|
كنيسة المهد الشاهد الحي على الابعاد
نشر بتاريخ: 10/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
غزة -معا- أحداث كنيسة المهد بكل تفاصليها المؤلمة والقاسية لم تبارح عقول ومخيلة من عاشوها لحظة بلحظة وتقاسموا في لحظاتها المرة قطرات الماء وكسر الخبز وورق الشجر الذي استعانوا به للبقاء على قيد الحياة بعد حصار مشدد لمدة أربعين يوما حاولت إسرائيل خلالها كسر إرادة المقاومين الذين تحصنوا داخل الكنيسة . تلك لحظات مرت وكأنها دهر بكاملة .. رأى فيها من عايشها دماء رفاقه التي نزفت حتى الموت .. دون دواء او علاج حيث كانت تنهمر قذائف الموت ورصاص القناصة كالمطر عليهم . ومارست فيها اسرائيل كل اشكال العقاب والاستنزاف فمنعت الطعام والشراب والدواء وحتى الهواء منعته عن المحاصرين . بداية القصة : حكاية مبعدي كنيسة المهد بدأت في عام 2002عندما نفذ الاحتلال أوسع عملية عسكرية في ذلك التأريخ من خلال اجتياح مدن الضفة الغربية بالكامل أطلقت عليها إسرائيل عملية السور الواقي لمحاولة وقف الهجمات المسلحة والتفجيرية داخل المدن الإسرائيلية فأدخلت دباباتها وطائرات وألويتها العسكرية لتلك المدن التي هب أبنائها لمواجهتها بما يملكون . مدينة بيت لحم كانت في مقدمة المدن والأهداف الإسرائيلية ، فحول ارئيل شارون آنذاك المدينة وساحة المهد التي حولها لساحة حرب لا ترحم احد ، خاصة بعد ان لجا اليها العشرات من المقاتلين والمقاومين بعد اشتباكات ضارية مع الجيش الإسرائيلي ، فعمد إلى حرمان من التجأ إليها من الطعام والشراب والكهرباء و حتى الهواء ومارس الاحتلال أبشع الجرائم امام مرأى ومسمع العالم دون يتدخل لوقف تلك الجريمة . ويقول فهمي كنعان المتحدث باسم المبعدين الى غزة ان عملية اقتحام الكنيسة بدأت بتفجير الباب الجنوبي للمجمع الكنسي الذي يصل كنيسة المهد بالطريق إلى مغارة الحليب، ليسقط أول شهيد داخل الكنيسة وهو سمير سليمان قارع الأجراس، ليتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء والجرحى داخل كنيسة المهد وقد ارتفع عدد الشهداء داخل الكنيسة (8) شهداء واصيب 30 اخرون نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل القنّاصة الذين احتلوا كافة البنايات المحيطة بها، حتى جاء قرار الأبعاد . مفاوضات شاقة: ويضيف (كنعان ) بمرارة وحسره ، المفاوضات التي قامت بها السلطة و التي استمرت لستة جولات اسفرت في نهاية المطاف الى إبعاد 26 الى غزة و13 اخرين الى الدول الاوربية . وكان الاتفاق ينص على عملية الابعاد لمدة عامين ومن ثم العودة الى مدينة بيت لحم ومنذ ذلك التاريخ ونحن نطالب بتنفيذ الاتفاق التي تهربت منه إسرائيل ، واكد كنعان انهم يدفعون ثمن خطأ كبير قام به بعض المسئولين، مبينًا أنهم في كل عام يرسلون رسائل للأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان وللرئيس محمود عباس ومنظمة الصليب الأحمر وكل المؤسسات الدولية ولكن دون ان ينظر احد بجدية لتلك النداءات . لحظات قاسية : يقول كنعان بمرارة، يوم الابعاد الذي صادف يوم الجمعة العاشر من ايار كان يوم حزينا وكئيبا ليس على المبعدين وحدهم وانما على مدينة السيد المسيح .. كان يوم أسود حينما شاهد العالم وعلى وسائل الاعلام بصورة حية ومباشرة جرائم إسرائيل بحق المحاصرين في كنيسة المهد حيث بدوا بالخروج دون ان يودعوا أهلهم وأحبائهم، فمنهم من ابعد الى غزة ومنه الى أوروبا ومنهم من تم اعتقاله دون ان يتدخل العالم . لوقف تلك المجزرة الإنسانية . ويضيف حاتم حمود احد المبعدين وممثلهم في غزة ،كانت لحظات مؤلمة وحزينة، الكثير من الرجال بكوا في ذلك اليوم وهم يغادرون عنوه مسقط راسهم ويفارقون أحبتهم ، المشهد بقدر ما كان حزينا كان ايضا يدلل على تقاعس العالم على جريمة إسرائيل بحقنا وبحق كل من كان محاصر بكنيسة المهد .. ويستذكر( حمود) تلك المشاهد وكأنها تحدث (للتو ) أمامة أن اول من خرج من الكنيسة كان الشهيد عبدالله داوود، مدير المخابرات العامة في بيت لحم ، وكان يعتمر كوفيه فلسطينية ، ثم بدا المحاصرون بالخروج واحد تلو الاخر ورؤؤسهم عالية في السماء الى حافلة الابعاد . وقال حمود خرجنا كان الناس والأهالي والأمهات والأخوات يعتلون أسطح البنايات وهم يلوحون بأيدهم وعلامات حزن كبيرة ترتسم على ملامحهم .. كانت لحظات صادمة وحزينة !! معاناة كبيرة ابراهيم فنن |