|
حركة الفهود السود انطلقت من حي المصرارة
نشر بتاريخ: 18/05/2015 ( آخر تحديث: 20/05/2015 الساعة: 15:05 )
بيت لحم - معا - سمعت أجيال فلسطينية وإسرائيلية عديدة بكلمة "الفهد الأسود" كتفاعل من تفاعلات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعبر تشكيل خلايا مسلحة تابعة لحركة فتح حملت خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى هذا الاسم، وانتشرت تحديدا في مناطق شمال الضفة الغربية عموما ومنطقة "نابلس" خصوصا. تعرّف الأدبيات السياسية الإسرائيلية حركة "الفهود السود" كحركة احتجاج إسرائيلية تمثل الجيل الثاني من شباب اليهود المنحدرين من أصول عربية "الذين هاجروا من الدول العربية" ساهمت كثيرا في رفع الوعي الجماهيري للمواضيع الكبيرة التي طرحتها هذه الحركة وتحولت هذه المواضيع إلى قضايا عامة تتصدر الأجندة الاجتماعية والسياسية الإسرائيلية. أقيمت حركة "الفهود السود" عام 1971 وانطلقت تحديدا من حي "المصرارة" بالقدس الشرقية المحتلة احتجاجا على الظلم والتمييز والتفرقة التي يتعرض لها يهود الدول العربية منذ إقامة إسرائيل عام 1948 وذلك بمساعدة عمال "وحدة الشارع" التابعة لدائرة العمل الجماهيري التابعة لبلدية القدس "الإسرائيلية" الذين احتجوا على ما أسموه في حينه بتجاهل النظام الرسمي للمشاكل الاجتماعية الحادة والقتال من اجل تغير مستقبلهم نحو الأفضل. وأخذت حركة الاحتجاج اليهودية الشرقية اسمها من حركة الاحتجاج الأمريكية التي شكلها الأمريكان من أصول افريقية. وكان من ابرز وجوه "الفهود السود" والذين عايشوا وواكبوا انطلاقتها "رؤفين افرجيل، سعدية ميرتسيانو، تشارلي بيتون، رافي مريتسيانو، الي افيخزر، روني هيروفيتش، مائير ليفي، كوخافي شيمش، دافيد ليفي" وهو من سكان المصرارة وليس دافيد ليفي السياسي المعروف، يعقوب افيرجيل، اليعازر افيرجيل، كوكو درعي، كاكي ديان.
أعلن بداية عام 1971 عن ولادة الحركة وانتشر النبأ وادعت السلطات الإسرائيلية مثل أي نظام حكم "شرق أوسطي" في حينه ان مؤسسي هذه الحركة من أصحاب السوابق الجنائية لكن المخاوف الشديدة انتابت أقطاب الحكم الإسرائيلي الذين أعربوا عن خوفهم من عودة أحداث "وادي الصيلب" وهي إحدى ضواحي حيفا التي شهدت احتجاجات عنيفة عام 1959 والتي بدأت على خلفية شكوى قدمها أصحاب مقهى "روزلين" ضد شخص يقوم بأعمال عربدة ووصلت الشرطة وتعاملت مع هذا الشخص لكن إشاعات سرت عن موته فجرت مظاهرات واحتجاجات عنيفة امتدت إلى منطقة الكرمل وتحولت إلى احتجاجات تعبر عن رفض اليهود الشرقيين للتمييز والتفرقة التي يعانونها على أساس طائفي وانتهت احتجاجات التي اندلعت يوم 9/6/1959 بعشرات الإصابات بين المحتجين والشرطة . لذلك حين طلب "الفهود السود" الحق في تنظيم مظاهرة رفضت الشرطة الإسرائيلية طلبهم بحجة ماضيهم الجنائي ونفذت حملة اعتقالات احترازية لمنع خروج المظاهرة مع وعد حكومي بإقرار الميزانيات الخاصة بتطوير حي "المصرارة" مكان مولد الاحتجاجات. ورغم ذلك وحملة الاعتقالات جرت المظاهرة مطلع آذار 1971 وحظيت بتغطية واسعة وأثارت ردود فعل كثيرة لدرجة أن بعض معارضي الحركة قالوا بان قرار منع المظاهرة كان خطا ومتسرع وهو من منحها هذا الزخم الجماهيري وهذه التغطية الواسعة. اجتمعت رئيس الوزراء الإسرائيلية في ذلك الوقت "غولدا مائير" يوم 13/4/1971 مع خمسة من كبار قادة الحركة وذلك في مكتبها بالقدس الغربية وكان اللقاء وفقا للمصادر التاريخية الإسرائيلية عاصفا وانجرت "غولدا" إلى حالة من تبادل الكلمات القاسية مع قادة "الفهود السود" الذي غادروا الاجتماع اليتيم الذي جمعهم برئيسة وزراء إسرائيل وقرروا تصعيد نضالهم فيما وصفتهم "غولدا" بالأشخاص غير اللطيفين وهذا القول تحول سريعا إلى اسم لأحد أزقة حي المصرارة حيث وضعت يافطة كتب عليها "زقاق غير اللطيفين". ووصل الصراع يوم 18/5/1971 إلى ذروته حيث اجتمع ألاف المحتجين في ميدان "صهيون" بالقدس ورددوا شعارات ضد التمييز العنصري وطلبوا بتغير اسم الميدان ليتحول إلى "ميدان يهود الشرق" وكانت هذه المظاهرة أيضا دون تصريح وواجهت الشرطة التي هرعت لتفريقها جمهورا غفيرا وغاضبا رشقها بالحجارة وزجاجات المولوتوف وكانت النتائج قاسية من حيث عدد المصابين في صفوف الشرطة والمتظاهرين حيث أصيب 20 متظاهرا جرى نقلهم للمتشفيات واعتقل حوالي 74 اخرين دوون وجود رقم محدد للإصابات في صفوف الشرطة.
اعداد: فؤاد اللحام |