وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أهالي المغراقة يؤدون صلاتهم في مسجد السقا الذي دمره الاحتلال لأربع سنوات متواصلة

نشر بتاريخ: 14/09/2005 ( آخر تحديث: 14/09/2005 الساعة: 11:09 )
غزة- معا- بعد دمار وخراب أستمر أربع سنوات وإطلاق نار كثيف من البنادق والأسلحة الرشاشة تركت علاماتها القوية على الباقي من أسوار مسجد السقا الواقع في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة بالقرب من مستوطنة نتساريم سابقا ... عادت إليه الحياة من جديد.

فأهالي المغراقة يصرون على أداء صلاتهم في المسجد الذي أشبعته قذائف الاحتلال قصفاً وتدميراً وحصاراً وإطلاق نيران، هذا المسجد الذي اعتاد الأهالي تأدية صلاتهم وممارسة شعائر عبادتهم فيه تمنعهم قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ أربعة أعوام من إقامة الصلاة واستكمال العبادات والفرائض الدينية وحتى في شهر رمضان وكذلك في الأعياد..

ويعتبر مسجد السقا المسجد الرئيسي للمواطنين في منطقة المغراقة أقامه رجل صالح عام 1979 على قطعة الأرض التي يملكها المحسن شكري السقا الذي اختار أن يدفن مع زوجته بجوار المسجد لذلك أطلق عليه مسجد السقا، ولكن منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول /سبتمبر 2000 منعت قوات الاحتلال المواطنين من الصلاة فيه بأمر عسكري، ولإخافتهم أطلقت باتجاههم النار، ويشهد الأهالي أن "المسجد لم تنطلق منة أية رصاصة تستدعي هذه الهمجية والعدوان المستمرين عليه".

الحاج أبو محمد الزهار أحد سكان المنطقة يصر على أن يؤدي الأهالي صلاتهم في المسجد خاصة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من محيطه ومن المستوطنة التي تسببت في معاناتهم.

وفور خروج المستوطنين من المستوطنة ذهب المواطنون إلى المسجد للقيام بتنظيفه حيث تفاجأوا بالدمار شبه الشامل الذي وقع عليه جراء القصف الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي أقامت أمامه قاعدة عسكرية كان الجنود يطلقون النار منها بشكل دائم ومستمر باتجاه المسجد، الذي كانت مساحته قبل الدمار والخراب الإسرائيلي 200 متر وبعد دمار المسجد اصبح خمسون متراً فقط.

وقال الحاج :" نحن في هذه الأيام نقيم الصلاة في المسجد رغم الدمار التي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلية" مضيفاً:" بعد هذا الدمار والخراب سنعمل علي ترميم المسجد وإعادة إعماره من جديد حتى نتمكن من الصلاة وإقامة العبادات التي حرمنا منها خلال أربعة أعوام".

وأكثر ما يصر عليه الأهالي أن يعيدوا إعمار مسجدهم قبل دخول شهر رمضان حيث حرموا على مدار الأعوام الأربعة الماضية من أداء صلاة التراويح التي يعشقونها في مسجد السقا القريب منهم, في حين يضطر بعضهم إلى الخروج من منازلهم قبل ساعات من صلاة الفجر والتراويح للصلاة في المساجد البعيدة عنهم في مخيم النصيرات أو في جنوب غزة، أما اليوم وقبل بداية الشهر المبارك بدأ الأهالي بإعادة الحياة إلى مسجدهم المحبب.

وفي هذا السياق قال أبو محمد :" سنعتكف الشهر المقبل بإذن الله في مسجد السقا وسنؤدي الصلاة فيه محتفلين بهذا النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية والفصائل والأحزاب الوطنية والإسلامية في فلسطين وسنستمر حتي تحرير الضفة الغربية والقدس الشريف".

وبإحساس واحد يشاطر المواطنون أبو محمد شعوره بالفرحة لخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من مستوطنة نتساريم وقطاع غزة آملين أن يبدأوا الصلاة في المسجد الجميل الذي أقدمت قوات الاحتلال على تدميره وتجريف الأراضي الزراعية المحيطة به.