وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بذكرى النكبة- لاجئو رفح يعانون من التهميش

نشر بتاريخ: 17/05/2015 ( آخر تحديث: 17/05/2015 الساعة: 12:26 )
بذكرى النكبة- لاجئو رفح يعانون من التهميش

غزة - خاص معا - مع حلول الذكرى الـ 67 للنكبة والتي على اثرها تحولت حياة الشعب الفلسطيني إلى نموذج من حياة التشرد والتشرذم في مخيمات لجوء لا تقي حرارة الصيف ولا برد الشتاء سواء في غزة أو الضفة أو مخيمات للاجئين بالأردن وسوريا ولبنان، وأصبحت هذه المخيمات تقدم صورة جلية لا تشوبها شائبة عن مدى صعوبة الحياة وقهرها للاجئ الفلسطيني.


معا التقت زياد الصرفندي رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم رفح حيث شرح أوضاع اللاجئين بمخيم رفح وابرز مشكلاتهم.

عدد اللاجئين في محافظة رفح
بالنسبة لإعداد اللاجئين في محافظة رفح، فهم يمثلون أكثر من 78 % من عدد سكان المحافظة والدي يقدر حسب آخر إحصائية 200 ألف و800 نسمة، وفق مركز الإحصاء الحكومي.


تقييمك لأوضاع اللاجئين في رفح
بالنسبة لأوضاع اللاجئين في المحافظة... بشكل عام رفح من أقدم المخيمات التي أنشئت في العام 1948 وأكبرها على صعيد مخيمات قطاع غزة وقد تم بناء المخيم في مساحة لا تزيد عن الكيلو متر مربع ليحوي في حينه 49 ألف لاجيء، وتميّز المخيم في محافظة رفح بانه تواجد في قلب المدينة.. وما ميز المخيم حتى الان انه مازال يحمل أسماء القرى والمدن التي هُجّر اهلها منها من خلال استمرار تواجد اللاجئين من هذه المناطق فيه، ما جعل دائما الذاكرة حية ولامعة...

وتستمر المعاناة والفقر والبطالة في المخيمات بكل مراحل وسنوات اللجوء والتي تضاعفت بشكل لافت في العقد الأخير والعدوان المستمر واستهداف المخيم وهدم البيوت والمنازل والذي اثر بشكل كبير على الحياة داخل المخيم وعلى كافة الأصعدة.

والجدير بالذكر أن المخيم واللاجئين يعتمدون بشكل اساسي في التعليم الأساسي على مدراس وكالة الغوث "الاونروا"، والعيادات الصحية في المخيم والإعانات الاجتماعية من قبل الوكالة وهذه المساعدات لا تكفي جراء الزيادة السكانية الطبيعية وانعدام فرص العمل والإغلاق المستمر للمعابر.


ابرز صور المعاناة التي تواجه اللاجئين بمخيم رفح

مخيم رفح كبقية المخيمات تعاني الكثير من المشاكل سواء الازدحام السكاني وندرة وجود مرافق ترفيهية في المخيم بالإضافة لنسبة البطالة العالية، ومع عدم تناسب الخدمات المقدمة من الوكالة للزيادة الطبيعية وتضاعف المعاناة بالمخيم جراء العدوان المتواصل من عام 2000 والتي تسببت بهدم ما لا يقل 2800 منزل حيث كانت تحوي آلاف الاسر التي عاشت بدون مأوى لفترة.. لكن اليوم بعد تشييد وإعادة اعمار مخيم بدر والمشروع السعودي 1و2و3، والمشروع السعودي 3 مازال مستمرا لبناء اكثر 700 منزل... وبقي لدينا ما تم هدمه جراء العدوان في الأعوام 2008 و2012 و2014 ..بالإضافة للوضع الاقتصادي المتردي والاف الخريجين بدون أفق للعمل سواء في الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص، ومستوى الخدمات وحجمها بحاجة للزيادة وهنا يبزر دور اللجان الشعبية اللاجئين في الاحتجاجات المستمرة ضد سياسية الوكالة بتقليص الخدمات ومطالبتها دائما بزيادتها لا تقليصها تحت مبررات الميزانية.


