وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخترع من السموع يطمح للاستثمار في ابداعه

نشر بتاريخ: 08/05/2015 ( آخر تحديث: 08/05/2015 الساعة: 10:31 )
مخترع من السموع يطمح للاستثمار في ابداعه

الخليل – معا - داخل غرفة ضيقة وجد الشاب محمود البدارين من بلدة السموع جنوب الخليل مساحته للابداع والتفكير، فمحمود لم تسمح الظروف له بالدراسة الجامعية لكن ذلك لم يمنعه من السعي وراء تحقيق حلمه بصنع آلة الصناعة المتحكم بها عن بعد او ما تعرف بـ (cnc) والتي تدخل في عديد الصناعات كالنجارة والحدادة والحجر، فكرة حولها الى واقع على مدار عام من العمل رغم ضعف امكانياته بتكلفة اثني عشر الف شيكل.


منذ صغره أحب التصنيع والاكتشاف الا أن العمل داخل الخط الاخضر شغل معظم وقته حتى قرر قبل عام صناعة نموذج لجهاز (cnc). اضطره لترك عمله وتوظيف وقته لذلك، اعتمد على عدة دورات كهربائية وتابع التصاميم عبر مواقع الانترنت، وبعد عام من العمل تمكن اخيرا من صناعة نموذج الجهاز باتقان.
ويقول محمود انه واجه في البداية مشكلة ضعف الموارد الاقتصادية، الا ان والده دعمه حتى تمكن من شراء كافة مستلزمات انتاج الجهاز والتي وصلت الى 12 الف شيكل.
ويتحرك الجهاز في محاور متنوعة وبدقة عالية يمكنه رسم او قطع الاشكال الهندسية وغيرها من خلال برنامج محوسب يعطي للجهاز اشارات للقطع او الرسم.
ويضيف محمود انه اختار هذا الجهاز تحديد لما له من دور كبير في الصناعة فهو يوفر الوقت والجهد والمال احيانا، ويرى ان الفرص كبيرة للاستثمار في بعض الصناعات الفلسطينية التي تعتمد على هذه الالة.


الجهاز الذي انتجه محمود هو نموذج جاهز للتطبيق وهو يطمح أن يحول نموذجه هذا الى مشروع اكبر من خلال افتتاح شركة لانتاج هذه الالات لكنه ما يزال في طور البحث عن مستثمرين لتبني فكرته، ويقول ان انتاجها محليا قد يكلف المستثمرين واصحاب المصانع نصف السعر فاسعار هذه الالات باهظة وتتراوح بين اثني عشر الف دولار الى مئات الالاف حسب حجمها واستخداماتها.
ومن باب التحدي انتج محمود ما يقول انه اصغر الة صناعية يتم التحكم بها عن بعد ويسعى لدخول كتاب غينس للارقام القياسية من خلالها الى جانب انه في طور الانتهاء من تصميم طابعة ثلاثية الابعاد، كما تمكن من انتاج بعض الروبوتات التي يتم التحكم فيها عن بعد كنماذج قابلة للتطبيق.
ولم يكتف محمود بما انتج بل يحاول الاستثمار في اشقائه الاصغر من خلال دروس نظرية وتطبيقية يزودهم بها يوميا حتى باتوا قادرين على انتاج نماذج صغيرة من الروبوتات.
ويقول مهدي البدارين شقيقه الاصغر انه يحاول الاستفادة من خبرات وموهبة شقيقه من خلال الدروس النظرية والتطبيقية، مضيفا ان فكرة التصنيع هذه راودته عندما نجح عدد من ابناء صفه من انتاج روبوت ومنحوا رحلة الى روسيا كمكافأة على ذلك.
محمود هو واحد من بين الاف المبدعين في فلسطين الذين يطمحون بان تلاقي ابداعاتهم الاهتمام الكافي لدى جهات الاختصاص.

تقرير راضي صلاح