نشر بتاريخ: 03/05/2015 ( آخر تحديث: 03/05/2015 الساعة: 17:46 )
حتى لو سمينا الموت نوما بلا نهاية فذلك لا يغير من حقيقة كونه موت، ولو سمينا البحر بركة ماء كبيرة فذلك لا يلغي كونه بحر، ومفاوضات حماس مع اسرائيل التي اقر الطرفان بها لا يغير من حقيقتها مسميات حماس لها ، تبادل وجهات نظر ، دردشات ، رسائل متبادلة ، كل هذا من قبيل تخفيف وطأة الكلمة على المستمع وتراجع هادئ عن مفاهيم سبق التاكيد عليها ، انه ذر للرماد في العيون ، لان ما يجري هو مفاوضات وبوساطة اقليمية ودولية لتحقيق هدنة طويلة الاجل .
والمفاوضات بحد ذاتها ليست امرا مرفوضا، وسبق لمنظمة التحرير ان فاوضت اسرائيل ، فالمفاوضات احدى وسائل الاشتباك او وسائل فك الاشتباك ، المفاوضات مشروعة، المشكلة الحقيقية في دوافع ونتائج المفاوضات ، الدوافع والنتائج معا دون فصل ، فالدوافع البريئة في ظل نتائج سيئة تكون كالنويا الحسنة التي تعبد الطريق الى جهنم ، والنتائج الجيدة في ظا نوايا خبيثة هي رب ضارة نافعة ، لهذا فان اخذ الدوافع والنتائج معا يعطي للصورة ابعادها الحقيقية دون تضخيم ودون تبسيط
حماس ببساطة تريد ترسيخ حكمها في غزة انقلبت من اجل السلطة، قاومت من اجلها ايضا ، خاضت حروبا ذهب ضحيتها الالاف من ابناء شعبنا من اجلها ، وكسرت ثابتا اسمه لا مفاوضات مع الاحتلال من اجلها ايضا ، الدافع ببساطة هو تكريس نفسها في امبراطورية اسلاموية في غزة خاصة بعد سقوط حكم الاخوان في مصر وتونس وليبيا ، معيار الانجاز والفشل هو حكم حماس لغزة ، تحارب ، تفاوض ، تناور ، مصالحة ، انقلاب ، كل تلك وسائل ليست مهمة ، المهم والاهم تكريس حكم حماس ، ودون ذلك " فلا نزل القطر " .
اما النتائج فقد تنجح حماس في استمرار حكمها لغزة ، ولكنه نجاح بطعم الخيانة، بطعم الهزيمة الوطنية، نجاح مر، سينجح بنجاح حماس تكريس فصل الضفة عن غزة ، وتحول القضية الوطنية الى قضية اقاليم جغرافية انه النجاح في حرق المعبد، وحتى لو كان الذي اشعل النيران فيه متوضئا فانه اقترف جريمة.
ووفق المنطق الاعمق فان حماس بنجاحها هذا تضع حد لكونها تنظيم وطني ببعدها النضالي، وتضع حدا لكونها تنظيم جماهيري ببعدها الوطني ، حماس تتحول الى مجرد مجموعة تتمسح بالدين لا اكثر وتبيع الاوهام لا اكثر وتتاجر بالمقاومة لا اكثر ، حماس تتحول الى قوة غاشمة تفرض ارادتها على جماهير شعبنا . حماس تكتب بهذا اسوأ نهاية لها .
لكن هل نجاح حماس قدر لا مفر منه ؟!!!!!
بالتاكيد لا، ستنجح حماس شكليا بتقويض القضية الوطنية مؤقتا ولفترة قصيرة، لكن الاحتلال سينجح موضوعيا بتقويض حماس من الداخل بافراغها من مضمونها الوطني، سيعطيها حكم وياخذ منها اهم اسباب قوتها الا وهو بعدها الجماهيري والوطني ، واشهر ، اشهر فقط ، او سنوات قليلة ستكتشف حماس انها لم تقبض سوى الريح ، وحينها يكون قد سبق السيف العذل.