وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بطولات الطائرة التنشيطية وضعت الكرة في ملعب إتحاد اللعبة بقلم - محمد الرنتيسي

نشر بتاريخ: 13/09/2007 ( آخر تحديث: 13/09/2007 الساعة: 15:31 )
بيت لحم - معا - - عوداً على بدء.. وفي قراءة سريعة لبطولات الكرة الطائرة التنشيطية التي نظمت خلال الشهر المنصرم، نعود مرة أخرى للحديث عن جدوى هذه البطولات وما أفرزته من نتائج في ظل الصمت الرهيب لإتحاد اللعبة في الآونة الأخيرة، الذي أضاع علينا موسماً آخر دون إقامة ولو بطولة رسمية واحدة. بالأمس القريب فرغت ثلاث أندية فلسطينية هي جيوس ورنتيس ورمون من تنظيم بطولاتها السنوية المعتادة بالكرة الطائرة، علها تشفي غليل عشاق ومحبي اللعبة، وتلبي رغبتهم في الاستمتاع بهذا اللون الشيق من الرياضة. هذه البطولات وإن كانت تجري بإشراف فخري من إتحاد الكرة الطائرة الفلسطيني، إلا أنها تأتي في ظل غياب تام للبطولات الرسمية خاصة بطولة الدوري التي تفوق في أهميتها البطولات الأخرى. فهذا صيف آخر قد انقضى، وعام آخر يوشك أن يودع راحلاً، دون أن تقام أية بطولة رسمية، سواء الدوري أو الكأس أو حتى الدرع، اللهم أن اتحادنا المبجل أنهى بطولة الدوري بداية هذا العام، بعد أن كان بدأها قبل نحو عامين!!. فبطولة الدوري التي اختتمت قبل عدة أشهر بتتويج جيوس بطلاً لها، وهذا للعلم فقط، هي بطولة دوري العام 2005، ولا أجد تفسيراً هنا لكل هذه المماطلة في إقامة البطولات الرسمية، أو حتى في إنهاء البطولات (الموسمية) إن أقيمت، والتي عادةً ما تنتهي في العام التالي، وبذلك فإن الاتحاد يظل (ملحوق) بعام وموسم رياضي واحد على الأقل. نعم.. لقد استمتعت الجماهير بالبطولات التنشيطية الثلاث، بطولة جيوس التنشيطية، وبطولة الشهداء السابعة لنادي رنتيس، وبطولة صبرا وشاتيلا الثانية عشرة لنادي رمون، لكن هذه البطولات وإن كان لها دور كبير في تكريم الشهداء وتنشيط اللعبة والأندية الممارسة لها، إلا أنها تبقي هذه الأندية على حالها دون أن ترتقي ولو درجة واحدة على سلَم تصنيف الإتحاد. لقد بدا واضحاً وجلياً من خلال هذه البطولات أن هناك فرقاً تحجز مقاعد لها في ترتيب متقدم في الدرجتين الممتازة والأولى، لا تستحق أن تلعب في أكثر من الدرجة الثانية، أو حتى الثالثة، مع كل الحب والاحترام لهذه الفرق وللجهود التي أوصلتها لهذه المراكز. وعلى الجانب النقيض فإن هذه البطولات أكدت أن هناك فرقاً (مظلومة إتحادياً) فهي تلعب في الدرجتين الثالثة والثانية وهي والله وبشهادة القاصي والداني، وباعتراف سماسرة ومتابعي اللعبة تستحق أن تأخذ مكانها الطبيعي بين فرق الممتازة أو الأولى على أقل تقدير!!!. وهنا أسأل هل يستحق فريقاً في الممتازة أو الأولى ولا يوجد لديه فريق يشارك به في بطولة تنشيطية، أن يحجز مكاناً ليس مكانه ومقعداً لم يخصص له ولا هو مكتوب بإسمه طوال هذه الفترة، وهل يجوز أن نترك فريقاً يعاني من سكرات الموت ويحتضر بين فرق المقدمة فقط لتاريخه العريق!!!. وفي المقابل إلى متى ستبقى فرق الثالثة والثانية التي تفوقت وبفارق كبير خلال البطولات الثلاث المذكورة على فرق الأولى والممتازة تراوح مكانها، وألا تستحق من إتحادنا الكريم أن يفتح الطريق أمامها لتنطلق وتحلق حيث يحلو لها في المقدمة. والله يعز عليّ كرياضي وكعاشق ولهان للكرة الطائرة أن يغيب أي فريق من أصحاب العراقة في هذه اللعبة عن أي بطولة، ويغضبني كثيراً ما أسمع حول الفريق الفلاني الذي كان بطلاً من أبطال اللعبة ولا يجد الآن ستة لاعبين يكمل بهم فريق للمشاركة في بطولة تنشيطية أو مباراة ودية، ولكن هنا أقول.. أن غياب فريق أو فريقين من أقطاب اللعبة وعمالقتها السابقين لا يعني انتهاء عهد اللعبة، ولا يعني أن هذه الفرق لا تعوض، وأنه لن يأتي غيرها. وفي الختام أشكر أندية جيوس، الفريق الذي أدمن البطولات واعتلاء منصات التتويج وأثبت أنه لا يتأثر بغياب لاعب أو لاعبين عن صفوفه ولا يثنيه ذلك عن المشاركة في أية بطولة رسمية كانت أم تنشيطية، ورنتيس الذي أعاد هيبته بين الكبار، ورمون الفريق العنيد حامل راية الكفاح.. أشكرهم على بطولاتهم التنشيطية الناحجة والتي أثبتت من خلال المشاركات الواسعة فيها من مختلف أندية الوطن أن الإدارة الناجحة تعمل ولا تتقوّل، وأن بالإمكان تنظيم بطولات الاتحاد وإنهائها في مواعيدها بنجاح، وخاصة في ظل الرغبة الجامحة من الأندية الفعالة والنشيطة بإقامة تلك البطولات. عذراً أتحاد الكرة الطائرة.. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول الشهر الفضيل وانتهاء الموسم الرياضي.