نشر بتاريخ: 14/05/2015 ( آخر تحديث: 14/05/2015 الساعة: 19:03 )
جنين -معا- نظم المركز الفلسطيني للدراسات وحوار الحضارات ورشة عمل في الجامعة العربية الأمريكية حول دور التوعية المجتمعية في البناء الديمقراطي، وركزت الورشة التدريبية التي ادارها ناصر الشيخ علي على تعريف الديمقراطية قبل الانتقال إلى مفاهيم البناء والتحول الديمقراطي في المجتمعات الإنسانية عموماً.
وفي هذا السياق قدم د.ايم يوسف استاذ العلوم السياسية ورقة عمل تم التركيز فيها على أن الديمقراطية هي فلسفة حكم وحياة قائمة على مجموعة من الأسس أهمها قائمة الحريات الأساسية والحقوق العامة، والفصل بين السلطات واستقلال القضاء وسلطة القانون والتعددية السياسية والفكرية والانتخابات الدورية والتبادل السلمي للسلطة السياسية وسلطة منتخبة ذو طابع مدني تسير الجيش .
كما وميزت الورشة بين التحول الديمقراطي من جهة والبناء الديمقراطي من جهة أخرى حيث يشير المصطلح الأول – التحول الديمقراطي- إلى الانتقال من مرحلة النظام غير الديمقراطي إلى مرحلة النظام الديمقراطي بناء على معايير واضحة ومحددة مرتبطة وفي إطار سياق زماني. أما البناء الديمقراطي فهو أكثر مرحلة من التعزيز والانتقال إلى مرحلة أكثر نضوجا في المجتمعات الديمقراطية حيث يسود العدل النسبي والحريات النسبية ودرجة لا بأس بها من التثقيف السياسي والتربية التوعوية والتسامح المجتمعي والقيم الفردية العامة.
وناقش المشاركون كذلك اهم ما يميز الثقافة الديمقراطية التوعوية ذات الجذور المجتمعية، حيث أنها تعكس احد مراحل البناء الديمقراطي في المجتمعات البشرية، وعرفت تلك المجتمعات نماذج مختلفة من البناء المجتمعي الديمقراطي. وأهم نماذج البناء الديمقراطي تلك المتعلقة بالتحولات من أعلى الهرم السلطوي سواء كانت المؤسسة الفوقية كانت مدنية أم عسكرية. بالضافة الى التفاوض بين المعارضة السياسية الفاعلة ونظام الحكم حيث توضع كل الملفات على طاولة التفاوض بشكل يضمن الحد الأدنى من الحريات والحقوق، عدا عن التحرك من قبل الشعب والقاعدة الشعبية.
وناقشت الورشة كذلك السياقات النظرية والعملياتية التي تدفع باتجاه البحث الحثيث عن خلق حالة من التفاعل الديمقراطي والتوعية المجتمعية منها، أزمة الشرعية وأزمة التنمية ودور المجتمع المدني خاصة في مجتمعات دول العالم الثالث التي تعاني من إشكاليات الحكم والحكمانية والفساد والتنمية وتوزيع الموارد والمصادر والعدالة الانتقالية.
وتم التطرق الى دور الجامعات والحركات الشبابية والطلابية، ومنظمات المجتمع المدني بحيث تكون جميعها جزء من إستراتيجية التوعية والتثقيف التي تقوم بها لصالح المجتمع، والتغيير العام عبر آليات واضحة ورؤية واقعية. وتم التأكيد على ان التعليم في مختلف المراحل والمناهج الدراسية والتعليمية والقيم الأسرية والمجتمعية ومراحل النمو الاقتصادي ونمو الطبقة الوسطى والتفسير المجتمعي للدين والعادات والتقاليد، كلها عوامل وسياقات هامة لإيجاد حالة عامة من التحول الحقيقي باتجاه الديمقراطية والحكم الرشيد والتنمية العادلة والمستدامة.