وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لمناسبة عيد العمال

نشر بتاريخ: 29/04/2015 ( آخر تحديث: 29/04/2015 الساعة: 16:33 )
لمناسبة عيد العمال
الكاتب: المتوكل طه
لمناسبة عيد العمال
حمّال السوق


أنا حَمّالُ السوق، الغافي في بيتِ الأفراس،
أنا الشاهدُ والأبكمُ والشيطانُ الأخرسُ والبلدُ الخانع،
وأنا لحمُ السوطِ، ودمعُ الموتِ،
ومرآةُ الأحزانِ اليابسةِ بصدرِ الناس.
أنا الوسواسُ الخنّاسُ، الكنّاسُ، القُدّاسُ، وسَقّاءُ الجامع .
أنا مسّاحُ الأحذية، وخياطُ الغُطْرةِ بالفطرةِ، والنازلُ والطالع.
حلاّقُ الحارةِ، صيّادُ الحيرةِ ومشيدُ الأقواس.
أنا الفرّانُ الفنانُ وطبّاخُ السُمَّ، وبابُ الأحلامِ الواسع.
وأنا الحالمُ والناقمُ، والغائبُ عن وقْعِ الأجراس.
أنا الساذجُ والهائجُ، والورّاقُ الحسّاس،
أنا الجاهلُ بنوايا الكاتبِ والقُرطاس.
أنا سرُّ اللهفةِ في ليلِ المنسيّ الضائع.
وأنا السكّينُ المثلومةُ أو سوءُ الطالع.
أنا سبْحَةُ أفياءِ الخاشعِ أو قصْفُ الفتيانِ الأنجاس.
أنا قدّيسُ الشارعِ، إثمُ النوّاسِ الميّاس،
أنا صاحبُ رملِ الطرقاتِ الهاجع،
والرائي والسامع،
بدرُ الماسِ ورملُ الكاسِ، وكحلُ العفّةِ والأعراس.
أنا الرَّجْعُ الراجعُ والصخرُ النابعُ، وسماءُ الغيماتِ السابع.

يَذْكُرني مولاي الرائعُ والنجمُ الساطعُ، لأكونَ السدَّ المانعَ والمتراس.
وأظلّ المقموعَ القامعَ.. والحُرّاس..
أظلّ اللاحقَ والتابعَ ، والزارعَ والصانعَ، وأظلُّ الحدّادَ النحّاس..
إلى أن يقضي اللهُ الأمرَ، ويأتي الجائعُ من جائع،
يعطيه الذُلَّ وصمتَ الفاس، وثلجَ النظرةِ والأنفاس،
والرمشَ المنذورَ اللامع .
وأنا ..
حمّالُ السوق ..