|
كرة القدم في شبه جزيرة القرم: هل هي ضحية للرمزية السياسية؟
نشر بتاريخ: 02/05/2015 ( آخر تحديث: 02/05/2015 الساعة: 19:04 )
نُشرت يوم الخميس، 30 نيسان 2015
بقلم: مارك بابر (Mark Baber) 30 نيسان – في الوقت الذي تتسع فيه دائرة انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية وتحول السواد الأعظم من سكانها إلى مواطنين روسيين، يُحكم اتحاد كرة القدم الأوكراني قبضته على كرة القدم القرمية ويتحكم بمصيرها بشكل جائر. في هذا الجو السياسي المحموم الذي خيّم على المنطقة بعد خلع الحكومة الأوكرانية وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية، حظي قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بحظر مشاركة أندية القرم في المسابقات الروسية بدءاً من 1 يناير/كانون الثاني 2015 بالترحيب، حتى من قبل الاتحاد الروسي لكرة القدم، بوصفه موقفاً معتدلاً تجاه الأزمة القائمة. بعد الضغط الذي مارسه السياسيون الأوروبيون واتحاد كرة القدم الأوكراني على اليويفا، أعلن هذا الأخير شبه جزيرة القرم "منطقة خاصة" يكون فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هو الجهة التي تنظم بطولات كرة القدم فيها من أجل ضمان ديمومة هذه اللعبة، وهو بذلك يمنح بشكل واضح وصريح اتحاد كرة القدم الأوكراني حق "الفيتو" على تنظيم أية بطولات كرة قدم في المنطقة تحت إشراف الاتحاد الروسي. وفي تقرير نشرته مؤخراً وكالة فرانس برس (AFP)، كان الحديث بشكل واضح عن البدء باتخاذ ترتيبات معينة في الرياضات الأخرى. فعلى سبيل المثال، صرّح رئيس اتحاد ألعاب القوى إيغور جوتسولIgor Gotsul أنه سيُسمح لثماني لاعبي ألعاب قوى، بما فيهم نجمة رياضة رمي الرمح فيرا ريبريك، باللعب في منافسات باسم روسيا طالما أن الأخيرة توافق على تعويض أوكرانيا عن تكاليف تدريب اللاعبين الذين يصلون إلى مستوى الاحتراف. وقد نُقل عن جوتسول قوله: "لقد قمنا بالفعل بإبلاغ الاتحاد الدولي لألعاب القوى بتوصلنا إلى تسوية مع الاتحاد الروسي لألعاب القوى بخصوص لاعبي ألعاب القوى القرميين، وأننا سنسمح بتطبيق إجراء بسيط يسمح لهم تحويل جنسيتهم الرياضية حال وفاء الجانب الروسي بالتزاماته". وعلى الرغم من عدم الكشف عن مبلغ التعويض، إلا أن هناك شائعات تتحدث عن أن أوكرانيا طلبت مبلغ 150,000 دولار (137,250 يورو). والحال ذاته ينطبق على رياضيي الطيران الشراعي الذين يرغبون بتمثيل روسيا في هذا الرياضة حيث يواجه هؤلاء مطالبات تعويضية تصل إلى 100,000 يورو. أما في لعبة التنس، فالأمر أبسط بكثير من ذلك؛ فقد قال رئيس الاتحاد الدولي للتنس، فرانسسكو بيتي: "رياضة التنس هي لعبة فردية، وللاعب القرمي حرية تمثيل أي دولة يحمل هذا اللاعب أو اللاعبة جواز سفرها. وعلى الرغم من قناعتي بأنه الرياضة ليست بمنأى عن تأثيرات المناخ السياسي، لكنها يجب ألا تُستخدم لأغراض سياسية". وتجدر الإشارة هنا، حسب التقرير المنشور في وكالة فرانس برس، إلى أن الملاكم الأوكراني ألكساندر يوسك Alexander Usik، الذي ولد في مدينة سيمفروبول في شبه جزيرة القرم ويعيش فيها، اختار الاحتفاظ بجنسيته الأوكرانية، وهو يقول إنه لا يواجه أية مشاكل أثناء عبوره الحدود وإنه لم يتعرض لأية ضغوطات لتغيير جنسيته. في الوقت الذي فشلت فيه جهود إيجاد تسوية دائمة للنزاع القائم بين أوكرانيا وروسيا وعدم إمكانية الوصول إلى اتفاق حول الوضع السياسي لجزيرة القرم، يمثل الحظر المفروض على مشاركة أندية القرم في بطولات كرة القدم الروسية رمزية سياسية آخذة بالتوسع يدفع ثمنها لاعبو كرة القدم القرميين، وهو أمر يتناقض مع الممارسات الاعتيادية التي يجب أن تتبناها الجهات المسؤولة عن كرة القدم والتي ينبغي عليها أن تأخذ موقفاً واقعياً وبراغماتياً لصالح تطوير وحماية كرة القدم على المستوى المحلي. ومن منظور فلسطيني، يمثل قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحظر مشاركة أندية القرم في البطولات الروسية حجة قوية للفلسطينيين الذين يطالبون بحظر إسرائيل لسماحها لفرق كرة قدم من مستوطنات قائمة في الضفة الغربية المحتلة بالمشاركة في بطولات الدوري الإسرائيلي. |