|
المرض الذي يحاصر أطفال غزة
نشر بتاريخ: 26/04/2015 ( آخر تحديث: 26/04/2015 الساعة: 14:18 )
غزة- معا- على مدار ثماني سنوات من الحصار لم يكن اطفال قطاع غزة بمعزل عن الاوضاع الاقتصادية المتردية والتي انعكست على واقعهم الصحي بعد ارتفاع نسب معدلات البطالة التي اصابت من يعيلهم ما ادى الى زيادة معدلات الامراض غير المنقولة التي اصابتهم نتيجة عدم القدرة على توفير الاطعمة الغذائية لهم او المكملات الغذائية التي تتميز بأسعارها المرتفعة ولا تستطيع الاسرة معدومة الدخل توفيرها.
"سوء التغذية، فقر الدم، نقص الفيتامينات، امراض السكري، نقص الزنك ونقص الحديد" كل هذه وغيرها الكثير من الامراض تحاصر اطفال قطاع غزة. معا التقت بالدكتور عدنان الوحيدي الاخصائي في طب الاطفال والمتخصص في صحة ونمو الطفل في جمعية ارض الانسان للوقوف على الواقع الصحي لأطفال قطاع غزة خلال ثماني سنوات من الحصار الذي اكد ان نسبة الاصابة بسوء التغذية وصلت من 10الى 12% ضعف ما كانت عليه قبل الحرب". ما هو تقييمك للوضع الصحى للأطفال في قطاع غزة؟ يؤكد الدكتور عدنان الوحيدي ان ثماني سنوات من الحصار القت بظلالها على المشهد في قطاع غزة بشكل عام وخاصة فيما يتعلق بقطاع طب الاطفال فالوضع الاقتصادي والبيئي وحالة الحصار ووجود الناس في بيئة تكاد تكون منغلقة اثر على الحالة الصحية فأصبحت اكثر ترديا وزادت معدلات امراض سوء التغذية تحديدا المعروف بالجوع الخفي وهو "نقص العناصر الغذائية الدقيقة التي تشمل المعادن مثل الحديد والزنك والفيتامينات المختلفة ومضادات الاكسدة وما يماثلها ما مواد غذائية اساسية". كذلك ازداد معدل الحالات التي انتشر فيها الامراض غير المنقولة اصبحت مجموعة الامراض التي يتأثر فيها الاطفال وهم شريحة مهمة في المجتمع الفلسطيني الاطفال دون سن 15 عام يمثلون ما يقارب 50% من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأطفال ما دون الخمس سنوات يمثلون ما يقارب 20% هذه الفئة فئة هامة وهي اصلا فئة هشة، والهشاشة التي تصيبها بحكم السن يزيدها سوءا ما يتعرض له الاطفال والأهل من ظروف قاسية وصعبة ادت الى انتشار الامراض غير المنقولة ومثالها ليس فقط سوء التغذية بل ايضا حالات الاطفال المصابين بالتشوه الجنيني وحالات الاطفال المصابين بأمراض سكر الاطفال حيث زادت المعدلات، ايضا حساسية جولتين القمح "الداء الزلقي" وأمراض اخرى التي تصيب الاجهزة جراء وجود خلل ادى الى وجود تفاقمات. هؤلاء الاطفال بالهشاشة التي ذكرنا اصبحوا من اكثر الفئات التي تعرضت للانتكاس في الحالة الصحية اما بالنسبة للحالة التغذوية اصبح لدينا معدلات اعلى فيما يخص سوء التغذية المزمن الذي يصاحب فيها انخفاض الوزن وانخفاض في معدل طول الطفل بالنسبة للعمر. ما هي معدلات الاصابة بالأمراض غير المنقولة بين الاطفال؟ بين الوحيدي ان حالات سوء التغذية التي نتجت عن الحرب كانت المعدلات مرتفعة اذا ما قورنت بالوقت ما قبل الحرب ،في غزة في خلال اسابيع قليلة من الحرب وردت الينا في جمعية ارض الانسان 84 حالة سوء تغذية شديدة من الدرجة الثالثة الرابعة و113 حالة في مركزنا في خان يونس في نفس الفترة." معدلات فقر الدم الناتج عن نقص الحديد المعدل لدينا في قطاع غزة لايزال مرتفعا هو اقل من السابق حيث كان 60% فما فوق الان نتحدث عن نسبة تتراوح ما بين 38 الى 42% من الاطفال المصابين بفقر الدم خاصة الفئة التي تقل اعمارها عن عامين. معدلات انتشار تتراوح ما بين 10 الى 11% من حالات انتكاس النمو او ما يعرف يسوء التغذية المزمن المصحوب بقصر القامة. معدلات نقص الزنك ما يقارب الـ60% كذلك نقص الحديد المعدلات لا تقل عن هذا الرقم. لدينا حالات نقص في فيتامين "أ" حالات تزيد عن 25% وهذا محصور في الاطفال. هل للمرض علاقة بفترة الحمل لدى الام وعادات غذائية سيئة تمارس مع الطفل؟؟ لدينا نسبة لا يمكن تجاهلها من الاسباب التي تشكل مصدرا لحدوث سوء التغذية بين الاطفال وهذه تأتي جراء العوامل الاجتماعية ولكن معدلها اقل ،،هذه الاسباب لا تزيد عن 12% من اسباب مرض سوء التغذية وهذا ما خلصنا اليه في كثير من الابحاث. هذه العوامل المجتمعية كانت سببا في حدوث سوء التغذية وان كانت قليلة وان تركنا هذه النسبة بدون مساندة وإرشاد ستزيد ...اقر وأؤكد ان هناك اسباب نتحملها ولا نستطيع انكارها. ما تقييمك لدور القطاع الحكومي في معالجة مشكلات سوء التغذية في قطاع غزة؟ المستوى الحكومي التفت الى مشكلة سوء التغذية في الفترة الاخيرة من خلال انشاء ادارة التغذية في وزارة الصحة ويطلعون بجزء الارشاد والتوعية وإجراء المسح والإحصاءات الطبية المتعلقة بالصحة والتغذية ولكن تقديم العون المباشر لا يزال الامر اقل من المتوقع وعذرهم في ذلك ان هناك مؤسسات تعمل في هذا الاطار وتكمل الدور الحكومي ويخفف الضغط على موارد الوزارة. الوضع الى حد ما مقبول ولكن ننتظر ان تقوم الوزارة والوزارات ذات الصلة بدورها في تطوير المنظومة القائمة للتداول مع هذه الحالة بشكل اكثر فعالية لان سوء التغذية حالة نتاج لمجموعة عوامل سلبية لا يمكن ان تقاوم من خلال بروتوكولات وسياسيات وزارة الصحة بل يجب ان يتعاون معها العديد من المكونات الحكومية وغير الحكومية من اجل تخفيف او ازالة الاسباب التي تؤدي لسوء التغذية. انتم في ارض الانسان ما هو دوركم في معالجة سوء التغذية؟ في خبرة تزيد عن ثلاثين سنة لخصت جمعية ارض الانسان الخط الاساسي للأطفال المصابين بسوء التغذية لشقين:الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية ولا يخالطها أي مشكلة طبية اخرى فنعمل على تفعيل الرضاعة الطبيعية وتقديم النصح والإرشاد والدورات التثقيفية التغذوية فضلا عن جلب الاطفال وفحصهم طبيا وإجراء التحاليل وتقديم العلاجات الملائمة والأطعمة الملائمة ومساعدات غذائية على شكل حصص جافة تقوم الام بتجهيزها في المنزل وزيارة الحالات في المنازل، ويتم متابعة الطفل حتى يتحسن ويشفى من سوء التغذية ونكسب امرين ان الطفل تحسن والاهم ان الام اكتسبت ثقافة بحيث تمنع حصول سوء تغذية مع اطفالها الاخرين وان حدثت تستطيع تتعاطى مع الحالات بما يمنع تفاقهما وقد تصل الى حالات شفاء كاملة على يد الام. ايضا يحصل الاطفال على المكملات الغذائية والفيتامينات وبعض المواد الغذائية الداعمة. اما الأطفال الذين يعانون من الامرين معا "سوء تغذية ومرض" فيتم اعطائهم بالإضافة لعلاج سوء التغذية نعطي العلاجات للأطفال الذين يعانون من امراض المصاحبة لسوء التغذية ومتابعتهم حتى يشفوا وهذه خدمات مجانية مقدمة لكافة فئات المجتمع وشرائحها على حد سواء. ما هي رؤيتك للنهوض بالواقع الصحي للأطفال في قطاع غزة؟ الاطفال في قطاع غزة بحاجة للرعاية المشتركة ما بين الجهات المقدمة للخدمات سواء حكومية او غير حكومية وأيضا الاهل ولا يمكن ان نصل الى الاسلوب الافضل في الرعاية اذا لم يكن هناك تعاون من الاهل. من هو الدكتور عدنان الوحيدي؟؟ يعتبر الدكتور عدنان احد اوائل الثانوية العام وضمن الخمس الذين ترشحوا لدراسة طب الاطفال في كلية الطب في القصر العيني بالقاهرة وحاصل على ماجستير من جامعة لندن وطبيب اطفال وباحث ومدرس في المساقات ذات الصلة في كلية الطب الجامعة الاسلامية وبرنامج الماجستير في التغذية الاكلينيكية في جامعة الازهر وكان احد المساهمين في وضع بروتوكولات تغذية الام والطفل عام 2005 بتفويض من وزارة الصحة وتمويل من الـUSAID . اما مؤسسة ارض الانسان فهي مؤسسة انتهجت منهج بعيد عن العمل الاغاثي بخطة استراتيجية تتجدد كل ثلاث سنوات وبرامج ثابتة تعنى بصحة ونمو وتغذية الطفل هذه الخدمات التي قدمتها المؤسسة تركز على النهوض بالمجتمع في سياق تطوري مع تقديم خدمات نوعية في التخصصات صحة ونمو وتغذية الطفل وتطوير الحاضنة المجتمعية بعيدا كل البعد عن توزيع الادوية في الايام الطبية. تشكلت المؤسسة في العام 1984 كمؤسسة سويسرية وأصبحت مؤسسة وطنية في عهد السلطة الفلسطينية عام 1999 وتتبع النظام الفلسطيني تعمل تحت مظلة وزارة الصحة دون ان تتبع الوزارة في المرتبات والسياسيات والتوجهات. مقابلة:هدية الغول |