|
غزة على الرّف
نشر بتاريخ: 26/04/2015 ( آخر تحديث: 26/04/2015 الساعة: 11:07 )
الكاتب: سليم النفار
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
لقد صدق طرفة ابن العبد في هذا التوصيف , الذي لم يقله اعتباطا , وانما جاء نتيجة تجربة أليمة. وانه لمن دواعي الأسى ان نتحدث بهذه اللغة , في توصيفنا لحال غزة , ولكن الواقع المر ,لم يترك لنا فرصة , بغير هذا الاتجاه , لنشير الى آلام وأحوال المدينة المثقلة بالهموم والاسى ,فها هي ثمانية سنوات وغزة تدفع ضريبة وجودها المشاكس ومن اتجاهات مختلفة , فمرة على يد المحتل , وأخرى على يد الاشقاء ,ولكن الاكثر مرارة ان يصيبها الالم من ابناء جلدتها ,ابناء الوطن الواحد . فغزة التي التزم موظفوها منذ اللحظة الاولى للانقلاب بشرعيتهم ,يدفعون ثمن هذا الالتزام بالتهميش ,فلا ترقياتهم ولا اي شيء من حقوقهم الوظيفية يصلهم , فقط الراتب الجامد الذي يتآكل يوما بعد يوم ,على الرغم من التزامهم بمنازلهم وعدم ممارستهم للعمل في حكومة الانقلاب كان قرارا واضحا من دولة رئيس الوزراء آنذاك الدكتور سلام فياض , والذي اكد فيه على الحفاظ على كافة حقوقهم , فاين هذه الحقوق يا شرعيتنا... وهنا نناشد فخامة السيد الرئيس محمود عباس الذي نثق بغيرته وحكمته ,ان ينصف ابناء غزة الذين مازالوا على عهده ووعده؟ المواطن في غزة هو نهب لتجاذبات واختبارات متعددة , لا تريد خيرا به على الاطلاق ,فحماس التي تفرض عليه الوانا من القهر , تبتدع اخيرا وسيلة اضافية للقهر الاضافي فيما اسمته : ضريبة التكافل والتي تعتبر اللحم والفواكه من الكماليات التي تستوجب الضريبة , فتصوروا رعاكم الله ....؟ وعندما احتج التجار على هذه الضريبة الضاربة ,فان احد قادة حماس يقول لهم : ان الضريبة لا تضيركم فهي على المواطن ...وهنا يتداعى الى ذهني سؤال مؤلم وجارح للقائد الحمساوي الفذ : يا ايها القائد الرائد انتم لمن تعملون ؟ بغض النظر عن قناعاتي ,التي ترى ان لا احدا من الفصائل اليوم يعمل لصالح المواطن ,ولكن انتم تدعون دفاعكم عن الشعب ولقد فرضتم على الشعب ثلاثة حروب مدمرة وتطالبون الناس بالصبر على ما جلبتم من دمار ومآسي وحصار اذن لمصلحة من كل هذا الدمار اذا كانت حياة الانسان وهمومه المعيشية ليست في اجندتكم ... سؤال سيبقى ينتظر اجابتكم ...؟؟ اما شرعيتنا الغراء والتي لا نستطيع الفكاك منها ليس لشيء ,سوى انها من نسيجنا ونحن من نسيجها ...فان البعض فيها يبدو انه يساهم في تضليل الامور ويساهم في وجع غزة وعزلها , ويعتبر ان الراتب الذي يصرف مجروما وغير قابل للنمو هو كفاية وكأنه صدقة ... ربما تكون غير مستحقة ,وباقي التفاصيل يتصرفون فيها وكأننا غير موجودين , فهل يعقل ان تشكل وزارة الثقافة في رام الله وفدا عرمرما لمعرض الكتاب في الدار البيضاء يتجاوز السبعين مثقفا ولا تعمل لإخراج احدا من غزة ؟ والان في الجزائر قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تخرج الفرق والافراد من الشق الاخر للوطن واربعة افراد اضيفوا بعد وساطات وتدخلات من غزة ولكن حظهم النحس لم يمكنهم من الخروج ,اسمحو لي بسؤال بريء : هل معالي وزير الثقافة لا يستطيع ادخالهم من معبر بيت حانون لو توجه لمكتب السيد الرئيس او لمكتب السيد حسين الشيخ ؟ اعتقد انه يستطيع لو اراد ولكن الاستسهال وقذف الامور على عواهنها وعدم الاهتمام بمشاركة غزة من عدمها هو ما يسيطر على اذهان المسؤولين والمتنفذين في حال المشهد, ولتغرق غزة ومن فيها في جحيم الحصار والدمار والانتظار البائس ...لمعبر رفح الذي يفتح كل شهرين او ثلاثة شهور اذا تمكنت من العبور ...وهل رجل سبعيني مثل الروائي غريب عسقلاني يستطيع السفر 12 ساعة من رفح الى القاهرة اسئلة كثيرة تحتشد في مخيلتي التي ارهقتها جدران غزة وعذاباتها ولكن هذا السلوك يؤكد ان اخواننا الوزراء ومستشاريهم في رام الله مازالوا يضعون غزة على الرف , ورف مهترئ .. ارجو ان لا يسقط الرف بمحتوياته ولكن قبل سقوطه او عدمه اليس لقوانا المجتمعية والسياسية من قول فصل ؟ لقد ان الاوان ان نتعلم من اخطائنا ومن تغريداتنا النشاز التي لا تخدم الوطن ومواطنيه... فهل نصحو من هذه الغفلة ؟ |