وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قصة الدهيشة 85 وماذا فعلت أم خليل مع "ليفنغر"

نشر بتاريخ: 17/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
قصة الدهيشة 85 وماذا فعلت أم خليل مع "ليفنغر"

بيت لحم - خاص معا - تناقلت وسائل الإعلام يوم أمس خبر موت الحاخام الإسرائيلي المتطرف "موشي ليفنغر" 80 عاما صاحب الذكريات الاستيطانية الاستفزازية في جنوب الضفة الغربية وهو الذي ساهم في شرعنه وتوسيع الاستيطان في الخليل وكانت له حكايات في مخيم الدهيشة.


خيمة تطارد خيمة
ففي عام 1984 قام "الحاخام ليفنغر" بنصب خيمة مقابل مدخل مخيم الدهيشة بطريقة عنجهية استفزازية راح معها لمحاولات شراء بيوت داخل المخيم في خطوة اعتبرت قمة الاستفزاز لملاحقة اللاجئين حتى على غرف وكالة الغوث الرثة التي كانت أصلا خيام.


المشهد الأبرز في الصراع بين المخيم والحاخام تمثل بتنظيم مجموعات تعرف "بالأشبال" في غالبها كانت تتبع لحركة فتح تناوبت على رشقه بالحجارة والزجاجات الحارقة على مدار فترة مكوثه قبالة المخيم.


مولوتوف ورصاص
الحاخام لم يكن وحيدا عند خيمته بل كانت دوريات جيش الاحتلال ومجموعات من المستوطنين تتناوب على حمايته ومطاردة الشبان والفتيان وإطلاق النار باتجاههم مما أوقع العديد من الإصابات في حينه بالأهالي"1984-1985" وخاصة بعد المظاهرات الصاخبة التي كان يشهدها المخيم في مواجهته ومن معه من الجنود أثناء محاولات اقتحامه للمخيم.


موته مفاجأة
محمد فرارجة في أواسط الأربعينيات من العمر يعمل ضابطا في المخابرات العامة وفي المرحلة الأخيرة من رسالة الدكتوراه يعقب على خبر وفاته "أنا مستغرب أصلا ان ابن هالحرام عايش لليوم ،لأنني كنت اعتقد انه مات وشبع موت".


ويستذكر فرارجه انه امضى 5 سنوات في معتقلات الاحتلال وعمره لم يكن يتجاوز "14 عاما" بتهمة إلقاء الحجارة وزجاجات حارقة باتجاه خيمة "ليفنغر".

ويضيف لقد طلب القاضي الإسرائيلي ان نعبر عن ندمنا من فعلنا في حينه لكي يتم تخفيف الحكم علينا الا اننا رفضنا تماما ذلك ودفعنا أثمان لأفعال مارسناها بقناعة في حينه ومن غير ندم".


يوسف البلعاوي ضابط في الأمن الوقائي سمع بخبر موت الحاخام وبعد ان ضحك قال "بشرفك مات ليفنغر" لقد رشقناه كثيرا ولم يموت، كاين بسبع أرواح بس في الأخر مات ،وكل تجربته في الدهيشة كانت فاشلة بالرغم من الإثمان التي دفعناها ونحن أشبال صغار ،لم نخاف منه ولا من كل الجيش الذي كان يحميه".


ناصر ابوشيخة "ابو عرب" هو ايضا ضابط في الامن الفلسطيني عقب بقوله "صحيح كنا صغار ولكن أفشلنا مخططاته للسيطرة على مدخل المخيم ومحاولته حماية سيارات المستوطنين التي كانت تمر قبالة المخيم وجاء الرد عكسي حين أصبح المخيم شعلة من نار ضد المستوطنين وكانت حرب حقيقية استمرت حتى تفجرت كل مظاهر الانتفاضة في الدهيشة قبل سنوات من العام 1987"وقرر الاحتلال ان يشق شارع "60" بعيدا عن المخيم لربط الخليل بالقدس .


عبد الرحمن الأحمر الذي كان يعتبر احد نشطاء الجبهة الشعبية هو الأخر احد الذين امضوا سنوات في معتقلات الاحتلال بسبب مجابهة "ليفنغر" وكذلك ناصر العزة احد نشطاء جبهة النضال الشعبي في حينه،وعاهد العيسة الناشط في حزب الشعب.


ومن الأسماء التي أمضت من "3-7" سنوات في معتقلات الاحتلال بسبب "ليفنغر" ( رائد رمضان، يحيى الافندي، واحمد الجعفري، واسامة غريب، وخضر غانم، وعبد الحميد فرارجة، ومحمد ابو شرار، ومحمد المشني، وعمر الحايك، وعبد الحكيم مزهر، وعادل عدوي، وحاتم فرارجة) .


ام خليل والحاخام
وفي احد الأيام ومن أمام مسجد الدهيشة هجمت عليه المرحومة "ام خليل البلعاوي" وأمسكته من لحيته وسحبته حتى الشارع الرئيس بالرغم من تدخل الجيش الذي لم ينجح في حينه من تخليصه من بين يديها.


كما نظمت الأغاني التي تغنت بشجاعة مجموعات الأشبال في مواجهة "ليفنغر" وغنى زياد اللحام وخليل البعاوي أغنية لا زالت تتردد في المخيم "يا ليفنغر احكي الجد وارحل وبلغ إسرائيل.. من الدهيشة شفت الرد وانا نركع مستحيل.. يا ليفنغر بلغ "مشمار جفول" الدهيشة تركع مش معقول.

"مشمار جفول كلمة عبرية تعني حرس الحدود".


تقرير: محمد اللحام