وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الوشم.. حاجة مختلف عليها

نشر بتاريخ: 13/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
الوشم.. حاجة مختلف عليها
بيت لحم- معا- يزداد إقبال الشباب والفتيات على رسم "الوشم" على أجسادهم، الامر الذي يطرح تساؤلا ما إذا كان سبب هذا الإقبال وخاصة وشم الحاجب رغبة ام حاجة.

ويعرف الوشم اصطلاحا على جسم الانسان كنوعا من التعديل الجسماني والزخرفة، بينما على جسم الحيوان - والذي هو أكثر شيوعاً - فيكون لأغراض تحديد الهوية أو المالك لهذا الحيوان.

وعرفت البشرية الوشم منذ قرابة 3000 سنة قبل الميلاد، فهو ممارسة قديمة وظهرت أجساد عليها أكثر من 50 وشماً ويعتقد أن الإنسان الأول استخدمها للإشارة إلى عقيدته الدينية أو القومية أو إخافة الكائنات الأخرى.

مراكز الوشم تشهد اقبالا كبير من قبل النساء

أكد نبيل قمصية خبير تجميل يعمل في المجال منذ عدة سنوات ان هناك زيادة ملحوظة في توجه السيدات والشابات لعمل وشم الحواجب خلال العامين الماضيين فاقت الـ 70% ، مرجعا ذلك إلى أن الوشم أفضل وأسرع لهن بدلا من مواد التجميل التي تأخذ وقتا أطول، إضافة ان النساء يرغبن بمواكبة الموضة وتقليد الفنانات والمطربات.

واما عن الوشم على الجسد فقال قمصية ان هناك ازديادا ملحوظا نسبيا لدى الفتيات لوضعه خصوصا على الكتف أو كف القدم أو اليد مرجحا أن ذلك سببه متابعة الموضة. وكذلك ينتشر وشم الجسم ايضا لدى الشباب .

وأوضح أن الطلب على رسم الحواجب منتشر في كافة الفئات العمرية ما عدا طالبات المدارس اما على الجسد فهو منتشر أكثر في صفوف الشابات.



خالد غريب صاحب مركز لعمل الوشم في بيت ساحور قال لـ معا، إن هناك إقبالا كبيرا من قبل الفتيات بشكل خاص على رسم الوشم"التاتو" وليس فقط في منطقة الحاجب بل أيضا على أنحاء الجسم المختلفة، وأوضح أن الأسباب قد تكون نتيجة رغبة بعض الفتيات بتقليد مغنية أو فنانة معينة ، بالإضافة إلى أنه بات بمثابة عملية تجميل، وكون المرأة تحب دائما أن يكون مظهرها جميل، فهي تلجأ إلى الوشم بشكل كبير، بالإضافة الى انه يعتبر عامل من عوامل الجذب، حسب وصفه.

وفي سياق متصل حول الفئة العمرية التي تقبل على عمل الوشم، أشار خالد إلى أن الأعمار متفاوتة وهناك الكثير من النساء الكبيرات في السن يلجأن إلى رسم الحاجب بشكل خاص.

أوضح خالد أن هناك مواد متنوعة لعمل الوشم بعضها من صنع الصين والبعض الآخر من صنع دول أخرى وجودتها متفاوتة حسب الطلب والسعر، واضاف غريب ان رسم الوشم يتم بأمان صحي موضحا ،انه قديما كان الجهاز يضع في ماكينة خاصة للتعقيم، إلا أن الأمر اليوم بات أسهل بكثير حيث أن كل إبرة لا تستخدم إلا مرة واحدة، الأمر الذي يجعل الوشم لا يشكل خطر انتقال الأمراض من شخص إلى اخر، ويقلل من خطورته.

إزالة الوشم
خالد غريب أوضح انه يمكن ازالة الوشم عن طريق الليزر، إلا انها تعتبر طريقة غير مجدية ونتائجها غير مضمونة، بالاضافة إلى وجود اثار جانبية. ولكن هناك ايضا طريقة اخرى يستخدمها هو شخصيا حيث يمكن وضع وشم بلون قريب من لون البشرة الأمر الذي يجعل الوشم يختفي، مشيرا انه يستخدم هذه الطريقة في الرسومات الصغيرة، وخصوصا لتغير رسمة الحاجب.

