|
كلما ساءت العلاقة مع حماس تحسّنت مع اسرائيل
نشر بتاريخ: 17/05/2015 ( آخر تحديث: 17/05/2015 الساعة: 14:17 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد تشكيل نتانياهو حكومته الرابعة وهي من غلاة المتطرفين ودعاة الفصل العنصري ، اصبحت الصورة معقدة اكثر لكنها لا تزال في نفس الاتجاه التراكمي ذاته . وغلاة اليمين هدّدوا بمقاطعة الحكومة الفلسطينية التي جرت بموافقة حماس على اساس اتفاق الشاطئ . وبات جليا انه كلما اقتربت منظمة التحرير من حماس تسوء العلاء بين السلطة واسرائيل ، والعكس تماما ، كلما ساءت العلاقة بين منظمة التحرير وحماس هناك فرصة لترطيب العلاقة اكثر بين تل ابيب ورام الله .
تصريح الرئيس الامريكي اوباما غداة تشكيل نتانياهو لحكومته تصريح فاشل وغير مسؤول ، تصريح للهواة وليس للمحترفين . بل ان اوباما حين عقّب على تشكيل حكومة نتانياهو ان الفرصة لن تكون مواتية لصنع السلام هذا العام ، انما يتجنب معركة كانت محتومة بين الادارة الامريكية وحكومة نتانياهو ، وهو تصريح هروبي غير مسؤول يترك للاحتلال ان يفعل ما يشاء بمن يشاء ويحمّل الفلسطينيين نتيجة انتخابات عنصرية جرت دون اي برنامج سياسي وقامت خلالها احزاب اليمين باثارة الغرائز لدى الجمهور الناخب فأثمر الامر برمته عن اسوأ اشكال الافراز العنصري المشغول عن سابق تدبير . تصريح اوباما ، تزامن مع تسريبات متعمدة للصحافة العبرية والامريكية ان هناك شروط لدى ابو مازن للعودة الى المفاوضات ومن بين هذه الشروط تحديد موعد زمني حتى نهاية 2017 لانسحاب الاحتلال واطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى والف اخر من الاسرى المرضى وابناء الاجهزة الامنية الفلسطينية وانصار فتح ومنظمة التحرير - ثلثا عدد الاسرى في سجون الاحتلال من ابناء منظمة التحرير - ووقف تهويد القدس ووقف بناء الاستيطان في الضفة واعادة المبعدين من كنيسة المهد ورفع الحصار عن غزة وادخال تسهيلات لم الشمل والتصاريح وتشغيل العمال وغيرها . وعود على بدء ، وبطريقة لا يمكن اعتبارها تلقائية ابدا ، ساءت العلاقة بين منظمة التحرير وحماس ، ففشلت زيارة الوزراء الى غزة وقام الدكتور رامي الحمد الله بتاجيل زيارته المقررة قبل اسبوعين الى غزة وعاد التراشق الاعلامي العنيف بين الطرفين وراح كل طرف يحمّل المسؤولية للطرف الاخر . نتانياهو شكّل حكومة يمين متطرف ، والكنيست منقسم والعلاقة ساءت بين حماس ومنظمة التحرير ، والرئيس اوباما اعطى نتانياهو المظلة اللازمة لهبوط امن وفي اي مكان يريد ، ووالجميع يعرف ان المفاوضات لن تنجح ولن تحرز اي تقدم في الملفات النهائية ، ومع ذلك بدأت اوروبا والرباعية والامم المتحدة وحتى بعض الدول العربية تضغط منذ الان باتجاه العودة للمفاوضات . ربما تعود الوفود للمفاوضات ، وربما بنفس الشخوص والوجوه ولبحث نفس الملفات ، وربما يفاجئ نتانياهو الجميع باتفاق عاجل يشمل قضايا مرحلية وهو ما سيربك العرب مرة اخرى ويربك القيادات الفلسطينية . اما الجمهور داخل الارض المحتلة فقد بات يعرف ان اعلى سقف لاية مفاوضات قادمة ربما لن يتجاوز عشرات الاف تصاريح لم الشمل وتصاريح الخط الاخضر ومناطق العمل وتسهيلات الحركة والتصاريح ... و" المضحك " في الامر ان الجمهور في غزة والضفة الغربية صار يتعامل مع الحكومات الفلسطينية المتعاقبة مثلما يتعامل مع اسرائيل وعلى طريقة : خد وطالب . |