|
طائرات الاحتلال تبيد المزروعات !!
نشر بتاريخ: 25/04/2015 ( آخر تحديث: 26/04/2015 الساعة: 02:23 )
غزة - تقرير معا - كانت الكارثة التي حلت بأرضه اكبر من ان يتحملها، او يجد تفسيرا لها، فجهد شهور طويلة من العناء والتعب، ذهبت مع الرياح التي حملت له سموما فتاكة قضت على أرضه ومزروعاته التي سهر لاجلها، فمع بزوغ فجر كل يوم جديد اعتاد المزارع خالد أبو مغصيب تفقد ورعاية أرضه الزراعية المزروعة بالكثير من النباتات الموسمية. بداية الحكاية... ويقول خالد الذي يعمل بمهنة الزراعة التي توارثها عن أبائه وأجداده، انهم تفاجئوا بلجوء الطائرات الإسرائيلية المخصصة لرش المبيدات برش مزروعاتهم وأراضيهم بالمبيدات السامة منذ منتصف شهر يناير وتواصلت هذه العملية على فترات متتالية آدت إلى إلحاق خسائر فادحة في مزروعاتهم وحقولهم. ويتابع حديثة بحسرة وغصة، من المؤلم ان تجد أمام ناظريك جهد شهور من العمل والتعب يذهب أدراج الرياح في لحظة مجنونة قررت فيها إسرائيل تدمير المزارع الذي يعيش أسوء حالته بسبب الحصار والإغلاق والحروب المتكررة. .jpg?_mhk=f23dfbbc304c9d25173c821101e010be1a408aed2163de34891aacf66369e9ab6e11be644154e874286feffd8c4901fb' align='center' /> ويؤكد خالد ان إسرائيل تمارس حربا من نوع جديدة على المزارعين في المناطق الحدودية الشرقية لا سيما بعد توقف أصوات القذائف والانفجارات خلال الحرب، فجاءت حرب رش المبيدات لتزيد طين المزارعين بله ... حيث كان المزارع بحاجة إضافية للمزيد من الخسائر في ممتلكاته فعشرات الآلاف من الدولارات خسرها خالد خلال الحروب الأخيرة على غزة، ولم يتلقى تعويضا ولو (شيكل) واحد، من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية، مبديا عتبه على الحكومة الفلسطينية والرئيس عباس والمؤسسات الأهلية التي على ما يبدو لم ترى ماذا حل بمزروعاتهم، داعيا تلك الجهات للضغط على إسرائيل ودعمهم من اجل الاستمرار في الصمود والبقاء على هذه الأرض. اما المزارع يوسف أبو مغصيب، فأوضح ان إسرائيل كل يوم تطور من عدوانها على المزارعين فبدأت بعمليات التجريف والتدمير للحقول منذ بداية الانتفاضة عام 2000 الى إطلاق الرصاص والقذائف وصواريخ الطائرات الحربية التي حرقت الشجر والحجر، دون ان يتدخل احد سوء على الصعيد الدولي او العربي لوقف تلك الجرائم. تدخلات دولية... ويشير يوسف ان النقلة النوعية في جرائم الاحتلال تتمثل في استخدام الطائرات في رش مبيدات سامة وقاتلة للنباتات والمزروعات وهذا يشكل هاجسا كبيرا أمام المزارعين الذين يطالبون اليوم أكثر من اي وقت مضى بضرورة ان تتدخل المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحية العالمية ( الفاو ) لثني إسرائيل عن الاستمرار بجرائمها بحق المزارعين والتنغيص عليهم ، ومعرفة طبيعة السموم التي تقوم برشها على مئات الدونمات الزراعية ، داعيا منظمة الصليب الاحمر الدولية و(الفاو ) لإرسال وفود صحية لمعرفة تلك السموم وإجراء تحقيق دولي في تلك الجرائم. .jpg?_mhk=8847cc534122ddb788f5154607af2e4b26c9a8ae23a83612aa50966f542125869b9f5df0bd7c25206d3f11c5e70536d2' align='center' /> ويتهم المزارعون حكومة الاحتلال بالتعمد الواضح في تدمير الحقول والمزارع وتحويلها من مناطق خضراء زاهية الى منطقة صحراوية بهدف تهجيرهم منها والإبقاء على المنطقة العازلة التي حددتها إسرائيل بعمق يتراوح من 300- 500 متر. ويقول المزارع محمد ابو عويلي بسخرية وهو يتفقد أرضه المزروعة بالقمح والفول الأخضر، انظروا كيف تحول (الفول الأخضر الى فول اسود) هذا ما جلبته لنا الطائرات الإسرائيلية هذه الخضروات والمزروعات الموسمية تهاجم بالطائرات. ويضيف كل تعب الأيام والشهور الماضية حرقت أمام ناظرينا ولم نستطيع فعل اي شيء سوى إطعام هذه المحاصيل للحيوانات والبهائم. ويتساءل المزارع محمد المفجوع بأرضه ومحاصيله بأي قانون او عرف دولي يسمح بالطائرات بحرق المحاصيل الزراعية؟ وبأي ذنب تقتل تلك النباتات؟ وهل هذه النباتات مصدر خوف وقلل لإسرائيل ؟. ويؤكد المزارع الذي يقوم بجمع ما تبقى من (فول وعدس، وقمح) مهما فعلت إسرائيل ومهما دمرت وأمعنت في جرائمها فإننا مستمرون في الزراعة وكل يوم يقلعون فيه سوف نزرع في اليوم الذي يليه ليس أمامنا خيار سوى الاستمرار في فلاحة وزراعة ارض الآباء والأجداد لان المعركة على الأرض وليست على شيء غير الأرض. تقرير: إبراهيم قنن
|