المرأة العاملة والوشم
وفي مقابلة أجرتها مراسلة معا مع إحدى السيدات العاملات "ر. ا"، عن سبب لجوئها إلى رسم الحاجب عن طريق الوشم قالت: إن متطلبات الموضة والعصر تجبر المرأة على أن تكون عصرية وتلاحق الموضة، بالإضافة إلى انه بات يختصر الكثير من الوقت والجهد وبات حاجة يومية وليس فقط مجرد موضة، ومن أهم الأسباب الذي جعلها تلجأ إلى الوشم هو ضعف لنمو الشعر في منطقة الحاجب.

وأشارت إلى أن وضع مساحيق التجميل قد يستغرق قرابة النصف ساعة يوميا، ورسم الحاجب بالوشم يساعد على تقليل الوقت إلى النصف، وهذا ما تحتاجه المرأة العاملة وهو أن تظهر بأبهى صورة و بأقل وقت ممكن وأيضا بأقل تكاليف، وإن كان الوشم باعتقادها تكلفته عالية في فلسطين، وأوضحت أن عمل رسم الحاجب قد كلفها 800 شيكل، وهو عالي نسبياً إلا انه يوفر الكثير من مساحيق التجميل التي كانت تستخدمها سابقاً.

ومع اقتراب فصل الصيف أشارت إلى أن الحاجة اكبر إلى الوشم وخاصة أن مساحيق التجميل لا تدوم مع ارتفاع درجة الحرارة، وأيضا مساحيق التجميل لا تشجعها على ممارسة هواية السباحة بكل شجاعة، إلا أن الوشم جعلها أكثر شجاعة أن الحاجب لن يزول مع المياه والسباحة.


قلق من رسم الحاجب بالوشم


وفي مقابلة أخرى أجرتها مراسلة معا مع إحدى السيدات العاملات وهي ممن يعارضون وضع الوشم على منطقة الحاجب ، قالت "ج. ف" : إنها متخوفة، موضحة أن الموضة متغيرة ومتجددة، وفي الفترة الماضية كان هناك تغير كبير في شكل الحاجب مثل التغيير من الشكل الرفيع، إلى الشكل الأكثر سمكاً، بالإضافة إلى أشكال متعددة، ولان الوشم دائم من الممكن أن يجبر المرأة على الالتزام بشكل معين للحاجب، ما يمنعها من ملاحقة الموضة بشكل مستمر. بالإضافة إلى انه في الفترة الأخيرة بات التطور كبير حيث انه اليوم من الممكن أن يتم زراعة الشعر وعدم اللجوء إلى الوشم نهائيا في منطقة الحاجب.

ويبقى القلق موجود، بسبب التخوف من نظافة مراكز التجميل وتوفر التعقيم اللازم، بالإضافة على عدم معرفة غالبية الإناث عن محتوى المادة التي تدخل الجسم.

وأشارت إلى أن الالتزام بالعمل وبساعات الدوام بات يجعل موضوع الوشم أمر قائم لتوفير الوقت.


موقف الدين من الوشم

وأوضح مفتي بيت لحم عبد المجيد عمارين لـ معا: انه إذا كان الوشم عن طريق وضع اللون داخل الجلد فهو حرام أما إذا كان فوق الجلد فهو جائز.

وتعقيبا على إزالة الحاجب وعمله عن طريق الوشم قال: "هناك شعر جاء الأمر بحرمة إزالته ومنه شعر الحاجب ويسمى هذا الفعل بـ "النمص"، وأشار إلى ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله".

واشار الى أن الله خلق المرأة والرجل على درجة من الجمال، وأوضح إلى ضرورة الالتزام بالدين وعدم المس بالجمال الرباني واعتبر أن الجمال الفطري أحلى وأجمل من التلاعب فيه حسب تعبيره.

وعن موقف المسيحية من الوشم قال الأب عيسى ثلجية لـ معا، انه لا يوجد موقف خاص للمسيحية من عمل الوشم إلا انه يعتبر مثله مثل الدخان والمشروب، وأشار إلى كلمات القديس بولس الرسول: "كل شيء يحل لي ولكن ليس كل شيء نافع".

وأوضح أن الوشم هو من العادات القديمة وموجود منذ عدة قرون في جميع أنحاء العالم، وبالرغم من بعض المحرمات التي تحيط بالوشم، إلا أن هذا الفن لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في مناطق متعددة من العالم.

وأشار إلى أن الشباب الفلسطيني لا يأخذ من الغرب إلا العادات السيئة، الأمر الذي جعل التاتو ينتشر كثيرا في فلسطين في الفترة الأخيرة.
تقرير: رشا أبو سمية