وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عندما..يبكي الرجال

نشر بتاريخ: 13/05/2015 ( آخر تحديث: 13/05/2015 الساعة: 19:13 )
عندما..يبكي الرجال
بقلم : بدر مكي
قبيل الإنتفاضة الأولى..كان الدوري ساخناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى..كنت حينها محرراً في جريدة الشعب المقدسية..كان أبناء المخيم في بلاطة..يقارعون الإحتلال بشكل يومي..أحببنا المخيم ومقاوميه..وامتد ذلك الى فريقه الكروي..الى الجدعان..أطلقت عليهم لقب الجدعان..لأنهم أثبتوا علو كعبهم في ميدان الكرة..وعنفوانهم وأصالتهم في ميدان مقاومة المحتل.

المخيم..الحكاية والرواية والقضية..كان لزاماً علينا أن ننتصر لهم..مغاوير فدائيون..وأحباب الله أيضاً..كنت أتابع أخبارهم في كل وقت..أصبح عشقي لهم أبداً..لا يمكن المساس به..حتى في الغياهب..كان لي أصدقاء من هذا المخيم العظيم..الذي أصبح أسطورة..في الإنتفاضة الأولى.

في بطولة الدوري..كنت أشاهد النماذج الحية من الفرسان..يصولون ويجولون في الملاعب..عبر شاشة التلفاز..يقدمون كرة جميلة..فيها أبجديات وفنون الكرة...من جميع اللاعبين..يقودهم على الدكة الحارس الأمين خليفة الخطيب..الذي دافع عن عرين بلاطة لسنوات طوال..وصديقه مايسترو الدفاع..كمال حمدان..كان صديقاي الخطيب وحمدان..قمة في الإخلاص والعطاء والإنتماء..ولهذا خرج هذا الفريق الى العلن..معلناً..أن الجدعان..سيكون لهم كلمة وشأن في حراكنا الرياضي..وهكذا كان..نافسوا على اللقب..وفعلوا كذلك في المنافسة على الكأس..ولكن شاءت الأقدار أن يكون في الطريق..فريق من طينة الغزلان..أصحاب القامة الرفيعة في الأداء والإنتماء..وكذلك أهلي الخليل..في نهائي الكأس..الذي كان عنواناً للتجديد والتطور..وهكذا فاز الغزلان بالدوري والأهلي بالكأس..ولكن الجدعان كتبوا حكاية فريق..ترفع له القبعة..إعجاباً وتقديراً..لمسيرة موسم كامل.

في أسبوع واحد..خسر الجدعان لقب الدوري..وسرعان ما خسروا لقب الكأس..عندها بكى خليفة الخطيب..رجل المهمات الصعبة في المخيم..الذي حمل على أكتافه عبء الوصول بالجدعان الى ما وصلوا اليه..تأثرت كثيراً..عندما شاهدت صديقي..عبر التلفاز..يبكي بحرقة..كم كنت أتمنى.. أن أشاهد الخطيب على منصة التتويج يحمل أي من اللقبين..ولكن شاءت الأقدار..أن تذهب الألقاب لمن يستحقها أيضاً.فالغزلان والأهلي..يستأهلان.

في المخيم..يتحدثون..عن أبناء أبورويس..والبدرساوي..والحبيب أبوحبيب..وأردنية..ومساعد..ووسيم..وأبووردة..وفادي لافي..وعبدالله الصيداوي..و الحوتري..و أبوليل..و وليد..ويجب تكريم الفرسان..قدموا أخلاق الفرسان في الميدان..ويجب تكريمهم على هذا الإنجاز.

وأصبح الفريق عنواناً للمخيم..ولذا يجب المحافظة عليه..وتكلم المخيم..وتقدم في مشواره الوطني..وقد أصبحت الرياضة جزءاً من مشروعنا الوطني..وحري ببلاطة..أن يساهم كما يفعل على الدوام بتقديم إستحقاقه لفلسطين..وهكذا كان المخيم في المقدمة..كعهدي به دائماً..
وسلام عليكم..أبناء المخيم الحبيب..في كل وقت..وقد كنتم وما زلتم..خير أمة أخرجت للناس،وأنتم القابضون على الجمر والمفتاح الى يوم الدين.

الأهلي..نموذج رائع
وحصد أهلي الخليل اللقب الأول في تاريخه..الكأس الذي زيَن خزائن النادي..الذي يقوده كفاح الشريف..المعروف عنه بالإدارة الناجحة..وهذا أحد أهم عناصر التتويج.. الإدارة التي يأتي من خلالها التخطيط..حتى الوصول الى بوابة النجاح..

رئيس النادي الشاب..يستحق التحية عما قام به في النادي الأهلي..بعد صراع محموم أمام بلاطة..ولكنن ذلك جاء بفضل جهود مضنية توجت بأداء راقٍ في دوري المحترفين..و مدرب محنك من بلاد الطليان..ومجموعة من اللاعبين المميزين المخلصين في الميدان.

لا خوف على الأهلي..في قادم الأيام..وقد أثبت أنه من طينة الكبار..وقد درس القائمون على النادي الأهلي..أهمية التحول الى شركة منتجة..لأن الفكر في الأهلي..فكر إقتصادي وطني..مجبول بعقلية الإنسان الخليلي العملي..الذي يؤمن بقدراته على الإبداع والتميز..والذي نفخر به دوماً.

نجحت منظومة الأهلي في امتحانها الأول..وأعتقد أن هذه المنظومة ..ستتحول الى نموذج يحتذى..وسيكون لها كلمة في الشأن الرياضي..في المسابقات المقبلة..ولن يتوقف الأمر عند لعبة كرة القدم..بل سيطال مناحي أخرى..وألعاب أخرى..وهذا بالفعل مكسب لرياضتنا الفلسطينية التي تحتاج مثل هكذا نماذج للتطور.


للواد..تحية

أنهى واد النيص مهمته الأسيوية،بالخروج من دور المجموعات مرفوع الرأس،كونها المشاركة الأولى له،ولكن الواد قدم ما عليه،ويجب تقييم مشاركته في ضوء الإنجازات التي تتواصل للكرة الفلسطينية.

شكراً للواد الذي كان عند حسن الظن،وللقرية الصغيرة بعددها..الكبيرة بإنتمائها وعطائها..ولشبابها..الذين أثبتوا أنهم من طينة الكبار.
وأهم ما ينقص المدرب القدير عبدالفتاح عرار،خلو الدكة من البديل الكفؤ..لأن الواد لعب على عدة جهات..البطولة الأسيوية،المحترفين،والكأس..ولهذا كان يحتاج الى عناصر أخرى..سيما أن الغيابات قد أثرت عليه.

المهم أننا استضفنا فرقاً من الأردن،العراق،والبحرين..وكنا على قدر المسؤولية..التي تؤهلنا لقادم الأيام..وأننا جاهزون على الدوام.