وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من الفاتيكان- القديسة الكرملية بواردي

نشر بتاريخ: 17/05/2015 ( آخر تحديث: 17/05/2015 الساعة: 15:15 )
من الفاتيكان- القديسة الكرملية بواردي

بيت لحم - خاص معا - ... ولدت القديسة مريم بواردي أو مريم ليسوع المصلوب كما جاء الاسم في نذرها الرهباني في 5 كانون الثاني عام 1846 في قرية عبلين، احدى قرى الجليل الصغيرة، من عائلة تنتمي الى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك.


مات اخواتها الـ12 وهم أطفالاً، وولادة مريم كانت استجابة لصلوات كما قيل. عندما توفي والداها كانت في الثانية من عمرها، وربّاها عمها، وكما هي العادات والتقاليد المسيحية، احتفلت بواردي بمناولتها الاولى في الثامنة من عمرها. بعدها سافرت مع عمها الى الاسكندرية.


كانت في الثالثة عشر، عندما دبّر لها عمّها زواجا، لكنها رفضت وقررت الالتحاق بالحياة الروحية.


كمعاقبة على رفضها، أرسلها عمّها للعمل في منزلٍ كخادمة مصرّاً على أن تكون هذه الأعمال الأكثر شاقةً ومضنية.


في 18 أيلول 1858، أقنعت مريم عمها أنها لن تتخلى أبداً عن ايمانها، فدقّ عنقها ورماها في البرية. لكنها شفيت من جراحها وتعافت وتركت منزل عمّها، كما جاء في مذكراتها الموجودة في دير الكرمل في بيت لحم.


اعالت نفسها كخادمة تعمل مع عائلة مسيحية وتصلي. في عام 1860 التحقت براهبات مار يوسف، لكن أبت الأخوات بالسماح لها بالانضمام اليهم. فقادتها راهبةً الى الكرمل في باو سنة 1867، ودخلت لاحقاً في تلك السنة للرهبنة متخذة اسم "مريم يسوع المصلوب".


بدأت مريم في الحديث عن رغبتها تأسيس دير كرملي في بيت لحم، كات العوائق كثيرة لكنها أزيلت تدريجيا،حتى أتت الموافقة من روما. وفي آب عام 1875 أبحرت مجموعة من الكرمليات الى مكان البناء وأصبح بمقدور الراهبات السكن في الدير في تشرين ثاني عام 1876.


أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية وهي المرحلة التي تسبق القداسة حسب التقليد الكنسي المسيحي في 13 تشرين الثاني عام 1983.


وسيعلنها البابا فرنسيس قديسة في 17 أيار 2015 في ساحة القديس بطرس – الفاتيكان في روما.


معا تجولت في دير الكرمل في بيت لحم، حيث أسسته وخدمت وتوفيت به، والتقت معا بالاخت الراهبة الفلسطينية ابنة بيت لحم أيضا فريال التي قدمت نذورها أيضا في ذات الدير.


الاخت فريال رافقت معا في الجولة في أروقة الكنيسة الكرملية, التي أكدت أنها صممت بناء على رؤيا للقديسة مريم بواردي ابتداء" من الشكل الخارجي للكنيسة وصولا" الى أدق التفاصيل في الداخل.


وفي قلب الكنيسة، حيث يوجد تمثال ضخم يجسد القديسة بواردي والى جانبه صندوق مزين بألوان ورسومات تشير الى تفاصيل كنسية يحتوي على بقايا ذخائر القديسة يأتي المصلون المشتفعون الفلسطينيون وغيرهم من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة طلبا للشفاعة والتقديس أمام الهيكل.


الاخت فريال رافقت معا أيضا الى الغرفة الخاصة التي تحوي مقتنيات القديسة بواردي... من فراشها مذكراتها التي كانت تكتبها لها راهبة أخرى نظرا لأن بواردي كانت أمية، حتى ملابسها التي يرتديها المتشفعون اليوم تقدسا بها كما قالت الاخت فريال.


دير الكرمل في بيت لحم، مكان صامت شكليا مليء بالنشاط الروحاني داخليا كما توضح الاخت فريال.

