وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ندوة سياسية نظمها مركز القدس للإعلام: التحذير من مغبة استمرار تداعيات الحسم العسكري في غزة

نشر بتاريخ: 12/09/2007 ( آخر تحديث: 12/09/2007 الساعة: 04:28 )
البيرة -معا- وصف سياسيون ونواب، الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس في القطاع وتداعياته بـ "الكارثة"، مشيرين إلى ضرورة تراجع الحركة عنه، واتخاذ خطوات من شأنها التمهيد لاستئناف الحوار، والتوصل إلى توافق يعيد اللحمة إلى الساحة الفلسطينية.

وأوضح هؤلاء خلال ندوة سياسية بعنوان "العلاقة بين شطري الوطن وتأثيرها على تحقيق الأهداف الوطنية"، نظمها مركز القدس للإعلام والاتصال، اليوم في البيرة، أنه لا بد من إعادة تكريس الوحدة بين الضفة وغزة، باعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد من استمرار حالة الانقسام الحالية.

وتحدث في الندوة كل من عبد الرحيم ملوح، نائب أمين عام الجبهة الشعبية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والنائب د. عبد الله عبد الله، رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي، والنائب حاتم قفيشة، عضو كتلة الإصلاح والتغيير التابعة لحماس، والكاتب فيصل حوراني.

وقال ملوح: "ما حصل في القطاع يشكل كارثة، خاصة وأنه حدث في ظل الاحتلال، ولا يوجد ما يبرره، وإن كنت أعتقد أنه حصل إما استعجالا للوصول إلى نتائج، أو البحث عن موقع أفضل على حساب القضية العامة".

وأضاف:"لا أعتقد أن هناك حلا للواقع الفلسطيني أو أي واقع مشابه إلا بالحوار، إذ لا خيار أمام الشعب الفلسطيني غيره"، مضيفا :"الخلاف الناشئ في الساحة الفلسطينية سياسي في جوهره، فهذا الانقسام هو بين القوتين الرئيستين فتح وحماس".

وذكر أنه لم يلمس خلال الفترة السابقة وجود توجه جاد لدى كلا الحركتين لترسيخ الشراكة بينهما، مضيفا "إذا لم تكن هناك عقلية واستعدادا للشراكة، فكل حديث عن التوصل إلى توافق سيكون بلا معنى".

ولفت إلى أن كافة قوى اليسار الفلسطيني مقصرة في التعاطي مع الأزمة، مضيفا "لو وحدت هذه القوى إطارها وبرنامجها السياسي، لكن تأثيرها في المعادلة السياسية وفي الحد من الاستقطاب في الشارع والساحة الفلسطينية أفضل".

وتطرق إلى أن المعيار الذي ينبغي أن يحكم تصرفات ومواقف أي فصيل، هو المصلحة الوطنية العليا، مشيرا إلى استغرابه لعدم تراجع حماس حتى الآن عما بدر منها.

ونوه إلى أن إعادة الأمور في غزة إلى سابق عهدها، لا يعني بأي حال من الأحوال عدم محاسبة كل من اقترف أفعالا مسيئة للشعب الفلسطيني أو هدر موارده، لافتا بالمقابل إلى أن القيادة الحكيمة هي التي تستخلص العبر من دروس الماضي ولا تكررها.

وتطرق إلى ضرورة الالتفاف حول منظمة التحرير، والتي أكد أن لديها برنامجا سياسيا واقعيا، يجب توحد كافة القوى في طرحه أمام شتى المحافل.

من جهته، نفى عبد الله، ما يتردد حول عدم رغبة فتح بالحوار مع حماس، موضحا أن المشكلة ليست بالحوار، بل باحترام ما يتمخض عنه.

وتابع: "ليس صحيحا أننا ضد الحوار، بل نريده وسيلة للتوصل إلى نقاط نلتزم بها، ونحترمها، ونتقيد بها".

وقال: الحوار لا يكفي إذا لم تخلص النوايا، وإذا لم تكن هناك قناعة بأنه لا يستطيع طرف إلغاء الآخر، وبضرورة مواجهة التحديات سويا"، مضيفا " ليس الحوار مرفوضا بصورة مطلقة، ولكنه أيضا ليس هدفا بحد ذاته، بل وسيلة للوصول إلى توافق".

وانتقد تمسك حماس بمواقفها ورفضها التراجع عما اقترفته في القطاع، مؤكدا أن على قيادة حماس إجراء مراجعة مع الذات، وتحديد المسلك الذي تريد اختياره. محذرا من أنه في حال مواصلة حماس استخدام الدين لتبرير كافة ممارساتها، سيتواصل المأزق لسنوات عديدة.

واستطرد: ما حصل في غزة انقلاب على النظام السياسي، ورفض لكافة الجهود التي توجت بالاعتراف بنتيجة الانتخابات التشريعية.

أما قفيشة، فلفت إلى معارضته الحسم العسكري الذي تم في القطاع، مبينا أن أي حديث حول الحوار خلف فوهات البنادق ينبغي أن يكون مرفوضا.

وقال: نحن لسنا مع الحسم العسكري في الخلاف السياسي الفلسطيني، ولكن في المقابل فإن الشرعية التي ينبغي على المواطن والمسؤول أن يتقيد بها هي النظام والقانون".

وتطرق إلى أن ما يحدث من انتهاكات واعتداءات في الضفة وقطاع غزة مدان، مشيرا إلى ضرورة إنهاء حالة التشرذم في الساحة الفلسطينية.

وأضاف:" تداعيات ما حصل في القطاع كارثية، والخلاف في الساحة الفلسطينية أمر طبيعي، لكن يجب عدم تجاهل أن الاحتلال يريد كيانا في القطاع تقوده حماس، وكيانا آخر أضعف في الضفة تقوده فتح، ولذا ومن منظور وطني شامل نريد كيانا وطنيا متماسكا سياسيا وجغرافيا في الأراضي الفلسطينية، وهو ما أعتقد أن بالإمكان تحقيقه".

وفي المقابل، رأى حوراني، أن ما حصل بالقطاع يشكل خطرا كبيرا على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وأضاف: الاحتلال هو المستفيد مما حدث، ومن إدامة الوضع الذي نشأ، وبالتالي فهو لن يتورع عن ارتكاب أي فعل لإدامة هذا الوضع، مضيفا" علينا أن نخفف من الكارثة، والتي لا أعتقد أن هناك أملا بأن نخرج منها قريبا، وذلك بالعمل على وقف شتى التجاوزات".

وعبر عن أسفه لتواصل الأزمة، والتي قال عنها بأنها "صراع بغيض على سلطة لا سلطة بيدها".

ونوه إلى أن الصراع يتخذ طابعا يتجاوز القرار الفلسطيني، مضيفا "يدخل في ميكانيزم الصراع الرغبة في استدراج الدعم من الخارج".

وانتقد تشبث حماس برفض العودة عما ارتكبته في القطاع، مبينا أن عليها الإجابة على تساؤلات عديدة مثل مدى استعدادها للتوصل إلى هوامش مشتركة مع سائر القوى.

وتخلل الندوة تقديم مداخلات عبر أصحابها عن رفضهم لما يجري في القطاع، داعين حماس إلى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه.

كما انتقد البعض المتحدثين، باعتبارهم بالغوا في توجيه الاتهامات سواء ضد فتح أو حماس، مشيرين إلى أن ما ينبغي التركيز عليه هو كيفية تجاوز المأزق الراهن، وليس الأسباب التي أدت إليه.