دور اللجنة الشعبية في التخفيف من أعباء اللاجئين
للحديث عن دور اللجنة الشعبية للاجئين.. هنالك أهداف للجان المخيمات في قطاع غزة عامة، الأساس فيها الدفاع عن حق العودة للاجئين وتعميق الذاكرة بالثراث وتثقيف سياسي، بمعنى ان هنالك أهداف سياسية للدفاع عن حقوق اللاجئين والتصدي الدائم لكل ما ينتقص هذه الحقوق.. وهنالك الكثير من الأنشطة والفعاليات المستمرة والتي نقوم فيها... كما هناك دور مهم وأساسي مع وكالة الغوث، التصدي الدائم لكل برامج التقليص في الخدمات عبر ممارسة الاحتجاج والاعتصام واللقاءات المستمرة مع مسؤولي الوكالة من اجل أن تستمر بتأدية خدماتها وزيادتها وفق القرار الدولي رقم 302 الخاص بانشائها عام 1949.

واضاف انه وقبل عام 2007 كانت مساحات التحرك والعمل أفضل بكثير من اليوم، وللعلم كنا قد أنشئنا مركز لاجيء للتأهيل في المخيم، وهو عبارة عن مبنى يضم أنشطة متعددة من روضة للأطفال وبالإضافة لمشغل للتطريز ومختبر حاسوب، وقاعات متعددة للأنشطة، تم مصادرته والاستيلاء عليه من قبل حركة حماس من العام 2008 الى الان ولم يستفد منه المخيم.

الفعاليات التي ستنظمها اللجنة بذكرى النكبة
في كل عام تحيي اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم رفح الذكرى بالعديد من الأنشطة والفعاليات والتي كان أبرزها المسيرات التي تجوب المخيم والمهرجانات الكروية من الفرق الشعبية في المخيم والندوات والجلسات الحوارية التي تعالج اوراق عمل بقضايا اللاجئين.

بالإضافة للمشاركة في كل المناسبات الوطنية كما يوم الأرض حيث كنا نقوم بزراعة الزيتون في المناطق الحدودية القريبة من الخط الأخضر، ومن ابزر الأنشطة التي قامت بها اللجنة الشعبية تكريم ما يزيد عن 1166 طالب من مدراس الوكالة برفح من الصف الثاني للصف التاسع، عبر إقامة 5 مهرجانات مركزية في كل مناطق رفح من شرقها لغربها، وكان للجنة دور مميز في عمل حصر للأضرار أثناء العدوان الأخير بالتعاون مع الإغاثة الزراعية، وقمنا بتزويد الجهات كي تقدم المساعدات للمتضررين.


قمنا هدا العام بفعاليات مهرجان مركزي في نادي خدمات رفح تخلله كلمات سياسية تدعو للوحدة والتأكيد على حق العودة، وكذلك هناك دوري رياضي للفرق الشعبية سيكون الأسبوع القادم نهايته عبر مهرجان ختامي وتوزيع جوائز للفرق الفائزة، كذلك كانت ندوة سياسية لمجموعة من المحاورين بمواضيع لها علاقة بقضايا اللاجئين والنكبة عقدت في نادي خدمات رفح، وبالأمس كان تجمع شعبي عند دوار النجمة من ممثلي الفصائل والمخاتير والمرأة والشباب وابناء المخيم للتأكيد عل أننا كلنا مع حق العودة ولن يسقط بالتقادم.


الدور المنوط باللجنة التي ترأسها وكيفية التواصل مع اللاجئين؟
اللجان الشعبية للاجئين بمخيمات قطاع غزة تأسست عام 1996 في مؤتمرات شعبية كان انطلاقتها من أندية الخدمات وفيها كل أطياف العمل السياسي والمؤسسات والشخصيات في المخيم، ونظمنا لقاءات متواصلة مع كل الفئات المتضررة، وقمنا بمساعدتها في تشكيل اطر كي تدافع عن مطالبها ونحن كلجنة شعبية حاضنة وداعمة لهم كما في البيوت المهدومة ولجان الشؤون الاجتماعية، وما زلنا نطور من الوسائل لضمان التواصل الأكبر وفي كل القضايا.

التواصل مع المؤسسات الدولية
كنا قد عملنا علاقات توأمة بين المخيم ومدينة سانت دينس الفرنسية، ولنا أصدقاء هناك يبدون دوما تضامنهم معنا ومع فلسطين، ولكن الاغلاقات المستمرة للمعابر اضعفت حيوية تلك العلاقات، فالوضع العام والتي تمر فيه غزة يضاعف المعاناة، وعدم وجود أفاق لبدائل يمكن أن تساهم بشكل جدي في إنهاء الكثير من الأمور الحياتية والتي أصبحت مهمة لدى المخيم، لذلك مهمة إنهاء الانقسام أصبحت أمل وحلم لنا وتمكين حكومة الوفاق لأداء دورها ليكون هناك أفق في فتح المعابر وإنهاء الحصار.