وتشير الاخت فريال لمراسلة معا أن الدير بات اليوم نقطة جذب وصلاة أمام المصلين جميعا خصوصا هذه الايام التي تسبق اعلان تقديس مؤسسته ماري بواردي في الفاتيكان.


حيث شهد الدير احتفالات خاصة مؤخرا بالمناسبة التي تؤكد الراهبات على أهميتها الكنسية بل والفلسطينية أيضا، نظرا الى أن بواردي أم فلسطينية وناطقة بالعربية وخدمت المسلمين والمسيحيين من أبناء بيت لحم في قلب بيت لحم حيث الدير الذي يقابل كنيسة المهد.


جدير بالذكر أن الرهبنة الكرملية، واسمها الرسمي رهبنة إخوة سيدة جبل الكرمل، ويعرفون أيضًا باسم الكرمليون أو الكرمليت. هي رهبنة في الكنيسة الكاثوليكية تأسست في القرن الثاني عشر في مملكة بيت المقدس، وتعتمد في روحانيتها على مريم العذراء بشكل خاص.


اسم الرهبنة مأخوذ من جبل الكرمل شمال حيفا وهو المكان المذكور في الكتاب المقدس والمقترن بالنبي إيليا، حيث قبل الله قربانه في قمته ضمن التحدي مع كهنة البعل.


وضع قانون الرهبنة حسب التقليد القديس برتولد، وكانت تعتبر من الرهبنات القانتة (المتنسكة بشدة). الرهبنات القانتة وعلى العكس من الرهبنات العاملة، يقضي أعضائها أغلب حياتهم داخل الدير بداً من العمل الاجتماعي خارجه، وينفقون أغلب يومهم في الصلاة والتأمل فحسب.


لاحقًا، أجرت الرهبنة الكرملية إصلاحات في قوانينها وشاركت في مجمع ترنت الإصلاحي، غير أنها حافظت على جزء منها يتبع قوانين الرهبنة القانتة، أو النسكية، وتحديدًا الفرع النسائي من الرهبنة.


إلى جانب فرع الرجال وفرع النساء، هناك فرع الرهبنة الثالثة لأناس مدنيين يبقون في العالم ولا يعيشون في الدير ويتزوجون أيضًا إنما يلتزمون بفروض وروحانية الرهبنة.


من ضمن قوانين الرهبنة القانتة، كان افتتاح النهار بالقداس الإلهي، ثم بعض الأعمال الخدمية داخل الدير يليه صمت وتأمل حتى اليوم التالي مع ساعات نوم محددة. يمتنع الرهبان الكرمليون عن تناول اللحم طيلة حياتهم، ويصومون بدءًا من 14 سبتمبر في عيد الصليب وحتى عيد الفصح أو القيامة في أبريل.


ويتميز الرهبان والراهبات الكرمليين حول العالم ليس فقط في فلسطين بالثوب البني الطول، وتتشح الراهبات أيضًا بغطاء لرأس أسود على خلفية بيضاء.


أشهر رهبان الرهبنة الكرمليين هم تريزا الأفيلية ويوحنا الأفيلي وتريزا الطفل يسوع، وثلاثتهم من معلمي الكنيسة الجامعة فضلًا عن يوحنا الصليب.


وينتظر أن يعلن الفاتيكان مساء يوم 17 ايار الجاري في احتفال ضخم يحضره وفود رسمية دولية وفلسطينية خاصة, أن يعلن قداسة 4 نساء، منهن اثنتين فلسطينيتين، مريم بواردي والاخرى القديسة ماري ألفونسين غطاس.


وكان الفاتيكان أعلن عشية الاحتفالات اعترافه بالدولة الفلسطينية في إطار الاتفاق الذي توصل إليه ممثلو الفاتيكان والدولة الفلسطينية حول مكانة ونشاط الكنيسة الكاثوليكية في فلسطين ووسط ترحيب فلسطيني, ورفض اسرائيلي مطلق.


بحث ومقابلة: رنا أبوفرحة