ذكرى النكبة.. تغير الزمن وبقيت حكايات الهجرة
نشر بتاريخ: 14/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
غزة - معا - تشهد هذه الأيام الذكرى السابعة والستين للنكبة الفلسطينية التي على أثرها تشرد الاف الفلسطينيين من بيوتهم هائمين على وجوههم بين مخيمات المعاناة واللجوء، تاركين بيوتهم وممتلكاتهم لتبدأ رحلة الشعب الفلسطيني على سفينة المعاناة والحسرة والألم وتحديدا بتاريخ 15 يونيو عام 1948 حيث يشهد هذا التاريخ على حكاية شعب تهجر قسرا ورغما عنه من أرضه لتسطو عليها عصابات اسرائيلية بقوة السلاح في ظل صمت دولي رهيب.
معا زارت عددا من كبار السن الذين عاشوا هذه الفاجعة ليرووا لنا ما عاشوه وعاصروه في تلك اللحظات العصيبة.
خوف وهلع
من على فراشها وفي بيتها الكائن بمخيم رفح للاجئين تقول الحاجة صبحية صالح "أم مطيع" :" عندما حلت بنا النكبة كنت ابنة 10 سنوات وكنت أعيش مع اسرتي في بيتنا المتواضع ببئر السبع ".
وأضافت لمراسل معا: أتذكر أن اليهود قبل النكبة بدأوا بإقامة تجمعات سكنية لهم وكانت تحدث اشتباكات بينهم وبين الثوار ولكن بعد مرور وقت زادت المجازر الإسرائيلية وقتلهم وتنكيلهم بالسكان الفلسطينيين وعمليات الاغتصاب لا سميا بعد مذبحة دير ياسين ". .jpg?_mhk=387cee6f008eb9af139ef47e3542b1cca34d69b922310a80ec2e9b75db2187e75289cbfeccac94bc3818eb96d783c35e' align='center' />
331600
331599#
لحظات عصيبة
وتصف أم نايف لـ معا كيفية هروب عائلتها من بيتهم بيبنا قائلة:"مع اشتداد القتال قرر أبي ترك البيت وفعلا حملنا أمتعة قليلة وسرنا ليلا مدة يومين مع بعض الجيران إلى أن وصلنا إلى منطقة لا أتذكرها وحطت رحالنا هناك ".
وأضافت:" لم يكن معنا طعام فتقاسمنا الأكل مع جيراننا وكان لا يكفي، فذهبنا إلى إحدى مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين والتي تحولت لمساكن للعائلات المهجرة ".
ونوهت الى أن وكالة الغوث قامت بتوزيع المواد التموينية من حليب وخبز وعدس وفول على اللاجئين وكذلك البطاقات التموينية.
واختتمت :"تلك الأيام كانت عصيبة لن أنسى صوت المدافع الاسرائيلية والطائرات التي كانت تقصف في كل مكان والمذابح التي ارتكبت بحقنا فأنا مازلت أتذكر ذلك واسرد هذه الحكايات لاحفاديس لكي لا ينسوا أرضهم وبيتهم الذي نهب وسلب إبان التشرد والهجرة".
شواهد وأدلة
يقول الدكتور نسيم شلوف الباحث بالشؤون التاريخية والمحاضر بجامعة الأقصى بغزة:" بعد انتهاء الانتداب البريطاني صوت مجلس العموم البريطاني في 10/مارس/1948 على إنهاء الانتداب على فلسطين اعتباراً من 15/مايو/1948 كانت الوكالة اليهودية حكومة داخل حكومة الانتداب لها حق الإشراف على كل ما يتعلق باليهود من أوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية وإدارية وثقافية كما كانت الممثل الرسمي لليهودية العالمية في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين".
واستطرد في حديثه لـ معا :" اليهودية العالمية هي التي حققت عملياً فكرة الوطن القومي وأشرفت على ولادة دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة وقد جاء في البند الثالث من بيان الانتداب الذي أقره مجلس عصبة الأمم عام 1922م: تعترف سلطات الانتداب البريطاني على فلسطين بوكالة يهودية صالحة كهيئة حكومية لإسداء المشورة والمعونة إلى إدارة الانتداب في فلسطين في الشئون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الأمور التي تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان في فلسطين وكما جاء في البند السادس من البيان نفسه: أن عصبة الأمم تطالب إدارة الانتداب البريطاني في فلسطين بأن تشجع بالتعاون مع الوكالة اليهودية نشر اليهود في سائر الأراضي الفلسطينية بما فيها الأراضي الموات وعرضت إنجلترا المشكلة على هيئة الأمم المتحدة واثبت المنظمات الدولية أنها العدو الثاني بعد إنجلترا فقد صوتت الأمم المتحدة على قرار التقسيم لصالح اليهود في 29/نوفمبر/1948م لو لم يحصل اليهود والصهاينة وحلفاءهم على قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل لحققوا ذلك بالقوة على الأرض فاليهود كانوا ومازالوا يريدون فلسطين كلها فهم يريدون أرض خالية من السكان واعتبار ما تبقى من الشعب الفلسطيني صاحب البلاد جالية صغيرة وتعيش على هامش السيطرة الفعلية لليهود".
وأشار شلوف الى أن النكبة كانت جزءا من المؤامرة الدولية الكبرى على فلسطين ومع الأسف الشديد أن الدول العربية التي دخلت للحرب وحماية الفلسطينيين من آلة القتل للمنظمات الإرهابية الصهيونية كانت ضعيفة بالمقارنة مع هذه المنظمات التي بذلت بريطانيا الغالي والنفيس في إعدادها إعدادا جيدا للسيطرة على فلسطين ومساعدتها بكل الوسائل والإمكانيات.
واختتم حديثه لـ معا:" كل هذه الأسباب إضافة إلى المجازر أدت في نهاية الأمر إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم وتدمير قراهم وبداية مشوار اللجوء المستمر في صورة درامية بين غزة والضفة الغربية والدول العربية".
ويحيي الفلسطينيون الذكرى الـ 67 للنكبة التي حلت بهم دون ان تتغير حياتهم كثيرا من يومها الى اليوم فالمعاناة لا تزال مستمرة.
تقرير عماد عيد