وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قصة المستعربين والأطفال.. ضرب وحرق وإبعاد

نشر بتاريخ: 30/04/2015 ( آخر تحديث: 01/05/2015 الساعة: 09:05 )
قصة المستعربين والأطفال.. ضرب وحرق وإبعاد
القدس- معا- تواصل سلطات الاحتلال ملاحقة أطفال مدينة القدس بالاعتقال والضرب، منتهكة بذلك القوانين والأعراف الدولية وحتى القوانين الاسرائيلية، وآخر هذه الملاحقات والاعتداءات كانت من نصيب 4 أطفال من عائلة الزعتري التي تعيش في حي واد الجوز بمدينة القدس.

وعلمت وكالة معا أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال يومي (الثلاثاء والاربعاء) الطفل أحمد أيهاب الزعتري 7 سنوات، ومحمد مهدي الزعتري 12 عاما، وعلاء مجدي الزعتري 15 عاما، وبركات مهدي الزعتري 15 عاما.

الحاج بركات الزعتري أوضح ان وحدة المستعربين (الشرطة المتخفية بالزي المدني) اعتقلت مساء الثلاثاء حفيديه أحمد ومحمد أثناء سيرهما في منطقة
"الجبل" بحي واد الجوز، على بعد عدة امتار من منزليهما، وفي اليوم التالي اعتقلت القوات الخاصة بعد اقتحام بناية العائلة علاء وبركات.

تفاصيل الاعتقال
وأوضح المواطن مهدي الزعتري أن وحدة المستعربين اعتقلت طفله محمد والطفل أحمد، حيث تم مهاجمتهما أثناء سيرهما في الشارع دون وجود أي أحداث في المنطقة، وقال:" كنت على بعد امتار من عملية الاعتقال لكني لم اتمكن من الوصول الى المنطقة، فكانت عملية الاعتقال سريعة، حيث هاجم الطفلين حوالي 10 مستعربين وقاموا بتثبتهما ومنعهما من الحركة، ثم تم وضعهما بالقوة بسيارة "خاصة".

وأضاف الزعتري :" توجهنا الى مخفر شرطة "شارع صلاح الدين" بالمدينة، وبقينا من الساعة 7:30 حتى 10:30 مساء، أمام المخفر بانتظار إحضارهما، وخلال ذلك حاولنا الاستفسار عن مكان احتجازهما من خلال مراكز التحقيق دون جدوى، ويقول:" 3 ساعات انقطعت اخبار الطفلين".

وتابع الزعتري:" بعد احضارهما الى المخفر منعنا من الدخول – رغم ان القوانين الاسرائيلية والدولية تفرض وجودنا (الأم أو الأب) خلال التحقيق مع الأطفال، ولدى وصول المحامي – الذي مُنع من حضور التحقيق معهما- طالب المحقق بعدم التحقيق معهما في هذه الساعة المتأخرة والافراج عنهما ، الا انه تم رفض طلبه.

التحقيق
ولفت الزعتري أن المحقق وجه للطفلين تهمة القاء "حجارة" على حافلة "ايجد" أثناء سيرها في شارع النفق المؤدي الى "معالي أدوميم".

وأضاف الزعتري في البداية تم التحقيق مع أحمد لوحده ووجهت له العديد من الاسئلة في محاولة لاجباره على التهمة، وعند الساعة الثالثة صباحا اخلي سبيله دون قيد أو شرط، وبعد ذلك تم التحقيق مع محمد حتى الساعة السابعة صباحا ثم تم تحويله الى مركز "المسكوبية" لعرضه على قاضي محكمة الصلح.
ولفت الزعتري أن المحقق رفض تقديم الشراب أو الطعام لطفله وللطفل أحمد طوال ساعات الاحتجاز، وبدت عليهما علامات التعب والارهاق الشديد.

افراج بشرط الابعاد الى "تل أبيب"

وقرر قاضي محكمة الصلح الافراج عن الطفل محمد الزعتري بكفالة مالية قيمتها 2000 شيكل، والتوقيع على كفالة ورقية قيمتها 8 الاف شيكل، والابعاد الى "تل أبيب" وحبس منزلي حتى ظهر يوم الاحد القادم.

والى ذلك أوضح والد محمد انه اضطر لاستأجر منزل في "تل أبيب" لتنفيذ قرار محكمة الصلح.

اعتداء بالضرب والحرق

وحسب رواية أحمد ومحمد فقد تعرضا للضرب خلال الاعتقال والتحقيق والاحتجاز من قبل أفراد وحدة المستعربين والمحققين، كما تم احراق يد الطفل محمد بالقداحة "الولاعة"، اضافة الى خنق الطفل أحمد خلال عملية الاعتقال بوضع أفراد المستعربين أيديهم على رقبته.

وذكر مهدي الزعتري أن قوات الاحتلال حاصرت عصر امس الاربعاء بناية العائلة في حي واد الجوز واعتقلت طفله بركات وابن عمه علاء، وبقيا في مركز شرطة صلاح الدين حتى الساعة ال10 مساء، ولم يتم التحقيق معهما بشرط "عدم وجود محقق" وافرج عنهما بشرط الحضور صباح اليوم للتحقيق، اضافة الى شرط خروج والده وشقيقه الى "تل أبيب" لتنفيذ لقرار المحكمة.

الى ذلك أصدرت جمعية حقوق المواطن مؤخرا نشرة معلومات جديدة حول حقوق القاصرين الفلسطينيين (من هم دون سنّ الثامنة عشرة)، وأكدت النشرة على انّ السلطات الإسرائيلية لا تنشط وفقًا لواجباتها المفروضة بخصوص القاصرين الفلسطينيّين سكان الأراضي المحتلّة، كما ينصّ عليها قانون حقوق الإنسان الدوليّ وقوانين الاحتلال، وانّ القانون العسكري الذي يطبق في الأراضي الفلسطينية لا يعكس الوضع القانونيّ الذي يجب ان يسود بحسب المعايير الدوليّة في حالة احتلال،كما هو الحال في الضفّة الغربيّة، إلا أنّ توضيح بنود القوانين والإجراءات العسكريّة السارية في الضفة الغربيّة من الممكن ان تكون عنصرًا مساعدًا للقاصرين في إصرارهم على ممارسة حقوقهم، ما سيؤدّي في نهاية المطاف إلى تقليص انتهاك هذه الحقوق.

وأوضحت النشرة انه يمنع توقيف او اعتقال الأطفال دون سن الثانية عشرة، وعليه، وفي حال كان القاصر دون سن الثانية عشرة، عليه ابلاغ الجندي او الشرطي بذلك ومطالبته بإطلاق سراحه على الفور.، كما يحق للقاصر معرفة أسباب توقيفه وتفاصيل الشرطي او الجندي الشخصية وتوثيقها.