|
بيئة فلسطين في خطر
نشر بتاريخ: 12/05/2015 ( آخر تحديث: 13/05/2015 الساعة: 14:57 )
بيت لحم - تقرير معا - لا ينتهي اعتداء الاحتلال بمصادرة الارض لبناء المستوطنات والجدار الفاصل بل يمتد نحو تدمير البيئة الفلسطينية، وقتل التنوع الحيوي، ما ينذر بكارثة حقيقية على المدى الطويل... فهل تحمل السنوات القادمة انقراض انواع من النباتات او الحيوانات؟ وغياب ينابيع المياه الفلسطينية وتقلّص المساحات الزراعية. حذر الدكتور مروان حداد مدير معهد الدارسات المائية والبيئية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس في حديث لـ معا من استمرار تدفق نفايات المستوطنات "الصلبة والسائلة والغازية" على اراضي المواطنين، مما تشكله من ضرر على صحة الانسان والحيوان والنبات وعلى التنوع الحيوي الفلسطيني. واوضح د.حداد ان خطورة هذه النفايات ومنها السائلة التي تخرج من المصانع تكون عالية التركيز بالمواد السامة وعالية الاذابة وتحتوي معادن خطرة تتسلل الى التربة وفي اعماقها وتصل الى المياه الجوفية عندما تغتسل الارض بالمطر، وبالتالي يكون الاثر مباشرا على التربة وما تحمله من نباتات ومن يأكلها، اضافة للمياه الجوفية وما يجري امتصاصه منها للاشجار ومن يتناولها، وما يتطاير من هذه المواد السامة وما يتبخر يشكل خطورة ايضا على الهواء الذي تتنفسه الكائنات الحية. واوضح د.حداد لـ معا ان المواد السامة التي تخرج من نفايات المصانع او النفايات الصلبة قد تسبب السُمّية للتربة، وتنتقل السُمّية للنباتات ثم الى الانسان والحيوان الذي يتناول هذا النبات، وتنتقل السُمّية الى المياه الجوفية ولمن يشربها او يسقي منها، فهي حلقة "سُمّية " متواصلة. وفي حال توقف الاعتداء الاسرائيلي المتمثل بالقاء نفايات المستوطنات بأنواعها على الارض، تحتاج الارض حتى تعود صالحة للاستعمال وطبيعية الى مدة لا تقل عن 20 عاما من العلاج والاصلاح والتأهيل. وفي ذات السياق، طالب د.مروان السلطة الفلسطينية والوزارات المختصة في الحكومة برصد كل حالات ومناطق القاء القمامة الاسرائيلية فيها، سواء غازية او سائلة او صلبة، مجاري او مخلفات مصانع، واجراء الدراسات على هذه المناطق والاثر المباشر على الكل الفلسطيني والعمل على ايجاد الحل. ملف البيئة الى الجنايات كما توجهت معا الى المهندسة عدالة الاتيرة رئيس سلطة جودة البيئة، التي اكدت ان سلطة البيئة تلقت الايعاز من القيادة بالشروع باعداد ملف حول اعتداء الاحتلال على البيئة الفلسطينية لنقله للجنايات الدولية حيث تجري عملية توثيق منظم من الناحية العلمية والفنية والقانونية. واشارت الاتيرة لـ معا ان سلطة جودة البيئة توجهت لبرنامج الامم المتحدة للبيئة قبل توجه القيادة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية من خلال تعاون ودعم الجامعة العربية بشكاوى حول اعتداءات الاحتلال على البيئة. .jpg?_mhk=063199411d33ab0e31737d7f3840d65025323d3f40050ece9eeca4cf7e02b36c9404a7de4365d1c96b02c0dc5a244af9' align='center' /> واوضح معهد الابحاث التطبيقية اريج لـ معا ان كمية المياه العادمة التي تلقيها المستوطنات سنويا قدّرت بنحو 54 مليون متر مكعب، حيث يتم تصريف معظم المياه العادمة الناتجة عن المستوطنات التي اقيمت على قمم جبال هذه الاراضي، دون ان تتم معالجتها ما يسبب تلويثا للارض، اضافة الى قيام الاحتلال بتدمير عشرات المنشآت المائية في القرى والبلدات الفلسطينية
ويشار ان الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالبيئة والمياه التي جرى التوقيع عليها، في 31 كانون الاول 2014 حين وقع الرئيس محمود عباس صكوك الانضمام إلى 20 وثيقة ومعاهدة دولية، 4 منها متعلقة بالبيئة، وهي اتفاقية بشأن التنوع البيولوجي، وتوقيع بروتوكول قرطاجنة بشأن السلامة البيولوجية، الانضمام الى معاهدة بازل المتعلقة بمراقبة حركة النفايات الخطرة عبر الحدود وبالتخلص منها، اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار، اتفاقية الأمم المتحدة لقانون استخدام المجاري المائية الدولية في الاغراض غير الملاحية. تقرير وتصوير: عبلة درويش |