاتب الصحفي الإسرائيلي " يوني مندال" الذي تناول الدوري الفلسطيني عبر مقالة منشورة " الأربعاء" على موقع " محادثة محلية" الناطق بالعبرية تحت عنوان " الشجاعية ام خان يونس بطل الدوري الفلسطيني لكرة القدم.
الدوري الفلسطيني حي يرزق وكرة القدم أكثر الألعاب شعبية في منطقتنا ورغم كل شيء ومن خلف جدران الفصل والحواجز العسكرية يجري الفلسطينيون في الضفة وقطاع غزة مبارياتهم من السبت الى السبت ويجري الدوري الفلسطيني تحت رعاية شركة الاتصالات الخلوية " جوال" ضمن سياق مهني مطلق وهو مستمر على هذا المنوال منذ أربع سنوات منذ موسم 2011-2010 .


وبسبب الفصل بين غزة والضفة يجري الدوري الفلسطيني في إطاريين منفصلين دوري المحترفين في الضفة الغربية ودوري مماثل في قطاع غزة ويتنافس في كل دوري " غزة والضفة " 12 فريقا بطريقة لعبة بيتية وأخرى خارجية و 22 لعبة في الموسم يجري بعدها وبناء على نتائجها تتويج الفريق الفائز كبطل في تهبط الفريقين الأخيرين في القائمة إلى الدرجة " الاحتراف الجزئي" سواء كان الفريق من غزة او الضفة لا فرق في تتويج البطل أو الهبوط .

الدوري الفلسطيني لليهود فقط:
يمكننا عبر كرة القدم الفلسطينية أن نميز و نلاحظ خطوات تاريخية وسياسية مرتبطة بالمجتمع الفلسطيني من ناحية وبالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني من الناحية الأخرى .
لنبدأ من البدايات التي كانت عام 1928 حيث ادرك القائمون على " المكابي الصهيوني" مبكرا أهمية التسجيل في اتحاد كرة القدم الدولي " الفيفا" وأدركوا ما لهذا التسجيل من أهمية وطنية لا تقل عن أهميته الرياضية .
وولد في ذات العام PFA " Palestinian Footbal Association,l " وخرج الدوري المحلي إلى حيز الوجود ولم يكن الدوري عادل ومتساوي حيث لعبت الفرق العربية في الدرجة الثانية و الدوري البديل وكذلك الامر لم يكن التمثيل ضمن اتحاد الكرة عادلا حيث استدعي لعضوية PFA عام 1928 ممثل عربي واحد فقط وهو الحكم " ابراهيم نسيبة " مقابل 14 ممثل يهودي.


وحضر " نسيبة " عام 1928 جلسة تاريخية واحدة كانت الأولى والأخيرة حيث لم يظهر اسمه بعدها في أي بروتوكول لأي جلسة عقدها الاتحاد .
قررت الفرق العربية عام 1934 وضمن استمرار مسلسل الفصل التوقف عن كونها حجة ومبرر للدوري اليهودي وانسحبت من الدوري وأقاموا خلال عام من ذلك دوري عربي مستقل لم يلعب في سياقه أي لاعب يهودي .
ولم يكن الانتداب البريطاني يحظر استقدام اللاعبين الأجانب من خارج البلاد فعلى سبيل المثال استقدم فريق " ارثذوكسي يافا " حارس مرمى استرالي يدعى " فراك بولس" لعب معه على ملعب البصة .
وبعد عقد من الزمان حصل الاتحاد العربي على اسمه الخاصة وبات يدعى " -PSA – The General Palestinian Sports Association. " وعمل هذا الاتحاد بشكل مستقل ومنفصل عن الاتحاد اليهودي .
ومع انتهاء حرب 1948 وما شهدته من نكبة فلسطينية شملت استئصال مئات ألاف الفلسطينيين من ارضهم توقف نشاط الدوري العربي وغيرت إسرائيل اسم الاتحاد ليهودي من " PFA" إلى ISA (Israel Football Association)..ومنذ ذلك التاريخ لم ينشط دوري عربي منفصل ولم يتجدد النشاط الرياضي إلى بعد خمسة عقود بعد اتفاقية اوسلو عام 1998 وهناك من سيقول بان هذا الدوري أعاد غالى الوجود بعد 70 عاما اسم PFA ووضعه مجدا على خارطة الرياضة العالمية وتم تسجيل اتحاد كرة القدم الفلسطيني في " الفيفا " وبهذا سبقت الرياضة السياسية وجاء اعتراف " الفيفا"قبل اعتراف اليونسكو بفلسطين و قبل الكثير من المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة في نيويورك .


