|
خنساء فلسطين جدة الشهداء الاطفال الثلاثة من عائلة أبو غزالة ورابع خلف ستائر العتمة
نشر بتاريخ: 13/09/2007 ( آخر تحديث: 13/09/2007 الساعة: 21:19 )
غزة- معــا - إيمان أبو العدس - بنظرات حزينة لا حول لها ولا قوة وعينان تومضان بالدموع لخصت جدة الشهداء محمود (12سنة) ويحيي (13 سنة ) وسارة أبو غزالة (10 سنوات) حالها بعد رحيلهم.
" مائدة الإفطار لن تكون كالسابق وما عدنا حتى نكترث لتناول الطعام سويا يكفينا أن تشاطرنا ألم الجرح " بهذه العبارة أعربت جدة الشهداء عن عميق حزنها على دم أحفادها المهدور بعد أن قضوا على الفور اثر إصابتهم بقذيفة مدفعية إسرائيلية في 29 - 8 من الشهر الماضي. أجهشت بالبكاء لذكر أسمائهم فاستكمل عنها ابنها ( والد يحيي ) الحديث قائلا :" لم يكونوا سوى أطفال يلعبون وهذا كل ما ارتكبوه من ذنب ". اما والد يحيى فاشار إلى تفهمه لكون الشعب الفلسطيني دوما مهدد بالخطر لكن هذا لم يغير شيئا في حال الجرح الذي امتد من وريد العائلة إلى شريانها . وأضاف :" الإسرائيليون اعتذروا على خطئهم في تحديد مسار الصاروخ ولكني لا اصدق هذا الكلام لان أطفالنا كانوا يلعبون بشكل يومي في ذات المكان عدا عن كونهم مجرد أطفال". ضرب كفا بكف مشيرا بأسف لأمهات الشهداء اللواتي اكتفين بمتابعة الحوار بصمت كسرته والدة الشهيد محمود بقولها " حتى الأطفال باتوا يخافون اللعب بالخارج فالشارع يذكرنا بهم و مائدة الطعام تذكرنا بهم وما من بقعة إلا ونبكيها عليهم " أما أم الشهيدة سارة فلم يعد هناك من أمل ترجوه على حد تعبيرها . وقالت :" نحن لم نفقد الشهداء الثلاثة وحسب بل فقدنا من العائلة أربعة فحتى عم الشهداء أسير لدى حكومة الاحتلال مما يسلبنا بهجة شهر رمضان أكثر فأكثر هذا ان عدنا نعرف معنى البهجة ". وقد كان عم الشهداء قد اعتقل منذ عام ونصف بتهمة أمنية ويحتجز دون محاكمة حتى اليوم . ومن المفارقة قول عمة الشهيد يحيى انه و بالرغم من أن ما حدث لم يكن في الحسبان إلا أنها كثيرا ما كانت تشاهده يحفر قبرا صغيرا ويكتب عليه " الشهيد يحيي" , وأضافت :" لربما لم يصدقه أحدا في حينها إلا أن اجتماعنا على مائدة الإفطار اليوم دونه يجعلنا ندرك أنها حقيقة ". وقالت جدة الشهداء " ان كانت الحادثة قد أصابت العائلة كاملة بالخسارة إلا أننا لم نفكر بالرحيل عن أرضنا أن رسخنا جذورنا فيها منذ 38 عاما فلسنا وحدنا في خطر , كل الوطن في خطر ". أضافت " أعي أن حكومة الاحتلال هي المسئول الأول والأخير عما حصل لكن هناك شطر من الذنب تتقاسمه الفصائل الفلسطينية المتفرقة التي أوصلتنا إلى هذا الحد من الضعف ". غطت وجهها بطرف ردائها البدوي المطرز بحسرة وقالت " ولكن ما نفع كتابة الحبر بلا الورق " |