حكومة نتانياهو مهلهلة ... لكن

ابتداء من يوم الاربعاء سيحمل بنيامين نتانياهو على ظهره حكومة مهلهلة ، حكومة على الحافة تعيش كابوس السقوط كل يوم بيومه وهو امر لا يمكن ان يقبل به نتانياهو ، ولا ان يرضى به الليكود بعد كل ما عاناه الحزب الحاكم وبعد كل الاثمان التي دفعها لقاء هذه الحكومة الباهظة .

وبسبب ذلك يعمل نتانياهو - لا ينقصه الخبرة ولا الذكاء - من اجل تغيير هذا الواقع البرلماني ، فلو ان احد اعضاء الكنيست تاخر او ألم به مرض سيتعرقل تشكيل الحكومة ، وفي خطوة تظهر مدى التوتر ، اخد الائتلاف الحكومي قرارا بمنع اعضاء الائتلاف ال 61 عضوا من مغادرة القدس وان يناموا في الفنادق لحين تشكيل الحكومة !!!!!

ولكن نتانياهو لم ييأس ويواصل العمل على خطين ، الخط الاول ضم الحزب الصهيوني بزعامة هيرتسوغ للحكومة وهو ما سيضمن له غالبية كاسحة في البرلمان ، وحماية سياسية اقليمية ومحلية وامام الجبهة الداخلية الاسرائيلية وامام الادارة الامريكية .

والخط الثاني الانتقام من خصمه افيغدور ليبرمان الذي انسحب من الحكومة السابقة وتسبب في انتخابات مبكرة ورفض الانضمام للحكومة ما كشف ظهر نتانياهو وجعله يسير على حبل رفيع فوق واد سحيق ، وخطة الليكود الان عرض اغراءات على عضوي كنيست ( من اصل خمسة لحزب اسرائيل بيتنا ) ان يتركوا ليبرمان ويعلنان انضمامهما لليكود مقابل حقائب وزراية وهو امر غير مستبعد الحدوث في العرف الحزبي الاسرائيلي ، لان موشيه ديان نفسه كان ترك حزب المعراخ وانضم الى الليكود في نهاية السبعينيات ، ومثله بيريس وليفني وشارون وهكذا .

افكار نتانياهو " ارعبت" تسفي ليفني التي طالبت شريكها هيرتسوغ بالبدء بالعمل كزعيم للمعارضة وعدم الانتظار اكثر والتردد ، كما شعر يائير لبيد زعيم حزب هناك مستبل بالخطورة فدعا عبر وسائل الاعلام ، دعا هيرتسوغ لاعلان موقف قاطع مانع رافض لدخول ائتلاف نتانياهو ، حيث يشعر " الخبثاء " في السياسة الاسرائيلية ان عرض من نتانياهو لهيرتسوغ ان يتقاسم معه رئاسة الوزراء دوريا سوف يكون عرضا صعب الرفض لشخص مثل هيرتسوغ لم يكن في حياته الحزبية والشخصية يحلم ان يكون رئيسا للوزراء .

ولكن وطالما ان نتانياهو لم ينجح حتى الان في اي سيناريو ، ستبقى المعارضة الاسرائيلية ( 59 عضو كنيست ) بمثابة حكومة ظل داخل حكومته وتستطيع ان تفشل وتعرقل اي خطوة يخطط لها نتانياهو .