يمكن القول بان الدوري الفلسطيني الذي نهض كان نصف مهني وتشكل من منطقتين الضفة الغربية وقطاع غزة ووفقا للقانون تقرر أن يواجه بطل الضفة الغربية بطل قطاع غزة في نهاية الموسم حتى يجري تحديد من هو بطل فلسطين وجرى هذا الأمر لأخر مرة في حزيران عام 2000 حيث فاز بالبطولة فريق" شباب رفح" من قطاع غزة لكن اندلعت انتفاضة الأقصى اشهرا معدودة بعد نهاية الموسم ومنذ ذلك الحين لم تجري مباريات بين فرق من الضفة الغربية وأخرى من قطاع غزة .


كانت سنوات الانتفاضة قاسية وصعبة وتوقف الدوري الفلسطيني في الضفة وغزة أكثر من مرة لأسباب عديدة بما في ذلك عدم القدرة على الحركة والإغلاق والحصار وتدمير المنشات الرياضية وأيضا لحقيقة اشتراك اللاعبين الفلسطينيين او بعضهم في النضال ضد إسرائيل ما أدى إلى مقتل واعتقال لاعبين كثر وتوقف الدوري مرات ومرات فعلى سبيل المثال توقف الدوري الذي بدأ في قطاع غزة عام 2005 أربع مرات ولم يعلن عن البطل إلا عام 2007 والذي كان هذه المرة أيضا فريق " شباب رفح ".


وفي المقابل لعبت كرة القدم الفلسطينية دورها الهام الذي يشبه دورها في كل مجتمع حديث ومتحضر في أرجاء العالم من ناحية ربط المجتمع والقومية والرياضة وهذا الأمر لا يعتبر سهلا إذا كان الحديث يتعلق بمجتمع يناضل من اجل استقلاله ومن هنا فان مجرد وجود الدوري وإجراء المباريات على استاد يحمل اسم فيصل الحسيني و ياسر عرفات أو محمد الدرة أو مجرد وجود منتخب وطني فلسطيني لعب 11 مباراة دولية وهم يرتدون ألوان علمهم الوطني ساهم في دفع الفكرة القومية والوطنية الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الأمام ورفع مستوى الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية .


وفي الواقع واستمرارا لحقيقة توزع الفلسطينيين على عدة مناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة والفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل والذين يعيشون في ارض الوطن ومن يعيش في مخيمات اللاجئين او من تشرد في أرجاء الأرض يضم المنتخب الفلسطيني لاعبين يمثلون هذه الفسيفساء ليتحول بذلك الى جسم يمثل ويجسد حق العودة ليس فقط بالنسبة للاعبين الـ 11 وليس فقط لتسعين دقيقة مدة المباراة .

الضفة الغربية تبحث عن بطل:

رغم العقبات التي شهدها تنظيم الدوري نجح اتحاد الكرة الفلسطينية في مهمته الرياضية وحقق الهدف الذي وضعه لنفسه وتجري اليوم في فلسطينيين دوريين مهنيين بالتوازي ، صحيح أن أجرة اللاعبين لا تقارن بما يجري في أوروبا ولا في إسرائيل لا زال أجرة اللاعب في الدوري الفلسطيني التي تصل الى 15 ألف شيكل شهريا تؤكد بان غالبية اللاعبين الفلسطينيين يمتهنون كرة القدم فقط كما ارتفع مستوى الدوري الفلسطيني بفضل دعم "جوال" و" الفيفا" إضافة لمساهمة بعض اللاعبين الفلسطينيين من داخل الخط لاخضر الذين تحولوا خلال العقد الماضي إلى جزء أصيل من الدوري الفلسطيني.


وفيما يتعلق بالدوري نفسه فانه تماما كما يجري في اوروبا واسيا يصل الى نقطة النهاية وذروة التوتر خاصة في الضفة الغربية وبعد 19 لعبة ودورة ثالثة حتى نهاية الموسم يمكن القول بان البطل السابق في الضفة الغربية " ترجي وادي النيص " من منطقة بيت لحم لم ينجح في استنساخ انجازه من العام الماضي ويوجد الان في اسفل القائمة بعيدا عن البطولة .


لكن السباق نحو القمة متقارب جدا حيث يحتل شباب اظاهرية المرتبة الاولى مع 38 نقطة ، هلال القدس وهو فريق مقدسي يوجد في المرتبة الثالثة بواقع 37 نقطة وفي قطاع غزة وبعد 17 مباراة وخمسة أخرى حتى نهاية الموسم يتصدر اتحاد الشجاعية مع 36 نقطة فيما يقف اتحاد خان يونس في المرتبة الثانية بواقع 30 نقطة .


في المناطق التي تعرف في إسرائيل فقط من خلال كونها مناطق إطلاق نار أو مناطق لاعتقال المطلوبين وفي مخيمات اللاجئين التي فقط إسرائيل تدخلها بجنودها وسياراتها المصفحة والمدججة بالسلاح في كل هذه المناطق سيجري يوم السبت دورة أخرى من الدوري الفلسطيني ويجب علينا أن نتذكر ذلك بصفته ردا وقائيا على محاولات شطب الحياة الفلسطينية من حياتنا اليومية .